أعلان الهيدر

الجمعة، 26 أكتوبر 2007

الرئيسية التوتر..... سمة حياة القرن الحادي والعشرين

التوتر..... سمة حياة القرن الحادي والعشرين

الدكتور الصيدلاني إسماعيل الكيلاني *


أصبح التوتر سمه من سمات هذا العصر الشديد السرعة كثير المتطلبات ففي السابق لم تكن متطلبات الحياة كثيرة و باهظة الثمن مثلما هو الحال في هذه الأيام فأصبحنا نرى التوتر ضرورة أو شيء مستسلم به .

ما هو التوتر


التوتر العقلي عارض يمر به كل الناس سليمي الحواس . . يبدأ من المدخلات الحسية ( الحواس الخمس) التي تستقبل الخبرة الجديدة اليومية وتنقلها إلى الدماغ الذي يخزنها إما بالعقل الواعي أو الباطن حسب حاجته .
كل إنسان لديه خبرات سلبية ، قليلة كانت أم كثيرة ،وهي قد لا تشكل توترا أو ضغطا على الإنسان طالما يستطيع أن يمارس حياته طبيعيا بوجودها ، إلا أنه متى ما ازدادت هذه الخبرات السالبة عن حدها ، وأصبحت عبئا يعيق الأداء اليومي للفرد ، فإنها تصبح مشكلة وتؤدي به إلى التوتر والضغط  النفسي. وفي هذه الحالة يصبح الإنسان أسيرا لهذه الضغوط ومكبلا بتلك التوترات
ولا يستطيع العلماء حصر أسباب التوتر الذهني والعصبي . وأكدوا في آخر الأبحاث التي أجريت في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) أن كل موقف يمر به الفرد يعتبر مغذيا للتوتر الذهني والعصبي بدرجات مختلفة.
يثير التوتر ردات فعل لدى الدماغ البشري ولكن الباحثين قالوا إن طرق التعامل مع التوتر تختلف بين الرجال والنساء.
ففي دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس كشف النقاب أن الاستجابة للتوتر تنطبق على الرجال فقط وليس النساء. ففي مواجهة التوتر يكون رد الفعل لدى المرأة مختلفا.
ووفقا لتقرير صدر عن الجامعة، استندت الدراسة إلى نتائج تحليلات لمئات الدراسات التحليلية في السلوك والاستجابة للتوتر لدى آلاف الناس والحيوانات.
وتبين في هذه الدراسات أن النساء يسعين للتواصل الاجتماعي وخاصة مع نساء أخريات ويمضين وقتا للعناية بأطفالهن لمواجهة التوتر أكثر مما كان يعتقد في السابق بأنهن يهربن من الوضع أو يصبحن عدوانيات.
يفرز كل من الجنسين هرمونا يسمى oxytocin . ولهذا الهرمون تأثير مهدئ قوي على الجسم حيث أن الأشخاص الذين لديهم تركيز عال من الهرمون يكونوا هادئين، أكثر استرخاء ، اجتماعين وأقل توترا.
ولكن الطريقة التي يتفاعل فيها هرمون الهدوء  مع هرمون الأنوثة الاستروجين والهرمون الذكري التستيرون يضع فارقاً  بين ردة فعل الذكر والأنثى للتوتر. ويقوم التستيرون في الرجال بمواجهة الآثار المهدئة لهرمون oxytocinبينما يقوم الهرمون لدى الأنثى بتعزيزه أي بزيادة الهدوء .
وتبدي النساء تجاوبا مميزا يتيح لهن بناء علاقات وتشكيل اتحادات  بشكل أسهل و أسرع من الرجال تجلب لهن المنافع ولنسلهن مستفيدات من السلامة التي يحققها التجمع في مجموعات.
وقد يساعد هذا  في تفسير السبب الذي يجعل النساء أكثر عرضة للوقوع ضحايا الاضطرابات والأمراض المتعلقة بالتوتر بما في ذلك ارتفاع الضغط والإفراط في تناول الأدوية والكحول. ونظرا لان المرأة تواجه المواقف المتوترة بشيء من الهدوء أكثر من الرجل فإن أجسامهن تتمتع بصحة أفضل، ولعل العمر الذي تعيشه النساء أكثر من الرجال.
ومن جانب آخر وحول التوتر نذكر بشكل عام الأخطار الصحية للتوتر:
ý  ارتفاع ضغط الدم: يؤدي التوتر إلى إفراز الأحماض الدهنية والسكر في الدم ويمكن أن تتحول هذه المواد إلى دهون ثلاثية وكولسترول يترسب على جدران الشرايين ومن شأن ذلك إعاقة تدفق الدم في هذه الشرايين وبالتالي المساهمة في ارتفاع ضغط الدم.
ý  النوبة القلبية: يعمل تراكم الدهون والكولسترول في الشرايين في نهاية المطاف على منع تدفق الدم وتحدث النوبة القلبية حين يحصل انسداد تام في أحد الشرايين المغذية للقلب.
ý  الجلطات الدماغية: تظهر الدراسات أن الرجال الذين يرتفع ضغط الدم لديهم كردة فعل على التوتر يكونون عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالجلطات الدماغية.
ý  الأرق: أظهر الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من الأرق المزمن لديهم مستويات عالية من هرمونات التوتر في الدم.
ý  ضعف الجهاز المناعي: يؤدي التوتر إلى إضعاف جهاز المناعة لدى الشخص حيث يجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية و الأمراض المناعية.
ý  اضطرابات الغذاء: يحدث التوتر تغيرا في أنماط الغذاء ويؤدي إلى تفاقم الاضطرابات الموجودة لدى الشخص.
ý  اضطراب في العادة الشهرية: يتمثل التوتر أحيانا في اضطرابات الدورة الشهرية عند الإناث.
ý  السرطان : تظهر العديد من الدراسات أن التوتر من الأسباب الأساسية في حدوث السرطانات و التغير في شكل الخلايا الطبيعية .
وعليه فإن التعامل اليومي والتفاعل مع الآخرين وغيرها من مشاغل الحياة اليومية، هي من أحد  أسباب التوتر العصبي والذهني . والإنسان لا يستطيع أن يحجر نفسه بعيدا عن التفاعل مع الآخرين فهو اجتماعي بطبعه وهذا يعني أنه من المستحيل إزالة مصادر التوتر اليومية أو الموسمية .

