أعلان الهيدر

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

الرئيسية ناقوس الخطر يقرع بعنف ونحن نائمون

ناقوس الخطر يقرع بعنف ونحن نائمون

شبعاد جبار *
التقى زعماء العالم مؤخرا في قمة عالمية  وذلك تلبية لدعوة من الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون لحشد الدعم السياسي وإعطاء دفعة  قوية  للوصول إلى الاتفاق الطموح في مؤتمر التغير المناخي القادم الذي تعقده المنظمة في كوبنهاجن بالدنمارك في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
والتغيرات المناخية التي بدأنا فعلا نلاحظها الآن بقوة  , هي تلك  التأثيرات الحاصلة  في المناخ نتيجة طرح ما يسمى بغازات الدفيئة  ,التي من ضمنها غاز ثاني اوكسيد الكربون  وغاز الميثان , إلى الجو بكثرة  نتيجة  استعمال مصادر الطاقة الاحفورية  التي هي الغاز والنفط والفحم.
وبصعود  هذه الغازات إلى طبقات الجو العليا  فإنها تكون حجابا و طبقة  حول الأرض تحجز  جزء كبير  من الحرارة الواصلة الى الأرض  وتمنع من  انعكاسها وتشتتها في الفضاء الخارجي مما يؤدي الى ارتفاع في درجة  حرارة الجو
و قد ازدادت  درجة حرارة المناخ خلال المائة سنة الاخيرة  بشكل غير مالوف وارتفعت  عن معدلاتها  السابقة والبالغة 15 درجة مئوية  ويعزى هذا الى زيادة نسب غازات ثاني اوكسيد الكربون والميثان التي تطلق الى الجو نتيجة النشاطات البشرية والاستهلاك الكبير في الطاقة حيث ترتفع حاليا بمقدار" 0.8" درجة مئوية عن معدلاتها الطبيعية  
ان من نتائج الارتفاع في درجة حرارة المناخ  هي:
ذوبان الثلوج والجليد في القطب
ارتفاع مناسيب مياه البحر
موت  وانقراض بعض أنواع الحيوانات
كوارث طبيعية مثل الأعاصير والعواصف والفياضانات يقابلها من الجهة الاخرى تصحر وجفاف ومجاعات  في النصف الفقير من العالم
ويعتقد العلماء ان الاستمرار على  هذا المنوال في  اطلاق غازلت الدفيئة قد ترفع من درجات الحرارة الى اعلى من معدلاتها بمقدار 6  درجات مئوية في حلول عام 2100
وعندها لا ينفع معها اي اجراء يمكن ان يتخذ في سبيل  الحد من تداعيات المناخ.
  كما ان ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها بمقدار 2 درجة مئوية يتسبب في انقراض وموت مابين  20 الى 30 بالمئة من الحيوانات والنباتات   ومن الطبيعي ان يتأثر إنتاج الغذاء  وبالتالي الاقتصاد العالمي  فينتج عن ذلك مجاعات وهلاك الملايين من البشر.

ان التحدي الكبير في العالم اليوم  هو ان لايصل  الارتفاع عن المعدل في درجات الحرارة أكثر من 2 درجة مئوية .لذا تتكثف الجهود وتعقد القمم من اجل ان تتوصل الدول الى علاج سريع لهذه المشكلة التي ستصبح عصيىة على الحل اذا لم تبادر الدول  وتتخذ الاجراءات المناسبة لخفض  انبعاث غازات الدفيئة فورا .
 هناك بعض الدراسات التي  تشير الى أننا تأخرنا بمقدار سبع سنين عن اتخاذ الإجراءات  الفورية الكفيلة بالحد من هذه  التأثيرات حيث  كان يجب ان يكون هناك انقلابا كبير لا بل ثورة في مجالات الاستهلاك البشري وإنتاج الطاقة   قبل سبع سنين على الأقل لنتجنب الارتفاع في درجات الحرارة..وكان يجب على الدول سواء كانت متطورة ام  نامية  أن تمتنع عن التفكير بان بدائل الطاقة النظيفة هي دائما غالية وصعبة التنفيذ  ولا يمكن لها التنافس مع مصادر الطاقة التقليدية.
ولان هناك تهديد كبير لكوكبنا تنبه له الساسة اخيرا وتخلوا عن خيار التنمية واستبدلوه بخيار التنمية المستدامة التي تحافظ على البيئة وعلى مصادر الثروات من الاستنزاف دون التاثير على نمط المعيشة او الخفض من مستواها   وكان لزاما عليهم ان يعقدوا من اجل ذلك المؤتمرات والقمم  واجراء وتكثيف  المحادثات بشأن التغير المناخي والسبل الكفيلة بالحد من تاثيره  .
ومازالت هناك بعض الدول التي ترفض تخفيض انبعاثاتها وتعطي الاولوية  للتنمية مثل الصين والهند .
ولهذا جاءت هذه القمة لتصعيد الضغوط على الدول الصناعية الكبرى وبعض الدول الكبيرة الاخرى  للالتزام بمزيد من التخفيض في الانبعاثات الغازية وتقديم مليارات الدولارات إلى الدول النامية لتطوير تكنولوجيا جديدة تحافظ على البيئة
وقد أشارت تقديرات إلى أن الركود الاقتصادي سيتسبب في اكبر تراجع في كم الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في 40 عاما. حيث  ستنخفض الانبعاثات  بنسبة 2.6 في المئة هذا العام في انحاء العالم وسط تراجع النشاط الاقتصادي.
هذا العالم يعنينا بقدر ما يعنيهم طالما نحن نشاركهم العيش فيه .وبالرغم من  ان اغلب المشاكل البيئية يتسبب فيها العالم الغربي   نتيجة تطوره واستخدامه التكنولوجيا ونمط الحياة السهلة  والمرفهه التي يعيشها ..لكننا  نحن اللذين نسكن هناك  في النصف الاخر من الكرة الارضية نعاني من  هذه التداعيات  اكثر مما يعانون هم  وبوقت مبكر جدا  .. فتتصحر الاراضي عندنا وتقحل  وتشح المياه ويموت الزرع  وتنتشر المجاعات ويهلك البشر  ..  كل هذا ونحن ننتظر رحمتهم ومايجودون به علينا من نصائح وصدقات  .. تلك النصائح التي لانطبقها في غالب الاحوال لتذهب الصدقات الى جيوب من لاضمير له من الجاهلين  . فاي اجراءات سيعود بها رؤساؤنا من قمتهم   هذه ليجنبونا او ليعالجوا فعلا اثار الاحتباس الحراري التي بدات تفتك بملايين الناس
وفيما تروح الدول العظمى تسير الخطى حثيثا من اجل  الحد من التاثيرات التي ستتعرض لها .. نبقى نحن غير عابئين بما يحدث ونحن اللذين  نرزح تحت ظلها منذ  الان و لانعرف حتى ان نصرخ بهم لنقول ساعدونا لنزيل حيفكم عنا .
* ناشطة بيئية ، عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.