أعلان الهيدر

السبت، 24 أكتوبر 2009

الرئيسية باحثون ينجحون في إنتاج كهرباء من عادم السيارة

باحثون ينجحون في إنتاج كهرباء من عادم السيارة


يقدر الباحثون أن هذه التقنية ستوفر أكثر من عشرة ألاف بليون واط من الكهرباء سنويا

المهندس أمجد قاسم *


تتميز محركات الاحتراق الداخلي التقليدية في المركبات المختلفة، بهدرها لجزء كبير من الطاقة، وقلة كفاءتها، وتدل الدراسات أن الكفاءة التشغيلية لمحركات السيارات بالكاد تصل إلى 30%، وهذا يعني أن حوالي ثلثي الوقود المستخدم في تلك المحركات، لا يتم الاستفادة منه، بل يتحول إلى حرارة ضائعة تنفث من أنابيب العادم أو جسم المحرك، كما أن جزء من تلك الطاقة المهدورة يتم استهلاكها في عمليات الاحتكاك ومقاومة الهواء وغيرها من العمليات الميكانيكية والفيزيائية المختلفة.

من هنا فقد عكف فريق من الباحثين من معهد فراونهوفر لتقنيات القياس الفيزيائي، على تطوير مولدات كهربائية خاصة قادرة على الاستفادة من حرارة غازات الاحتراق الداخلي التي يتم نفثها من عادم المركبات، لغرض إنتاج تيار كهربائي للاستفادة منه لتشغيل الأجهزة والمعدات الملحقة بالمركبة، وبالتالي تخفيض كمية الوقود التي تستهلكها المركبات.

وتقوم فكرة المولدات الكهروحرارية، على تحويل الطاقة الحرارية المنبعثة من عادم المركبة إلى طاقة كهربائية بواسطة مولدات خاصة تعمل على الاستفادة من الفارق في درجة الحرارة بين غازات الاحتراق الداخلي التي قد تصل إلى 700 درجة سلسيوس ودرجة حرارة سائل التبريد في المحرك.
  
وحول هذه التقنية، يوضح الدكتور هارالدباتنر من معهد فراونهوفر، أن الفارق بين درجة حرارة غازات العادم في المركبات ودرجة حرارة سائل التبريد، تصل إلى عدة مئات من الدرجات، وبالتالي يمكن الاستفادة من هذا الفارق الكبير في تشغيل مولدات كهربائية لتزويد المركبات بحاجتها من الطاقة الكهربائية، حيث قد تستغل تلك الطاقة الناتجة، في تشغيل نظام التكيف في المركبة أو تشغيل الأجهزة الكهربائية الملحقة، ويوضح الدكتور هارالدباتنر أن هذه التقنية سوف تخفض استهلاك الوقود في المركبات بنسبة قد تصل إلى 7 بالمئة، وهذا سيؤدي الى جعل المركبات أكثر اقتصادية، مما سيحد من الانبعاثات الغازية الناجمة عن عوادم السيارات ووسائط النقل المختلفة والتي تسهم في حدوث ظاهرة الاحتباس الحراري.

لقد قدرت بعض الدراسات، انه عند تعميم تلك التقنية على المركبات المختلفة الموجودة في ألمانيا مثلا، فإنه سيتم توفير أكثر من عشرة ألاف بليون واط من الكهرباء سنويا، والتي ستقلل من كمية الوقود المستخدمة لأغراض النقل، مما سيجعل شوارع مدننا أقل تلوثا جراء خفض كمية الغازات الملوثة للبيئة والتي تجثم على مدننا وقرانا.

* كاتب علمي عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.