علاج التوتر


الحلول التي تناسب التوتر كثيرة ومنوعة إلا أنها إما أن تكون مؤقتة أو أنها تعالج جانبا جزئيا من جوانب التوتر الذهني والعصبي . والحل الأسلم هو أن أحسن التعامل مع هذه التوترات وأحولها إلى مصادر للنجاح والسعادة . . فبما أنني لا أملك أن أغير المواقف والآخرين ، فالتغيير في ذاتي مضمون  خاصة إذا كان مخططا ومجدولا .
تتوفر خيارات كثيرة منها الجسدية ،العقلية  ، السلوكية و الغذائية لعلاج التوتر .عليك بإيجاد ما يناسبك بشكل أفضل وفيما يلي بعض الخيارات الأكثر شعبية:

اترك الرجيم القاسي أو  الحمية سلبية التأثير ، فإذا كنت باستمرار تمارس الحمية وتحدق طويلا في قائمة الأطعمة المحددة سعراتها، فتخل عنها، فالحمية يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالإرهاق وبالضغط النفسي، وقد اظهر الباحثون إنها لا تؤثر  في تخفيف الوزن بشكل فعلي، عند الممارسة الطويلة لهاتقول العالمة في مجال التغذية كلاير ماكيفيللي ، في حالة الحمية الطويلة الأمد يصبح الغذاء وتناول الغذاء، مسألة مهمة، وبعد قليل من الوقت، فإن العقل والجسم يتمردان على الحمية، ويفقد الملتزم بالحمية توازنه ثم مرحه وبدلا من التركيز على فقدان كمية محددة من الوزن ضمن مدة محددة من الزمن، طور عاداتك الغذائية الصحية بحيث تعيش، ضمن هذه العادات، بشكل دائم، هذا الطريقسيخلصك من عدد من الكيلوجرامات، ويجنبك كذلك رجوعها ثانية.

لا تنس وجبة الإفطار  
فإن التخلي عن الفطور من اجل الاقتصاد في الوقت هو اقتصاد زائف، فالفطور هو أكثر وجبات اليوم أهمية، فالدماغ يستخدم الجلوكوز، كوقود، وعندما يستيقظ الإنسان فان نسبة الجلوكوز في الدم تكون في أدنى مستوى لها، والفطور ضروري للدماغ ليقوم بمهمته بشكل أفضل، وقد أظهرت الدراسات إن أولئك الذين يتناولون الفطور هم الأقل تعرضا للإحباط أو القلق أو الإصابة بالنشاط المفرط على نحو مرضي.

قلل من تناول القهوة
ربما لن يقلل تخفيضك لكمية ما تشربه من القهوة من حجم ما تنجزه من أعمال، ولكن هذا التخفيض سيجعلك تشعر، بالتأكيد بأنك اقل توترا، فالكافيين يثير الجهاز العصبي، ويزيد من  معدل ضربات القلب، ويرفع من نسبة العمليات الاستقلابية في الجسم ويمكن أن يؤدي للقلق كما تقول العالمة كلاير ماكيفيللي .

أكثر من شرب الماء :
 اشرب كثيرا من الماء، فدور الماء في الجسم وأنشطته المختلفة غاية في الأهمية ويزيل السموم المتراكمة في الجسم.

وأخيرا تجدر الإشارة إلى أهمية التنظيم الذي يعد المفتاح الأساسي للنجاح على صعيد الحياة اليومية من جهة وتحقيق الصحة والسعادة من جهة أخرى.
ومما لاشك فيه أن من ينعم بنوم هادئ وبوقت ممتع أثناء الراحة ومن يمارس التمارين الرياضية بشكل منتظم .
تناول الغذاء المتنوع  المليء بالفيتامينات سيشعرك بالحيوية دوما وبطاقاته الخلاقة القادرة على إنجاز الصعاب وتجاوز العديد من العقبات التي تصادف الإنسان في حياته اليومية.

