مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأحد، 26 يوليو 2009

المخاطر البيئية لاستخدام الهالونات في طفايات الحريق

بينت الدراسات أن الهالونات مسؤولة عن استنزاف 25% من طبقة الأوزون
 
المهندس أمجد قاسم *

          تلعب بعض المواد دورا هاما في مكافحة وإخماد الحرائق ، ومن أهم تلك المواد الهالونات التي يتم استخدامها على نطاق واسع في الكثير من دول العالم .
          وتتميز تلك المركبات التي تعرف بالهيدروكربونات الهالوجينيةHalogenated Hydrocarbons  ، بأنها غازات عديمة اللون والرائحة وغير موصلة للتيار الكهربائي وسميتها ضئيلة ، ومن أهم تلك المركبات الهالون 1211 ( وبرومو كلورو ثنائي فلورو ميثان ) Bromo Chloro Difluoro Methane (CBrClF2) ، والهالون 1301 ( برومو ثلاثي فلورو ميثان Bromo Trifluoro Methane  ) ، تلك المركبات ، تستخدم حاليا في أجهزة إطفاء الحرائق التي توجد في المكاتب والسيارات والمنازل وغيرها من الأماكن المعرضة لمخاطر نشوب الحرائق فيها .
         
          آلية الإطفاء
          تعتبر الهالونات من المواد المحبذ استخدامها في مجال مكافحة النيران ، نظرا لخصائصها الفيزيائية والكيميائية السالفة الذكر ، ونظرا لفعاليتها العالية في التغلب على الحرائق في زمن قصير ، حيث تعمل الهالونات على كسر سلسلة التفاعل الكيميائي اللازمة لحدوث الحريق ، وبذلك يتم إخماد النيران دون أن يلزم إزاحة الأوكسجين من منطقة الحريق كما تفعل بعض المواد الأخرى.
          من هنا فقد تم التوسع في استخدام هذه المواد عالميا ، لكن الأبحاث التي أجريت لاحقا عليها ، بينت مدى ما تسببه تلك المواد من مخاطر جمة على طبقة الأوزون ، حيث تدمر تركيب تلك الطبقة الحيوية والهامة من الغلاف الجوي .

          مخاطر متعددة تتسبب بها الهالونات
          تشترك الهالونات مع غيرها من المركبات في إحداث أضرار بليغة في التركيب الكيميائي لطبقة الأوزون  O3 ، والتي تعرف بطبقة الستراتوسفريك ، ومن تلك المركبات الخطيرة ، بروميد الميثيل ، وميثيل كلوروفورم ، ورابع كلوريد الكربون ، والفريونات ، وغيرها من المركبات ذات النشاط الكيميائي الكبير.
          ونظرا لخطورتها ، فقد تم دعت كبريات منظمات حماية البيئة والأمم المتحدة إلى ضرورة سن تشريعات ملزمة ، تقلص استخدام تلك المواد تمهيدا للتوقف تماما عن إنتاجها ، ومن أهم تلك المعاهدات ، بروتوكول مونتريال التي تم التوقيع عليه في عام 1987 والذي اشترط إيقاف إنتاج المواد المستنزفة لطبقة الأوزون ، ومن أهمها ، الهالونات ، وكربون تتراكلورايد ، والمثيل كلوروفورم ، وكلوروفلوروكربون .
          لقد بينت الدراسات التي أجريت على الهالونات ، أن إنتاج تلك المواد يبلغ فقط 2 % من مجمل إنتاج مواد الكلوروفلوركربون ، ونظرا لفعاليتها ونشاطها الكيميائي الكبير ، فإنها مسئولة عن استنزاف 25% من أوزون الغلاف الجوي وبالتالي دمار تلك الطبقة الجوية الهامة والحيوية .

          طبقة الأوزون درع الأرض الواقي
          تعمل طبقة الأوزون على حماية سطح الأرض من الأشعة الضارة الصادرة من الشمس ، ومن أهمها الأشعة فوق البنفسجية ، كما تعمل تلك الطبقة على حفظ وضبط درجة الحرارة للغلاف الجوي من خلال عملية الاتزان الحراري للكرة الأرضية .
          ومن المعلوم أن الأشعة فوق البنفسجية ، تتسم بقدرتها على إحداث أضرار بليغة لمن يتعرض لها سواء كان إنسان أو حيوان أو نبات ، حيث تتسبب في إحداث بعض أنواع السرطان ، كسرطان الجلد ، وأيضا تتسبب في العمى والتشوهات الخلقية لمن يتعرض لها على المدى الزمني الطويل .
         
          الهالونات في قفص الاتهام
          يشكل التخلص من الهالونات ، أحد أهم القضايا البيئية التي تشغل بال العلماء والباحثين في الوقت الراهن ، وقد أجريت تجارب موسعة لتحضير مواد جديدة تكون بدائل مناسبة لتلك المواد ، من اجل تدارك ومنع خطرها الداهم على الإنسان والبيئة .
          وبالرغم من وجود بعض المواد البديلة ـ إلا أن فعاليتها في مكافحة الحرائق والتغلب على النيران ، ما زالت مدار بحث واستقصاء ، إذ يجب أن تكون فعالة و آمنة وغير سامة وأيضا صديقة للبيئة ولا تتسبب بإحداث خلل في تركيب طبقة الأوزون التي أصبحت محط اهتمام وعناية البشر في الوقت الراهن.

* كاتب علمي ، عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات