أعلان الهيدر

الاثنين، 7 مايو 2007

الرئيسية الصناعات البلاستيكية و سلامة البيئة

الصناعات البلاستيكية و سلامة البيئة

في هذا العصر الجديد لا يكاد يخلو منزل أو مكان من المنتجات البلاستيكية والألياف الصناعية. حيث أصبحت من متطلبات الحياة لما تقدمه من خدمات جلية للحياة العصرية .

ويبقى هاجس المهتمين بالصناعات البلاستيكية و المثقفين من طبقات المجتمع حول ملائمة هذه الصناعات للحياة الإنسانية من الناحية البيئية والغذائية والصحية, لذا تعكف كثيرا من المنظمات العالمية على وضع شروط وضوابط ملزمة لمصنعي المواد الخام من النواحي البيئي والصحية.

ويسعى جميع منتجي ومصنعي المواد البلاستيكية والألياف الصناعية إلى الالتزام بالمواصفات الصحية العالمية ومطابقة جميع شروط السلامة البيئية عن طريق اختبار منتجاتهم لدى مراكز أبحاث عالمية معتمدة من قبل هيئات دولية .

لقد دأبت شركات البيتروكيماويات باعتبارها من صناع مواد البولي إيثلين بمختلف أنواعها والبولي بروبيلين و الستايرين و بولي كلوريد الفينيل والألياف الصناعية على الحصول على شهادات المطابقة الصحية و الغذائية كل حسب تطبيقاتها النهائية .

إن المواد البلاستيكية تستخدم عادة في صناعة الرقائق المستخدمة في تغليف الأطعمة وعلب المشروبات والمأكولات كالعصائر و الحليب و التمور وأكياس تعبئة المنتجات الزراعية كالدقيق و الشعير بالإضافة إلى أنابيب مياه الشرب و المواد الاستهلاكية الطبية مثل خراطيم الهواء و العبوات الطبية. كما تستخدم المواد البلاستيكية بالإضافة إلى الألياف الصناعية ( البوليستر ) في صناعة السجاد والموكيت والبطانيات وحفائظ الأطفال والملابس .

وعلى كل حال فإن كل أصناف البلاستيك تحتاج إلى مواد مثبتة لحمايتها أثناء الإنتاج والتشكيل كالمواد المانعة للأكسدة والمقاومة للأشعة فوق البنفسجية, كما تضاف مواد أخرى تعتمد على استخدام المنتج النهائي.

إن هذه المواد المثبتة بالإضافة إلى المواد التي تنتج من التفاعلات الجانبية تخضع إلى عملية مراقبة دقيقة ودائمة بحيث لا تتجاوز الحدود المسموح بها صحيا وبيئيا. لذا حرصت الشركات المنتجة لخام البلاستيك على اختيار جميع منتجاتها البلاستيكية والألياف الصناعية لدى معاهد عالمية معتمدة وبصفة دورية للتأكد من مطابقة هذه المنتجات للمواصفات الصحية العالمية.

إن جميع المواد البلاستيكية التي تنتجها مصانع البتروكيماويات والتي تستخدم في تصنيع المنتجات البلاستيكية المخصصة للتعبئة أو تغليف المنتجات الغذائية حاصلة على الشهادات الضرورية لتأكيد سلامة هذه المنتجات للاستخدامات الغذائية , و على سبيل المثال لا الحصر فإن منتجات البولي إثيلين موافقة لمتطلبات النظام الأمريكي FDA REGULATION 21 CFR 177.1520 و النظام الأوربي 90/128/EEC , ومنتجات البولي بروبيلين موافقة للنظام الأمريكي 177.1520 FDA REGULATION 21 CFR, أما منتجات بولي كلوريد الفينيل فهمي موافقة للنظام الأمريكي FDA REGULATION 21 CFR 175.300 

ومنتجات البوليستر موافقة للنظام الأمريكي FDA REGULATION 21 CFR 177.1630 وكذلك الأنظمة الأوربية التالية EEC/128/90 و ECC/572/85 و EEC/711/82 ومنتجات البولي ستايرين موافقة للنظام الأمريكي FDA REGULATION 21 CFR 177.1640 وهذه المواصفات قد أخذت بعين الاعتبار منذ إنشاء هذه المصانع.

