أعلان الهيدر

الاثنين، 25 مايو 2015

الرئيسية القنافذ بين ألم الوخزات ودفء الشتاء

القنافذ بين ألم الوخزات ودفء الشتاء


لا يُمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها البعض .. فالأشواك التي تُحيط بها تكون حصناً منيعاً لها ، ليس عن أعدائها فقط بل حتى عن أبناء جلدتها .. فإذا أطلّ الشتاء برياحه المتواصلة و برودته القارصة اضطرت القنافذ للاقتراب والالتصاق ببعضها طلباً للدفء ومتحملة ألم الوخزات و حدّة الأشواك .. وإذا شعرت بالدفء ابتعدت .. حتى تشعر بالبرد فتقترب مرة أخرى وهكذا تقضي ليلها بين اقتراب و ابتعاد .. الاقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح .. والابتعاد الدائم قد يُفقدها حياتها ..

كذلك هي حالتُنا في علاقاتنا البشرية .. لا يخلو الواحد منا من أشواك تُحيط به وبغيره ولكن لن يحصل على الدفء ما لم يحتمل وخزات الشوك والألم .. لذا .. من أبتغى صديقاً بلا عيب عاش وحيداً .. ومن أبتغى زوجةً بلا نقص عاش أعزباً .. ومن أبتغى أخاً بدون مشاكل عاش باحثاً .. ومن أبتغى قريباً كاملاً عاش قاطعاً لرحمه ..

فلنتحمل وخزات الآخرين حتى نعيد التوازن إلى حياتنا .. إذا أردت أن تعيش سعيداً .. فلا تفسر كل شيء ، ولا تدقق بكل شيء ، ولا تحلل كل شيء ، فإن الذين حللوا الألماس وجدوه فحما .

لا تحرص على اكتشاف الآخرين أكثر من اللازم ، الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائماً ، و اترك الخفايا لرب العباد..


فلو اطّلَعَ الناس على ما في قلوب بعضهم البعض لما تصافحوا إلا بالسيوف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.