أعلان الهيدر

الأحد، 18 نوفمبر 2007

الرئيسية آل غور والحقيقة المزعجة

آل غور والحقيقة المزعجة

محمد التفراوتي
 
أفاد الأستاذ نجيب صعب في مستهل تحليله لسياسة جورج بوش تجاه تغير المناخ أنه رغم فوز آل غور بجائزة نوبل إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش لن تعدّل سياستها بشأن تغير المناخ وذلك خلال تأكيده على ذلك لدى تهنئة البيت الأبيض له على هذا الفوز.
و رغم قبول إدارة بوش بنتائج التقرير الرابع للهيئة الدولية حول تغير المناخ، الذي أكد بإجماع علمي ، يضيف رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية في افتتاحية عدد نوفمبر الجاري، أن النشاطات الإنسانية هي السبب الرئيسي وراء التغيرات المناخية التي يشهدها العالم. وهذا كان الاعتراف العلني الأول من الإدارة الأمريكية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الصناعة ووسائل النقل وتوليد الكهرباء هي المسبب الأول لتغير المناخ، لا العوامل الطبيعية." وإذا كانت هذه الحقيقة أصبحت من المسلّمات لدى معظم العلماء خلال السنوات العشر الأخيرة، إلا أنها كانت موضع الخلاف الأساسي مع الإدارة الأمريكية حول الموضوع. وكان كبير المستشارين العلميين لهذه الإدارة قد سبق الرئيس بوش بالإقرار، خلال صيف 2007، أن المناخ فعلاً يتغير والسبب يعود إلى النشاطات البشرية".
وأكد الأستاذ صعب في سياق تحليله أن إصرار الإدارة الأمريكية على أنها لن تعدّل في سياستها بشأن تغيّر المناخ ليس إلا نوعاً من المكابرة ذلك أن التصريح الأخير للرئيس بوش وكبير مستشاريه العلميين يتجاوز حدود التعديل البسيط إلى الانقلاب الكامل في المواقف إذ أن الطرفان الأساسيان اللذان فرضا هذا التغيير هما الهيئة الحكومية الدولية لتغيّر المناخ ونائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور. والاثنان تقاسما، عن جدارة، جائزة نوبل للسلام هذه السنة.
وذكر رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية أن الهيئة الدولية لتغيّر المناخ قادت عمل 2500 عالم وباحث من 130 بلداً، وتوصلت في تقريرها الرابع، الذي صدر منذ شهور، إلى إجماع مبني على أسس علمية، من أن المناخ يتغير بسبب النشاطات البشرية. مشيرا إلى توصل عمل الهيئة إلى حقائق دامغة وضعت حداً للمشككين: فمنذ الثورة الصناعية، ازدادت تركيزات ثاني أوكسيد الكربون 25 في المائة وتضاعف غاز الميثان، وهما العنصران الرئيسيان وراء ظاهرة الاحتباس الحراري. المصدر الرئيسي لثاني أوكسيد الكربون هو احتراق الوقود الاحفوري، أما الميثان فيصدر من النشاط الزراعي وتحللال مكبات النفايات. والمطلوب واضح: إدارة رشيدة لاستخدامات الطاقة، التحول إلى أساليب الإنتاج والنقل الأنظف، ضبط الممارسات الزراعية، الإدارة المتكاملة للنفايات.
وابرز الأستاذ صعب ما جاء في تقرير الهيئة الدولية لتغيّر المناخ كون الفترة ما بين 1995 و2006 شهدت السنوات الإحدى عشرة الأكثر دفئاً منذ عام1850 كما أن الكوارث الطبيعية تضاعفت نحو 400 مرة خلال مئة سنة. الأعاصير تضاعفت في قوتها ونمط حدوثها، وهذا يعود بنسبة 70 في المائة إلى ارتفاع حرارة سطح المحيطات محذرا من ارتفاع في مستويات البحار خلال هذا القرن لتصل إلى 60 سنتيمترا تبعا لتوقع التقرير من ارتفاع الحرارة خلال القرن الحاضر بمعدل 4 درجات مئوية، بل قد تتجاوز 6 درجات ومضيفا إلى عدم الأخذ في الاعتبار الآثار المحتملة لذوبان صفائح الجليد القطبية و ما قد يضاعف التقديرات مرات عدة وذلك من قبل التقرير المحافظ، الذي يستند إلى إجماع أعضاء الهيئة، بناء على المعطيات العلمية الثابتة.ذلك أن "الكلام الواضح من علماء الهيئة الدولية وضع قضية تغيّر المناخ بقوة على جدول الأعمال العالمي"، وحوّل النقاش من: ''هل يجب أن نفعل شيئاً'' إلى ''ماذا نفعل للتعامل مع الكارثة''.
وفي نفس السياق أثنى الأستاذ صعب على حملة آل غور الناجحة والواسعة على المستوى العالمي ، في خلق فهم أفضل لظاهرة تغيّر المناخ وضرورة اعتماد تدابير سريعة لوقفها، عن طريق تغيير جذري في أساليب استخدام الطاقة وتعديل في الأنماط الاستهلاكية عامة. وقد استطاع من خلال سلسلة المحاضرات بعنوان ''حقيقة مزعجة''، التي حولها إلى فيلم وثائقي حصل على ''الأوسكار''، أن يصل إلى عقول ملايين الناس ويثير مشاعرهم. وقد تركت حملة آل غور أثرها الأكبر في الولايات المتحدة نفسها".
وأوضح كذلك في تناوله لقضية استغراب البعض منح جائزة مخصصة للسلام لعمل بيئي ، كون العملية ليست المرة الأولى، إذ حصلت قائدة حملة التشجير في كينيا وانغاري ماتاي على الجائزة عام 2004 .
وإذا تأمّلنا في تأثيرات تغيّر المناخ، يؤكد الأستاذ صعب ، من فيضانات وجفاف وأمراض ومجاعة، ندرك ما قد تتسبب به من نزاعات بين سكان متكاثرين على موارد متناقصة. لذا فالبيئة هي في صميم قضية السلام ، وبامتياز.
واستشهد الناشر ورئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية بما عقب به على تساؤل هيئة الإذاعة البريطانية عن رأيه عن استحقاق" آل غور" جائزة ''نوبل'' فور الإعلان عنها وذلك بما يلي : " أجبت بشهادة عملية بسيطة: عرفت صديقي الأمريكي بيل لاي منذ كان مديراً في شركة جنرال موتورز في جده ودبي قبل 25 سنة، وبعدهما في مصنع الشركة بمدينة روسلزهايم الألمانية. لم يكن ''بيل'' مهتماً بقضايا البيئة. وأذكر أنه نعتني بالجنون حين بدأت إصدار مجلة ''البيئة والتنمية''، وكنت لا أزال أنفّذ أعمالاً لشركة جنرال موتورز كمهندس معماري. فقد اعتبر العمل للبيئة مضيعة للوقت. قابلت بيل منذ شهور في نيروبي، وهو اليوم الرئيس التنفيذي لمصنع جنرال موتورز في العاصمة الكينية، أكبر منتج للسيارات في إفريقيا. ''هل شاهدت فيلم آل غور؟''، سألني ولم ينتظر الجواب، إذ تابع: ''لقد غيّر حياتي وفتح عينيّ على حقائق مزعجة بالفعل. فقد بدأتُ خطة لتعديل أساليب الإنتاج في مصنع نيروبي لتخفيف الإنبعاثات وتقليل الهدر والنفايات. وعدّلت نمط حياتي الشخصية للتخفيف من هدر الطاقة والمياه. الآن أفهم لماذا تخليتَ أنت عن رفاهية الشركات الكبرى لخدمة البيئة''."
وأخيرا شدد الأستاذ صعب على كون بيل لاي واحد من الملايين الذين غيّر آل غور حياتهم. وإدارة جورج بوش كانت معقل التشكيك الأخير الذي يتهاوى أمام الحقائق العلمية التي أجمع عليها علماء الهيئة الحكومية الدولية لتغيّر المناخ."العالم حقاً يتغيّر. ونريد أن نعتقد أنه سيتغير نحو الأفضل".
يشار إلى أن مجلة "البيئة والتنمية لهذا العدد اختارت " محور"المسؤولية البيئية لقطاع الأعمال" كموضوع رئيسي لعدد تشرين الثاني (نوفمبر) مستعرضة وسائل الحد من الانعكاسات البيئية للصناعات والخدمات، وتخفيف النفايات والانبعاثات، ورفع الكفاءة الإنتاجية وتخفيض استهلاك الطاقة والموارد ذلك أن عددا متزايدا من الشركات . بدأ اكتشاف القيمة الفعلية والتنافسية للمبادرات البيئية والإنتاج النظيف ، وتطبق 57 في المائة من الشركات الكبرى حول العالم برامج في هذا المجال. ويعطي التحقيق نماذج لبرامج بيئية تعتمدها شركات عربية وعالمية.
وتضمن العدد عرض مصور للحرائق الكارثية التي اجتاحت غابات لبنان، مع شرح لمسبباتها وسبل الوقاية منها. ويظهر استطلاع أجري في الإمارات الأوضاع البيئية كما يراها المواطنون، حيث يطالب 94 في المائة بمزيد من العمل لحمايتها، مع عرض لمبادرة أطلقتها الإمارات لقياس بصمتها البيئية. ومن البرازيل تحقيق عن إنتاج الايثانول من قصب السكر، حيث بات هذا الوقود الكحولي يشكل نحو نصف الوقود الذي تستخدمه السيارات في البلاد. وفي العدد إضاءة على معارض السيارات الدولية حيث برزت تكنولوجيات مبتكرة لحماية البيئة.
وتناول قسم "كتاب الطبيعة" تحقيقاً مصوراً عن محمية الموجب الأردنية الأكثر انخفاضاً في العالم ، ومشاهد خاصة بالمجلة من الفيلم الوثائقي "كوكب في خطر" الذي أنتجته شبكة CNN ويعرض المخاطر الكبرى التي تتهدد البيئة الطبيعية حول العالم.
واحتوى العدد على مواضيع شيقة من قبيل الكارثة المناخية اقتربت، سرطان الثدي أسبابه بيئية أيضاً، مدرسة بدوية لأطفال سيبيريا الرحل، مدينة ضوء الشمس، كيف تكون حال الأرض لو اختفى البشر فجأة؟ فضلاً عن الأبواب الثابتة: رسائل، البيئة في شهر، عالم العلوم، سوق البيئة، المكتبة الخضراء، المفكرة البيئية.
ويذكر أن مع العدد ملحق عن مشاريع ونشاطات برنامج الأمم المتحدة للبيئة في المنطقة العربية. بالإضافة إلى نشرة "بيئة على الخط"، البرنامج الذي تديره مجلة "البيئة والتنمية" لتلقي الشكاوى البيئية ومتابعتها

هناك 3 تعليقات:

  1. لاشك في كون الولايات المتحدة السبب الرئيس في تلوث البيئة و رغم ادعائها بانها الدولة النموذجية للسلام و البيئة و كل ما هو خيرا للبشرية فانها السبب الوحيد لمصائب العالم و الغريب تشدق بعض مدعي الثقافة العرب في كافة وسائل الاعلام بانه على العالم ان يحترم الديمقراطية الامركية وعن نفسي فاني احاول تسويق اختراعي الذي سيكون سببا لهبوط تلويث البيئة الناتجة من السيارات وصناعتها الى الثلث على الاقل اجد نفسي اتوسل للعالم ليتنفس هواء نقي ولا حياة لمن تنادي .

    ردحذف
  2. شكرا على المشاركة..


    في الواقع لقد شاهدت فلم أل غور ولمست حقائق علمية مغيبة عن الإعلام والمجتمع الإنساني..


    لمسة مميزة أن تقوم المجلة للتطرق للفيلم ودوره في خلق تيار متنامي في قضية حساسة للغاية؛ قضية الاحتباس الحراري

    ردحذف
  3. اتمنى لو اني شاهدت الفلم

    شكرا للتنويه اليه

    امريكا بالطبع هي سبب رئيس بالانبعاث الحراري ولكنها تنكر الامر دائما لكي تستمر بصناعاتها سواء الايجابية او المدمرة للبيئة كي تبقى بالطليعة دوما

    عافانا الله من شرورها

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.