المنتجات البلاستيكية النهائية المخصصة للاستخدامات الغذائية تخضع لاختبارات عديدة للتأكد من صلاحيتها لهذه التطبيقات, ومن أهم هذه الاختبارات اختبار الانتقال الشامل (GLOBAL MIGRATION TEST) والذي يجري بموجب الأنظمة الأوربية التالية 85/572.90/128.92/39.9.95/11.87/711.93/8.97/48 حيث يتم تعرض المنتج البلاستيكي للعديد من السوائل التي تماثل الأطعمة ، مثل زيت الزيتون ومحلول حمض الخل بتركيز 3% , ومحلول الإيثانول بتركيز15% وغيرها من المواد , يتم التعريض لمدد متفاوتة تصل إلى عشرة أيام , وعند درجات حرارة تصل 100 درجة مئوية , بعد ذلك يتم استخلاص مستحلبات يفترض أن تحتوي على العناصر و المركبات التي انطلقت (Migrated)من المنتج البلاستيكي إلى محاليل الاستخلاص , ويلي ذلك فحص المستحلبات لمعرفة مكوناتها و الوقوف على احتمالات احتوائها على عناصر سامة أو مسببة للسرطان أو غيره من الأمراض , وبالتالي تحديد درجة تركيزها في المستحلب , ومقارنة ذلك بالنسبة المسموح بها في الأنظمة المذكورة أعلاه .

يتبين من ذلك أن فحوص إجازة المادة البلاستيكية لتغليف الأغذية تجرى تحت ظروف قاسية تتجاوز الظروف العادية التي يتم عندها استعمال وسائط التغليف البلاستيكية لتغليف المواد الغذائية .

بناء على ذلك يمكننا القول : إنه لا خطر على صحة المستهلك من كون الأطعمة أو المشروبات الساخنة توضع أو تعبأ في أكياس أو صحون أو قوارير بلاستيكية مرخصة ،هذا علما بأن شركات البيتروكيماويات تسعى لتزويد جميع مصنعي ومستخدمي منتجاتها بهذه الشهادات العالمية لتبعث مزيدا من الاطمئنان ،ولتؤكد حرصها الدائم على سلامة المستخدم و المستهلك .

لكن قد يتساءل البعض عن النواحي البيئية للمواد البلاستيكية من حيث العمر الزمني اللازم لكي تتحلل هذه المواد, والواقع أنها تحتاج لزمن طويل جداً, إلا أن عملية تدوير المواد البلاستيكية واستخدمها في تطبيقات أخرى ثانوية قلل خطورتها على البيئة ويظل الوعي وإدراك الإنسان هما الدافع الأكبر للمحافظة على البيئة .

كذلك قد يثير البعض قضية المواد القابلة للتحليل كمواد البولي بروبيلين المستخدمة في صناعة أكياس تعبئه الحبوب كالقمح والشعير ومدى استخدام هذه التقنية في المدى القريب, والواقع يقول إن هذه التقنية حديثة جداً, ولا تزال في طور البحث والتطوير في بعض الدول الصناعية المتقدمة مثل كندا و الولايات المتحدة لذا سيكون لاستخدامها في الوقت الراهن صعوبة للمنتج والمستهلك , بالإضافة إلى ضرورة وعي المستهلك بهذه المواد حيث تختلف بطبيعتها عن المنتج من حيث التحلل والتخزين.

وبوجه عام فإن استخدام المواد البلاستيكية والألياف الصناعية يعتبر آمنا صحيا وليست هناك مخاوف حقيقية تدعو للقلق أو الخوف من استخدام هذه المنتجات إذا تمت عملية تصنيعها واستخدامها بصورة متوافقة مع توصيات مصانع المواد الخام ، وضمن الشروط المنصوص عليها لكل مادة بلاستيكية 

هناك 4 تعليقات:


  1. الحمد لله أذن ..


    لأنني فعلا في الآونة الأخيرة أصبح عندي هاجس في تخزين الأطعمة في التبرويرات البلاستيكية لكثرة ما نسمع عن أضرارها ..


    ولكن منكم نأخذ الخبر اليقين ..


    شكرا لجهدك العملي والعلمي وبارك الله فيك ..

    ردحذف
  2. الأخ الفاضل : م/أمجد قاسم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أشكرلك هذا المقال القيم والهادف والذى أجاب عن كثير من التساؤلات التى تهمنا جميعاً...

    بارك الله فيك وسدد خطاك

    أخوك

    محمد

    ردحذف
  3. الاستاذة أروى طارق

    ما زال استخدام البلاستك في الكثير من الأحيان محفوفا بالمخاطر وخصوصا ان مثل هذه المواد تحتاج الى تجارب مخبرية طويلة الأمد تصل الى حوالي 15 عاما للتأكد من مدى خطورتها على صحة الانسان

    اهلا بك في جنسترا آفاق علمية

    ردحذف
  4. الأخ الفاضل محمد الجرايحي

    اهلا بك دوما في آفاق علمية وادعو كل زوار آفاق علمية لزيارة مدونتك المتميز للغاية

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.