زراعة النباتات بدون تربة

 إن أية مشاكل يواجهها المزارع في مجال زراعة النباتات يمكن تسهيلها غالبا والقضاء عليها بواسطة نظام زراعي جديد لا تستخدم فيه التربة طوره الدكتور الن كوبر في معهد البحوث «جلاس هاوس كروبس» في ليتل هامبتون.

 

والمنطق هنا بسيط ، فالجذور تحتاج إلى الماء والاكسجين ، ولكن هذه قد لا تكون متوفرة بشكل كامل في كل انواع التربة وتحتاج الجذور ايضا الى ايونات المواد غير العضوية ، ولكن عوائد كيمياء . التربة وتعقيداتها تفرض على الجذور ان تأخذ اجزاء محددة بحد ذاتها من هذه المواد او ان تأخذ فائضا من مادة يقلل وجودها مدى توافر المواد الاخرى .

 

في هذا النظام الجديد الذي تم تطويره في «ليتل هامبتون » تعيش الجذور في شريط تدور فيه باستمرار المواد الغذائية المخففة الموجودة في الماء والهواء وباستمرار هناك تنويع واسع في هذه المواد.

 

النظام الذي يرمز له ( N. F . T ) اختصارا ل Nutrient Film Techni لا يحتاج الا إلى ميلان اي شيء قريب من الأفقي الى العمودي مع وجود قنوات لتخفيف محاليل المواد الغذائية لتنساب الى اسفل، والفائض منها يتجمع في قناة تصريفية مغطاة تقع في الأسفل، ويضخ ما يتجمع فيها ليستخدم ثانية .. وتكون النبتة وجذورها مرتكزة في القنوات.

.

وبمیلان بسيط تكون القنوات مغطاة قليلا بمادة «بلوثين» تطوق سيقان النباتات وهكذا فان الهدر الوحيد للمياه في هذا النظام هو ما تخسره الأوراق من مياه خلال عملية النتح وبتحويلات معقدة تم تطويرها على مستوى تجاري ، اصبحت القنوات المطلية بالبلوثين مصممة خصيصا کاخاديد محنية الى الداخل عند رأسها لتشمل النبتة ، ويمكن تعديلها لمنتجات مختلفة وسريعا ما تكون الجذور كتلة دبقة تبطن القناة كاملة ، هذه الكتلة لها قوة توترية ذات أهمية كبيرة ، فالنبتة تكون محكمة في تجذرها كما لو أنها في التربة .

 

احد مزارعي الخس في «كوينزلاند» في استرالیا استعمل هذا النظام لحل مشاكل العمالة في مزارعه، وهم في الحقيقة لا يقبلون على العمل في مزارع الأخرين الا في الظروف الانتقالية الصعبة .. لقد جهز هذا المزارع الاسترالي نظام NETبقنوات تزويد مجهزة بحریر صخري مموج وقطع بلاستيك مثقبة فوق اعلى الجهاز لتوضع الجذور فيها .

 

هذا المزارع سوف يستبدل عمالة بآلة بسيطة لحشو نبتة الخس وقاطعة منزلقة للحصد، ويمكن حصد الخس ولفه في اوعية بلوثين فيستمر نموها حتى اللحظة التي تؤكل فيها لان الجذور تكون ما زالت جزءا منها وكاملة.

 

ترجمة : عبد السلام مصطفى

مصدر الصورةalkhadraasy.com