أعلان الهيدر

الأربعاء، 1 أبريل 2009

الرئيسية اللغة العربية .... والفجوة الرقمية

اللغة العربية .... والفجوة الرقمية

المهندس أمجد قاسم *

          بالرغم من التنامي الكبير الذي شهدته شبكة المعلومات الدولية، والزيادة المضطردة في عدد مستخدمي الإنترنت عالميا، إلا أن الوضع لدينا في العالم العربي، ما زال يشهد حالة من الجمود والتخلف الشديدين.
          فطبقا لإحصائيات منظمة الاسكوا التابعة للأمم المتحدة، فإن العدد الكلي العالمي للصفحات على الانترنت يبلغ حوالي 40 مليار صفحة، وهذا الرقم في تزايد مستمر في كل لحظة، وأن نصيب الصفحات العربية يبلغ حوالي 40 مليون صفحة فقط ، أي بنسبة 1% من مجمل الصفحات الكلية.
          هذه النسبة المتواضعة جدا، تبين مدى تراجع المحتوى العربي على الانترنت والذي يكاد يكون مغيبا تماما، وبالتالي يدل على انه لا يعنينا أبدا أن يكون لنا وجود في ذلك الفضاء الرقمي الرحب والواسع.
          وبالرغم من أن اللغة العربية، تعد من أحدى اللغات الست المعتمدة في المم المتحدة، وان الناطقين بها يشكلون نسبة لا يستهان بها من سكان العالم، إلا أن حالة التراخي والتردي التي أصابت أصحاب هذه اللغة في كافة المناحي الثقافية والتكنولوجية والعلمية، طالت أيضا وضعهم ومكانتهم في الفضاء الرقمي، بحيث أصبحنا نعيش في فجوة رقمية مريعة.
          وتدل الدراسات أيضا، أن نسبة العرب الذين يستخدمون شبكة الانترنت بلغت حوالي 13.6 في المائة، بينما نجد أن مستخدمي الانترنت في الدولة العبرية يتجاوز 66 في المائة، ناهيك عن الضعف الشديد في محتوى صفحات الانترنت العربية والتي تعتمد بشكل كبير على نشر ما تجود به وكالات الأنباء العالمية دون تدقيق، كما تعتمد على إعادة نشر ما نشر سابقا في مواقع مختلفة على الشبكة العنكبوتية.
          إن وضع اللغة العربية على شبكة المعلومات الدولية، يتطلب منا جميعا المبادرة إلى تعزيز المحتوى العربي، بكل جديد ونافع ومميز، ووضع تراثنا وثقافتنا العربية الأصيلة في متناول الجميع وأمام العالم بأجمعه الذي تحول إلى قرية صغيرة مترامية الأطراف.
          فهل سنشهد قريبا نهضة في المحتوى الرقمي العربي؟ وهل سيسارع مثقفو أمتنا لردم تلك الهوة الرقمية المريعة؟ وهل سنستغل إمكانيات شبكة الانترنت بشكل مناسب؟ وما مدى قدرتنا نحن العرب على توظيف معارفنا لخدمة أمتنا ولبناء حاضرنا ومستقبلنا؟.
          إن مواقع التدوين وفي مقدمتها موقع جيران، تقدم لكل مثقف عربي وكاتب وصاحب رسالة وغيور على ثقافته، فرصة نادرة لكي يسهم في بناء صرح شامخ لوجودنا العربي في عالم رقمي لا يعترف بالحدود والمسافات.
* كاتب علمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.