المهندس امجد قاسم
تعتبر طائرة A 380 بحق إنجازا تكنولوجيا متميزا ، فاق كل التوقعات والتنبؤات ، فهذه الطائرة العملاقة جمعت كل الخبرات العلمية والعملية والتقنية والجمالية من مختلف أنحاء العالم وتعاون في إنتاجها العديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية.
إن طائرة A 380 والتي هي من إنتاج شركة ايرباص ذات السمعة العالمية المرموقة ، تعتبر أكبر طائرة نقل ركاب في العالم فهي تتسع لما يقارب 840 راكبا ، قابل للزيادة إلى 1000 راكب ، ويبلغ طولها 70 مترا وعرضها يصل إلى 80 مترا ووزنها يصل إلى 600 طن حمولة عند الإقلاع.
تتكون هذه الطائرة والتي تسمى بملكة السماء من طابقين وتضم كافة وسائل الراحة والرفاهية والسلامة والأمان ، فهي تضم مطاعم واستراحات وغرف نوم وأماكن استحمام ومنظومة متكاملة للاتصالات الهاتفية وخدمات الفاكس والإنترنت وصالة العاب هذا عدا عن خدمات البث التلفزيوني والإذاعي ، وخدمات خاصة لرجال الأعمال مع إمكانية عقد الاجتماعات عن بعد ضمن نظام الفيديو التفاعلي ، وما يلفت الانتباه ، فخامة الأثاث وجودته العالية ورحابة المكان .
تعمل هذه الطائرة المدهشة بنظام الدوائر الكهربائية المسمى Fly By Wire والذي يضمن أعلى درجات السلامة والأمان ، كما تم تصنيع محركات نفاثة خاصة لها من فئة رولز رويس والذي يؤمن لها القوة اللازمة لدفعها في الأجواء ، وقد أطلق على هذه المحركات اسم ترينت 900 والذي جاء منافسا للمحركات النفاثة المصنعة من قبل شركة جنرال الكتريك ، ومما تجدر الإشارة إليه ، أن طائرة A 380 تعتبر أقل طائرة في العالم استهلاكا للوقود بالمقارنة بحجمها الهائل ، حيث تدل الدراسات انه يلزم 3 لترات من الوقود لكل راكب لقطع مائة كلم.
لقد انهالت العشرات من الطلبات من مختلف شركات الطيران في العالم لشراء هذه الطائرة والتي أقلعت لأول مرة في 27 نيسان 2005 ضمن رحلة تجريبية استغرقت أربع ساعات ، واستقطبت هذه الرحلة على اهتمام كافة وسائل الإعلام العالمية وتم بث هذا الحدث على الهواء مباشرة في الكثير من وسائل الإعلام والتلفزة العالمية.
إن تصنيع مثل هذه الطائرة يعتبر إنجازا في عالم الطيران المدني ،وبالرغم من أن ضخامتها تتطلب إجراء بعض التغيرات والتعديلات على المطارات والمدرجات التي سوف تهبط فيها أو تقلع منها ، إلى أن العدد الكبير من الركاب الذين تستطيع أن تنقلهم وتصميمها المتميز واستخدام احدث التقنيات التكنولوجية وقلة استهلاكها للوقود ، يجعل امتلاكها من قبل شركات الطيران العالمية حلما وطموحا سوف تسعى إلى تحقيقه في المستقبل القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه