مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الاثنين، 14 يوليو 2025

من ضفدع طائر إلى نوبل في الفيزياء.. حين يلتقي الفضول بالعبقرية في قصة أندري غايم

 


في عالم الأبحاث العلمية، قد يبدو الطريق نحو الجوائز الكبرى محفوفًا بالمعادلات المعقدة والتجارب الصارمة. 

 

لكن قصة الفيزيائي الروسي الهولندي أندري غايم Andre Geim تكسر هذه الصورة النمطية، وتُثبت أن القفزات العلمية الكبرى قد تبدأ بقفزة ضفدع... في الهواء!

 

في مطلع الألفية الجديدة، وتحديدًا عام 2000، راودت غايم فكرة لا تخطر إلا في ذهن شخص يمتلك جرأة علمية استثنائية..  هل يمكن جعل ضفدع حي يطفو في الهواء باستخدام مجال مغناطيسي قوي؟

 

كانت الفكرة تبدو أقرب إلى دعابة، لكنها استندت إلى منطق علمي، أجسام الكائنات الحية مكونة بنسبة كبيرة من الماء، والماء – رغم كونه مادة "ضعيفة المغناطيسية" – يمكن أن يتأثر بقوة مغناطيسية شديدة.

 

وبالفعل، نجح غايم في جعل ضفدع يسبح في الهواء في تجربة حقيقية، ودوّن اسمه في قائمة الفائزين بـجائزة "إيج نوبل"، الجائزة التي تحتفي بالأبحاث التي "تجعل الناس يضحكون أولًا، ثم يفكرون".

 

كان من الممكن أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن غايم لم يكن عالمًا تقليديًا. بعد عشر سنوات فقط، عاد اسمه ليُذكر في مكان أكثر رهبة وهيبة، جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2010، عن اكتشافه المشترك مع زميله كونستانتين نوفوسيلوف لمادة الجرافين، وهي مادة ثنائية الأبعاد تتميز بخفة مدهشة وقوة تفوق الفولاذ، وخواص كهربائية فريدة جعلتها محور أبحاث واعدة في مجالات الإلكترونيات والطاقة والطب.

 

وهكذا، دخل غايم التاريخ العلمي من أوسع أبوابه، كونه العالم الوحيد الذي جمع بين "إيج نوبل" الساخرة و"نوبل" الجادة.

 

فبين ضفدع طائر وجرافين مذهل، أثبت أن الفضول الجريء هو جوهر الاكتشاف العلمي، وأنه لا بأس من قليل من العبث العلمي ما دام يقود إلى كثير من الإبداع.

 

في زمن نبحث فيه عن إجابات جاهزة، تذكّر أن سؤالًا بسيطًا مثل: "ماذا لو جعلنا ضفدعًا يطفو؟"، قد يكون أول خطوة نحو ثورة علمية تغيّر العالم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات