أعلان الهيدر

الثلاثاء، 2 يناير 2007

الرئيسية تفاصيل حياتنا اليومية على ذاكرة صناعية

تفاصيل حياتنا اليومية على ذاكرة صناعية

المهندس أمجد قاسم

في خطوة تبدو غريبة للغاية ، أعلنت مجلة Popular science  الشهيرة عن تمكن المهندسين من تطوير أجهزة رقمية صغيرة للغاية تستطيع تسجيل كافة نشاطات الإنسان اليومية ابتداء من المحادثات اليومية والمكالمات الهاتفية والتقاط صورا رقمية لمن تقابلهم ، وانتهاء بما يرد إلى بريدك الإلكتروني من رسائل مرورا بوضعك الصحي وذكرياتك والمواقف التي تحدث معك ، وكل هذا وغيره الكثير من التفاصيل الصغيرة هو موضوع مشروع أطلق عليه اسم My Life Bits  .
 
يهدف هذا المشروع إلى توثيق نشاطات الإنسان اليومية عن طريق حمل كاميرات رقمية  وميكروفونات منمنمة ، حيث تنقل هذه الأجهزة البالغة الدقة ، المعلومات التي تصل إليها إلى ذاكرة صغيرة متطورة ومحمولة ، ثم ترحل لاحقا البيانات المسجلة عليها إلى جهاز الكمبيوتر المنزلي أو جهاز الكمبيوتر المحمول أو تنقل هذه البيانات إلى مواقع على الإنترنت مخصصة لتخزين البيانات .
 
 
تم طرح هذه الفكرة لأول مرة في عام 1998 من قبل غوردون بل الباحث في شركة مايكروسوفت العملاقة ، واستخدم لتحقيق ذلك نموذج أولى تجريبي في شركته يطلق عليه Sense Cam والذي يحمل حول العنق ليلتقط بشكل آلي الصور ويخزنها في ذاكرة خاصة.
ويعلق غوردون بل على مشروعه بقوله أن إنجاز مثل هذا العمل في الوقت الراهن قد يكون عديم الفائدة ، ولكن بعد 15 عاما من تخزين المعلومات والبيانات والصور والأصوات ، فإن نفعها سيكون عظيما للغاية إذ ستتحول حياة الإنسان اليومية إلى وثائق مخزنة على شرائح كمبيوترية مجهرية صغيرة للغاية.
إن التحدي الحقيقي لمثل هذه التكنولوجيا يكمن في تمكين أجهزة الحاسوب من ربط الكم الهائل من البيانات ببعضها البعض ، والوصول إلى نتائج منطقية مستمدة من هذه البيانات المبعثرة والتي ستتحول لاحقا إلى كنز ثمين في ظل تطور تقنية الذكاء الصناعي.
قد تبدو الفكرة غريبة وتتسم بالترف العلمي ولكن مما يزيد من غرابة الأمور أن عددا كبيرا من الباحثين في جامعة كولومبيا قد تبنوها بالفعل ، وطورت الكثير من برامج التحليل الإحصائي القادرة على فهرسة وتصنيف مثل هذه البيانات اليومية بل وتم تطوير برمجيات خاصة لتمييز الأصوات وتصنيفها والتعرف على أصحابها وظروفهم المزاجية لذلك اليوم.
يمكن القول أم مثل هذا التقدم المذهل سيواكبه ارتفاع كبير في أثمان الأجهزة اللازمة لذلك ، ولكن مع ازدياد التقدم التكنولوجي فإن الكلفة المادية سوف تنخفض بشكل كبير وسيكون في استطاعة معظم الناس العاديين نقل تفاصيل حياتهم اليومية إلى رقائق السيليكون الكمبيوترية وعندها ستكون حياتنا قد تحولت إلى لغة الصفر والواحد.
عن مجلة آفاق العلم العدد 12 يناير- فبراير 2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.