أعلان الهيدر

الأربعاء، 19 أغسطس 2009

الرئيسية طبيب أردني يبتكر تقنية حديثة لعلاج القرنية المخروطية دون ترقيع

طبيب أردني يبتكر تقنية حديثة لعلاج القرنية المخروطية دون ترقيع

المهندس أمجد قاسم *

         
          كشف طبيب وجراحة العيون سمير القواسمي عن توصله إلى طريقة لإجراء عمليات تصحيح القرنية المخروطية دون الحاجة إلى عمليات الترقيع أو الاستبدال بقرنية أخرى، وقد أعلن القواسمي عن طريقته الجديدة خلال مؤتمر علمي لطب وجراحة العيون الذي عقد مؤخرا في روما وشارك به الأردن بورقة بعنوان عمليات بدر لعلاج القرنية المخروطية.
          وتعد هذه الطريقة المبتكرة الأولى عالميا والتي تهدف إلى إعادة البصر إلى أصحاب القرنيات المخروطية والذين كان علاجهم يتم عن طريق استبدال تلك القرنيات بأخرى سليمة.
          وحسب الدراسات الطبية، فإن 65% من مرضى العيون والذين هم بحاجة إلى زراعة قرنيات يكونون من أصحاب القرنيات المخروطية يليهم وبنسبة 14% من ذوي القرنيات المصابة وراثيا والنسبة المتبقية تكون قرنياتهم مصابة لأسباب متعددة، مرضية والتهابات مختلفة وإصابات عمل وحوادث متفرقة.
          وتدل البيانات الصادرة عن بنك العيون الوطني الأردني، أنه يتم سنويا زراعة زهاء 3100 قرنية، وان نسبة نجاح تلك العلميات تتجاوز 80% وهي في حدود نسب النجاح للعمليات المشابهة في المراكز الطبية العالمية، علما بان منح تلك القرنيات يتم دون مقابل مادي.
          ويتبوأ الأردن مركز الصدارة في عدد كبير من العمليات والجراحات الطبية، وقد أجريت أول عملية لزراعة القرنية في الأردن في عام 1979 ، بينما أجريت أول عملية لزراعة القرنية في العالم في عام 1906، وبذلك يعد الأردن في طليعة الدول التي تستقطب المرضى من الخارج للعلاج.
          ويؤكد الدكتور القواسمي، أن طريقته المبتكرة حققت نسبة نجاح وصلت إلى 95% ، وانه بذلك استحق براءة اكتشاف لدراسته حول إجراء عمليات تصحيح القرنية المخروطية دون ترقيع أو زراعة قرنية، ويوضح أن طريقته قائمة على إعادة بناء خلايا القرنية بعمل جراحة دائرية بعيدة عن محور النظر بحوالي 7 ملم وبعمق 70 – 90 ملم حسب سمك القرنية، والهدف من ذلك ملء الجرح بحوالي ملياري خلية من الكولاجين الموجود أصلا في نسيج القرنية، وهذه العملية تؤدي إلى زيادة سمك القرنية، ومن ثم إعادة بنائها مع مرور الوقت، مع تلقي العلاجات الطبية اللازمة والمتابعة المستمرة، إلى أن تتخذ القرنية وضع جديد دائري.
          ويوضح الدكتور القواسمي في حديث خاص لصحيفة الرأي الأردنية، أن هذه العملية تتم على عدة مراحل، حيث يتم لاحقا تشكيل الشكل البيضاوي للقرنية عن طريق إجراء جراحة نصف هلالية وبعمق من 70 – 90 ملم وبطول 60 – 120 ملم بالاعتماد على مدى تحدب القرنية وانحراف النظر، علما بان النتائج النهائية تستغرق نحو ثلاث سنوات يتم خلالها متابعة المريض ومراقبة مدى التقدم في الإبصار لديه، ولدى حدوث قصر للنظر يتم التعامل مع ذلك عن طريق الليزر الذي يعيد البصر إلى حالته الطبيعية وبالتالي يستغني المريض عن النظارات الطبية.
          يذكر هنا أن المئات من الأشخاص من فاقدي نعمة البصر بسبب القرنية المخروطية، قد عادت لهم هذه النعمة بفضل هذه الطريقة المبتكرة والتي تم الاستغناء من خلالها عن الطرق القديمة المتمثلة في تقوية القرنية بزيادة خلايا الكولاجين والتي هي مادة بروتينية تعمل على تقوية القرنية، كما كان يتم سابقا زراعة بعض أجزاء القرنية من متبرعين متوفين شريطة تطابق الأنسجة.
          وحول القرنيات المخروطية، قال الدكتور سمير القواسمي أنها تصيب ما بين 50 – 230 شخص من بين 100 ألف إنسان، وتعرف بأنها حالة مرضية تتحول بها القرنية إلى الشكل المخروطي بسبب ترقق القرنية الناجم عن انحراف غير منتظم وقصر نظر ونتوء ، مما يؤدي إلى ضعف كبير في شدة الإبصار.
* كاتب علمي وعضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.