مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الخميس، 2 يونيو 2022

احذر من الغبي .. قصة مصنع الإطارات

 


يقول خروتشوف: اتصل بي الرفيق جوزيف ستالين وقال تعال الى مكتبي بسرعة هناك مؤامرة كبيرة. وصلت وكان معنا مجموعة من الوزراء. قال ستالين: يا رفيق لدينا معمل إطارات وهذا المعمل هو هدية من شركة فورد الأمريكية. وهو ينتج الإطارات منذ سنوات وبشكل جيد، ولكن فجأة ومنذ ستة أشهر.

 

بدأ هذا المعمل ينتج إطارات تنفجر بعد بضعة كيلومترات ولم يعرف أحد السبب. أريدك أن تذهب إلى المعمل وتكتشف السبب. وصلت المعمل وباشرت التحقيق وكان أول ما لفت نظري هو حائط الأبطال على مدخل المعمل. على هذا الحائط توضع صور أفضل العمال والإداريين والذين عملوا بجد ونشاط خلال شهر.

 

و بدأت التحقيقات مباشرة من الإدارة حتى أصغر عامل. لا أحد منهم يعرف الأسباب... وقررت النوم في المعمل حتى أحل هذا اللغز .. استيقظت في الصباح الباكر .. ووقفت في أول خط الإنتاج وقمت بمتابعة أحد الإطارات (الدولاب) ومشيت معه من نقطة الصفر حتى خرجه من المعمل. وأصبت بالإحباط.

 

كل شيء طبيعي وكل شيء صحيح وكل شيء متقن ولكن الإطار انفجر بعد بضعة كيلومترات. جمعت المهندسين والعمال واحضرت المخططات وقمت بالاتصال بالمهندسين الأمريكيين، ولم نصل إلى حل، قمت بتحليل المواد الخام، التحليل أثبت أنها ممتازة جداً و ليست هي السبب أبداً . والإطار انفجر بدون سبب.

 

أصابني الإحباط. وأحسست بالعجز. وبينما أنا أمشي في المعمل لفت نظري حائط الأبطال في المعمل. يوجد في رأس قائمة الأبطال أحد المهندسين على رأس القائمة. ما لفت نظري أن هذا المهندس على رأس القائمة منذ ستة أشهر، أي منذ بدأت هذه الإطارات بالانفجار بدون سبب.

 

لم أستطع النوم. قمت باستدعاء هذا المهندس إلى مكتبي فورا. للتحقيق معه. و قلت له: ارجوك اشرح لي يا رفيق كيف استطعت أن تكون بطل الإنتاج لستة أشهر متتالية؟ قال : لقد استطعت أن أوفر الملايين من الروبلات للمعمل و الدولة قلت : وكيف استطعت أن تفعل ذلك؟

 

قال: ببساطة قمت بتخفيف عدد الأسلاك المعدنية في الإطار وبالتالي استطعنا توفير مئات الأطنان من المعادن يوميا. هنا اصابتني السعادة الكبيرة لأنني عرفت حل اللغز أخيرا ولم أصبر على ذلك. اتصلت بستالين فورا وشرحت ما حدث وبعد دقيقة صمت قال بالحرف: والآن أين دفنت جثة هذا الغبي؟

 

في الواقع لم أعدمه يا رفيق بل سأرسله إلى سيبيريا، لأن الناس لن تفهم لماذا نعدم بطل إنتاج.

 

في الواقع ليس بالضرورة أن تكون فاسداً وسارقا لتؤذينا وتدمرنا، يكفي أن تكون غبياً. ونحن نضع الاغبياء في المواقع المهمة والاساسية ونبدع في تكريمهم والبلد ينهار امام الجميع.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات