استطاعت شركة جوجل أن تتصدر
الترتيب العالمي في مستوى ثقافة العمل، حيث وفرت لموظفيها أجواء عمل متميزة وفريدة
من نوعها، ويتناول المقال التالي للكاتب " فهد عامر الأحمدي" الجو
الفريد والمميز في شركة جوجل والذي يجعل الموظفين يقدمون أقصى طاقاتهم في العمل
بكل حب ورغبة في العمل.
يقول الكاتب انه في الدراسة
التي قامت بها مجلة فوتشن (www.fortune. com) حصلت شركة جوجل على المركز الأول بفضل ثقافة
العمل الفريدة داخلها والتي يمكن تشبيهها بجو السكن الجامعي.
فمستويات الراحة النفسية فيها
بلغت حد أن موظفيها لا يصنفون فقط كأكثر العاملين إخلاصا وإبداعا ؛ بل وأكثرهم
انتظاما وبقاء في العمل بعد انتهاء الدوام المفترض..!!
ففي موقع الشركة في مونتن فيو
(بكاليفورنيا) تتوفر للموظفين جميع الاحتياجات التي يمكن - ولا يمكن - تصورها .
فهناك مثلا 11مطعماً تقدم الطلبات مجانا - آخذة بعين الاعتبار الموظفين النباتيين
والذين يتبعون حمية خاصة - .. كما تنتشر فيها حمامات السباحة وصالات الرياضة
والألعاب الإلكترونية - بالإضافة إلى مجانية خدمات الغسيل والكوي والحلاقة
والتجميل والمساج والعلاج الطبيعي - .. أضف لهذا لا تقيد الشركة موظفيها بزي رسمي
بل تترك لهم حرية ارتداء ما يريدون لدرجة أن كثيرا منهم يعمل ببيجاما النوم - وهذا
غير مستغرب من موظفين يفضلون النوم في غرفهم الخاصة بالشركة.
وعند هذا الحد من الطبيعي أن
يفكر "سيادتكم" بتسيب الموظفين واهتمامهم بالنوم والمرح على حساب العمل
؛ غير أن جوجل تحاسب موظفيها على معدل الانتاج والابداع وليس ساعات العمل أو
مواعيد الحضور والانصراف.. ولأنها شركة عالمية (يدخل موقعها 54% من مستخدمي
الانترنت حول العالم) تضم فصولا مجانية لتعلم اللغات الأجنبية كالألمانية
واليابانية والإسبانية والفرنسية والروسية ...
وما يجعل الموظفين متفانين
(أكثر) اهتمام الشركة بأسرهم وأطفالهم - وحتى حيواناتهم الأليفة - . ففي جوجل
تتوفر عيادات مجانية لعائلات الموظفين وصالات لألعاب الأطفال وحاضنات خاصة للرضع .
وهي لا تقدم الطعام المجاني لموظفيها فقط بل وترسله إلى منازلهم وأطفالهم في
المدارس.. وكبادرة لطيفة تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمئة دولار كهدية - كما
تقدم مساعدة مجزية لشراء أي سيارة تعمل ب"الطاقة البديلة"!
وتتميز جوجل أيضا بتكريم
المتميزين والمبدعين - ومنح العلاوات والمكافآت اعتمادا على براعة الفكرة المبتكرة
وإمكانية تطبيقها.. فقبل ثلاث سنوات تقريبا قامت موظفة شابة بتطوير برنامج يتيح
لمتصفح جوجل البحث في كمبيوتره الشخصي فتم منحها مليون دولار كمكافأة - في حين
ارتفعت أسهمها الممنوحة إلى مليوني دولار حاليا ...!!
فخلال سنوات قليلة فقط (وتحديدا
منذ تأسيسها عام 1998) قفزت قيمتها السوقية من مليون دولار إلى 150مليار دولار
ودخلت ضمن قائمة أكبر 500شركة في العالم.. وجزء كبير من هذا النجاح يعود إلى
قدرتها على تحويل إخلاص وحب موظفيها (ناهيك عن قدرتهم على الإبداع والتطوير) إلى
أرباح مجزية وانتشار عالمي مذهل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه