أعلان الهيدر

الأحد، 17 أغسطس 2014

الرئيسية من قصص الخيال العلمي .. رحلة إلى المحيط الجديد

من قصص الخيال العلمي .. رحلة إلى المحيط الجديد


محمود علام حريتاني
يبدأ العد التنازلي 10،9،8،7.....،1،0   ، و تنطلق الرحلة الفضائية حاملة معها رواد الفضاء الستة الذاهبين إلى يوروبا ، أحد  أقمار المشتري ، ووصلت الرحلة إلى الطبقة الجوية لمحيط الأرض و هنا  تم الإطمئنان إلى انطلاق المركبة ، فزودت  بالوقود استعداداً لرحلتها طويلة الأمد .
يقول فهد  ، و هو قائد البعثة : إن جميع المعدات تعمل ، و نكاد نشرف على الانتهاء من اجتياز محيط الأرض الجوي ؛ لذا أرجو من الجميع التوجه إلى قمرات الحفظ لكي نكمل إجراءات الانطلاق ، لقد كان هذه االقمراتتضمن أجهزة لتحفظ أجسام رواد الفضاء خلال الرحلة الطويلة التي سوف تستغرق ستَّ سنين حسب ما يعرفون من حسابات الزمن المعروف .
وصلت الرحلة إلى مدار القمر يوروبا ، كما يؤشر الحاسوب ، فتنفتح قمرات رواد الفضاء ، و كانت المركبة ترسل بانتظام تقارير للأرض عن مسار الرحلة  ، و أوضاعها .
يقول علي  ، و هو عالم محيطات ، لقد دقت ساعة الحقيقة ، و ستبدأ المركبة بالاستعداد لإنزال مركبة أخرى للإستطلاع على القمر و كانت تحمل ضمنها أربع رواد .
كانوا بعيدين جداً عن الارض حيث أن الرسالة ستستغرق قرابة ساعتين زمنيتين للوصول إلى الأرض ، و ساعتين لوصول الرد .
وتحط المركبة القمرية على السطح ، و كان السطح يشبه إلى حد بعيد القطب الشمالي المتجمد على سطح الأرض  ، و لم يكن هنالك أي بوادر لوجود حياة فقام الرواد بجمع العينات ، و تحليلها ، و شرعوا يثبتون مثقاب الجليد  للوصول إلى المحيط الواقع خلف طبقة الجليد القاسية .
على سطح الأرض كانت الحروب مستعرة ، و قد نسي العالم أمر الرحلة ، كما كانت  الدول منشلغة بأمور الحرب و النزاعات ، حتى أن الأرض كانت  مقبلة على حرب ذرية .
لقد قارب المثقاب على الوصول اسفل الجليد حيث توجد الطبقة المائية كما أعلنت قمر ، فشرع الرواد يحضرون الغواصة التي ستقل اثنين منهم فقط إلى هذا المحيط المجهول ، و انزلت الغواصة  ، و كان المحيط في بادئ الأمر ساكنا . و بعد الغوص قليلاً ، و بالتحديد قرب أحد الشقوق البركانية  ؛ وجدوا ما أذهلهم ، لقد كانت عبارة عن مستعمرة أشبه ما تكون بالمستعمرة المرجانية الموجودة على سطح الأرض ، و الأمر الذي زادها غرابة هو وجود حيوان ((السلعطون)) الأبيض تماماً كالذي يوجد في محيطات الكرة الأرضية فقاموا بأخذ العينات ، و عادوا إلى سطح القمر ، و لدى عودتهم قاموا بإطلاع الفريق على ماعثروا عليه ، و على الفور ارسلت الرسالة إلى كوكب الأرض لتحمل الجواب القاطع عن اكتشاف الحياة خارج كوكب الأرض ، و لكن مع الاسف  كان مركز الابحاث قد دمر نتيجة الحروب المستعرة ، والرسالة لم تجد من يسقبلها فضاعت في الفضاء السحيق .
لقد حان وقت العودة ، قال فهد ، و لكن لم تصل أية رسالة من الأرض ، و نحن حائرون في أمرنا ، فإذا بقينا فسنموت ، و لم يعد أمام الطاقم أي خيار أخر إلا العودة إلى  الأرض .
لقد كان الأرض قد دمرت بالكامل ، و أصبحت كالجحيم ، فالقنابل مسحت المدن ، و قتلت البشر ، و لم يعد هنالك سوى مجموعات قليلة لا حول لها و لا قوة .
وصلت سفينة الفضاء إلى مدار الأرض فاستيقظ الطاقم ، و رأى ما لم تصدق عينيه ، الارض في حالٍ يرثى لها ، و هي غير صالحة الآن للحياة ، و لا يوجد هنالك أي مدرج معد للهبوط  فالدمار ، و الخراب في كل مكان ، و فجأة يلوح في الافق من جهة المشتري بصيص ضوء خافت ، و كأنها مركبة فضائية ، فيدهش الطاقم لما رأه ، و ينبه الحاسوب الطاقم قائلاً ، رسالة عبر الاسلكي ، و كانت الرسالة عبارة عن نداء استغاثة لسفينة فضائية كانت قد تاهت في المجرات ،و قد وجدت أن كوكب الأرض هو الكوكب الأقرب القادر على تزويد السفينة بالوقود لإكمال رحلة العودة ، لقد كانوا بشراً مثلنا ،و لكنهم كانوا متحضرين و متطورين اكثر منا فانتقلنا ، نحن رواد الفضاء الستة إلى مركبتهم لأن مركبتان قارب الوقود فيها على النفاذ ، و قمنا بالتعرف عليهم ، و طرحنا عليهم استكشافنا فكان جوابهم مدهشاً : لدينا من التكنولوجيا  ، و الخبرة ما يمكننا من جعل يوروبا صالحاً للحياة الأدمية خلال اسبوع من الزمن المتعارف عليه في الأرض  فانطلقت سفينتهم و حطت على القمر ثانيتاً ، وبدأ عمليات رفع درجة الحرارة فيه  ، و إذابة الثلج ، و اخيراً كانوا قد تزودوا بالوقود الازم من أحد الشقوق البركانية ،و تابعوا طريقهم إلى كوكبهم آملين اللقاء يوماً ما في ظروف أفضل ، و أصبح الفريق المستكشف الجديد  يصرح : أبحرنا في الفضاء الواسع بعيداً عن كوكبنا الأم الذي دمرناه بأيدينا ، و استوطنا عالماً أخر آملين أن لا يكون مصيره كمصير سابقه .

حلب 24/7/2011

هناك تعليق واحد:

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.