6 أمور تسرق سعادتك وصحتك النفسية دون أن تشعر

في زمنٍ تتسارع فيه وتيرة الحياة وتزداد فيه الضغوطات، بات الحفاظ على الصحة النفسية أمرًا لا يقل أهمية عن الحفاظ على الصحة الجسدية. 

 

فالاضطرابات النفسية لم تعد حكرًا على فئة دون غيرها، بل أصبحت تهدد الجميع بصمت، نتيجة عادات وأفكار يومية قد لا نلقي لها بالًا. 

 

1- التفكير السلبي... بداية السقوط

التفكير السلبي هو أرض خصبة لولادة القلق والتوتر والاكتئاب. عندما يسيطر التشاؤم على طريقة تفكيرنا، يبدأ العقل في تضخيم الأخطاء، وتوقع الأسوأ، ورفض أي احتمال إيجابي.

هذه النظرة المظلمة للعالم تضعف قدرتنا على التكيف، وتغذي مشاعر العجز والإحباط، مما يؤثر سلبًا على أدائنا المهني والاجتماعي وحتى الجسدي .

 

2- النقد الذاتي... السجل القاسي داخلنا

ليس من الخطأ أن نحاسب أنفسنا أو نطمح لأن نكون الأفضل، لكن النقد الذاتي المفرط يتحول بسرعة إلى صوت داخلي مؤذٍ يحطم الثقة بالنفس.

كثيرون يعيشون تحت ضغط دائم من جملة: "أنا لست جيدًا بما فيه الكفاية"، مما يخلق حلقة مفرغة من جلد الذات وتدني تقدير النفس، ويمنعنا من تقبّل ذواتنا أو التطور .

 

3- الشعور بالذنب... الماضي لا يعيد نفسه

الإفراط في الشعور بالذنب، خصوصًا على أخطاء سابقة لا يمكن تصحيحها، يشكّل عبئًا نفسيًا ثقيلًا. صحيح أن الندم قد يكون محفزًا للتغيير، إلا أن استمراريته تتحول إلى معول يهدم الاستقرار الداخلي. من المهم أن نتعلم مسامحة أنفسنا، والتصالح مع الماضي لا اجتراره.

 

4- معايير الجمال غير الواقعية... فخ المقارنات

وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا بارزًا في رسم صورة غير واقعية عن الجمال، مما يدفع الكثيرين، خاصة من الشباب، إلى مقارنة أنفسهم بصور معدّلة أو خاضعة للفلاتر.

هذه المقارنات اليومية تؤدي إلى شعور دائم بالنقص وعدم الرضا، وتؤثر على تقدير الذات، بل قد تقود إلى اضطرابات مثل القلق أو اضطراب تشوه صورة الجسد.

 

5- الضغوطات المالية... عبء الحياة اليومي

الضغوط الاقتصادية تشكل أحد أبرز مصادر التوتر في العصر الحديث. الخوف من الفقر، والقلق من المستقبل، والإرهاق الناتج عن السعي المستمر لتأمين الاحتياجات، يترك أثرًا كبيرًا على الصحة النفسية. التعامل مع هذه الضغوط يتطلب تخطيطًا ماليًا ذكيًا، وطلب الدعم عند الحاجة، وتذكير النفس بأن القيمة لا تُقاس بالدخل.

 

6- العلاقات السامة... استنزاف عاطفي

العلاقات الإنسانية إما أن تكون مصدرًا للطمأنينة أو مصدرًا دائمًا للقلق. العلاقة السامة هي تلك التي تقوم على التحكم، واللوم، والإهمال، والتلاعب العاطفي.

الاستمرار في هذه العلاقات يدمّر الثقة بالنفس، ويؤثر على تقدير الذات، ويولد شعورًا مزمنًا بعدم الأمان. من الضروري أن نمتلك الشجاعة لقطع هذه العلاقات، والبحث عن بيئات صحية تعزز نموّنا النفسي.

 

كن حارسًا على صحتك النفسية

 

إن إدراك هذه العوامل هو الخطوة الأولى نحو حماية أنفسنا من التآكل النفسي الصامت. فالصحة النفسية لا تُسترد بالأدوية فقط، بل بالوعي، والتغيير التدريجي في نمط الحياة، والمحيط، وطريقة التفكير. فلنكن أكثر لطفًا مع أنفسنا، ولنمنحها ما تستحق من حب ودعم، بعيدًا عن النقد والضغط والمقارنات .

 

أمجد قاسم

X@amjad