مجموعة الفيتامينات و السكريات الهامة
فيتامين ب ، اوميجا 3 ، السكريات و الشوكلاتة قد تساعدك على التخلص من الاكتئاب و التوتر .

التغذية الصحية:  كل دراسات التغذية الحالية وصلت  إلى أن الدهون غير المشبعة التي تتراكم بالجسم تضغط على مراكز معينة في الدماغ ما ينتج عنه اختلال في الجهاز العصبي فينتج عنه التوتر.

الابتسامة الدائمة:  وتعني التبسم في المواقف التي تتطلب ذلك ، وكذلك جعل الابتسامة عادة سلوكية تكسب من خلالها القلوب والصدقات. قال عليه السلام تبسمك في وجه أخيك صدقة . 

ممارسة التمارين الرياضية : تتوفر التمارين الرياضية المنتظمة فرصة ممتازة لتقوية الجسم ومزيد من الأوكسجين والتخلص من التوتر العضلي . فحين تشعر بالتوتر، خذ قسطا من الراحة لممارسة الارتخاء. فعلا سبيل المثال، حين تشعر بالتوتر، قم بالتنفس ببطء لعدة دقائق.

العلاج بالمواد العطرية: يتم استنشاق بخار هذه المواد حيث تنتقل إلى الدم ومن ثم إلى الجهاز العصبي وبعدها إلى أجزاء من الدماغ تتحكم في إفرازات الهرمونات والعواطف ومن أهم هذه المواد الزهور و الورود .

التنفس العميق، والتأمل يخلق وعي جديد  في الجسم و إدراك حقيقي للحياة و هذا يعمل على  التخلص من التوتر العضلي و العقلي  وزيادة التنسيق بين الجسد والدماغ.

زيادة عدد ساعات النوم: كثرة النوم تريحك من التوتر.

تناول الأغذية الصحية: تعتبر الوجبات المتوازنة التي تحتوي على الكثير من الخضراوات والفواكه مفيدة للحفاظ على صحة وقوة أكثر وجعل الجسم أكثر جاهزية لمقاومة التحديات.

التحدث عن المشاكل: إن التحدث لشخص ما تثق به حول المشاكل يجلب الراحة للإنسان.

استخدام الوقت بحكمه : إذا كان الوقت هو السبب في التوتر، قم بتقييم وقتك وجدولته وجهز جداول أسبوعية ومن ثم تقيد بها.

اخذ قسط من الراحة : إن اللعب و النزهة و الاجازات و متابعة الأفلام المضحكة يساعد كثيرا في خلق جو من السعادة و يزيل التوتر و الاكتئاب.

الإيمان بالله و القدر : فنحن كمجتمع مؤمن يجب علينا الإيمان بالقدر خيره و شره و يجب أن نؤمن بالآية عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم  وهذا دليل الهي بان التوتر لا يحل المشاكل بل أحيانا تكون المشاكل من مصلحة الإنسان.

* بكلوريوس صيدلة / تركيا -  ماجستير تغذية / أمريكا
عضو جمعية التغذية الأمريكية
AMERICAN SOCIETY FOR NUTRITION

هناك 3 تعليقات:

  1. ما شاء موضوع رائع

    بارك الله فيك

    ردحذف

  2. أخي الفاضل المهندس أمجد قاسم ..


    التوتر مرض من أمراض العصر وإن كان في الماضي قد عالج الرسول الكريم الحزن الذي يصيب الشخص بالكمثرى أو التفاح والآن بات له عدة طرق للعلاج ..


    ولكن الحزن والقلق والتوتر أصبح من ضروريات الشعور بالحياة .. فأين نجد مايريح قلوبنا ويبعث فيها السعادة ..


    للأسف الشديد الحياة بتوترها هي الحياة الاعتيادية لهذا العصر ..


    أتمنى لك حياة هادئة مستقرة ولكل من مر من هنا ..


    مقالاتك جميعها هادفة لنفع هذه الأمة بالتزود بتلك المعلومات المفيدة .. جزاك الله خير الجزاء وسامح تقصيري القصسري أخي في حقك وحق الجميع ..


    أرجو منك أخي أمجد أن تكتب عن مرض السكر ما هي أعراضه بالظبط وكيف يعرف المريض انه مصاب به وكيفية الإحتياط خوفا من الاصابة به وهل يمكن علاجه ام لا ولك الشكر الجزيل ..



    لك كل مودتي واحترامي وتقديري

    ردحذف
  3. مقال اكثر من رائع لانه يتحدث عن اهم اسباب امراض القرن الحالي

    فالتوتر هو من اهم الاسباب لهذه الامراض

    حتى ان التوتر يسبب ايضا زيادة الوزن التي تسبب العديد من الامراض

    لذا فهو يعتبر الخطر الاساسي للاسباب المباشرةلامراض العصر

    وان استطعنا تجنب اسباب التوتر بالتأكيد سنتجنب الكثير من الامراض المرتبطة به


    لاحرمنا الله مما تقدمه لنا من متعة المعرفة والثقافة الصحية والعلمية المتنوعة

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.