ميدل ايست اونلاين
جنيف - حذرت منظمة الصحة العالمية من عودة انتشار مرض السل الذي تزداد صعوبة الشفاء منه بسبب مقاومته للادوية المتوفرة.
جنيف - حذرت منظمة الصحة العالمية من عودة انتشار مرض السل الذي تزداد صعوبة الشفاء منه بسبب مقاومته للادوية المتوفرة.
ومع اتساع انتشار المرض في أفريقيا، تنظم منظمة الصحة العالمية ابتداء من الخميس في جوهانسبورغ مؤتمرا بهدف حض المجتمع الدولي على التحرك في مواجهة المرض الذي يسجل سنويا 450 الف اصابة جديدة ناجمة عن عصيات تبدي مقاومة شديدة للادوية المتوفرة، من اصل تسعة ملايين اصابة جديدة بالسل سنويا.
وتبدي جراثيم السل مقاومة لنوعين على الاقل من الادوية التي تعطى عادة الى المرضى في بداية العلاج.
لكن منظمة الصحة العالمية قلقة خصوصا من ظهور حالات من السل شديدة المقاومة، اي انها لا تتجاوب مع ثلاث على الاقل من ست من الادوية التي تعطى للمريض عندما لا يبدي اي تحسن بعد تناول الادوية الاعتيادية.
واكدت منظمة الصحة العالمية في بيان ان هذه الجراثيم شديدة المقاومة لا تترك عمليا اي فرصة لمعالجة المرضى بالادوية المتوفرة حاليا. واضافت ان "عصيات السل الشديدة المقاومة تشكل تهديدا خطيرا للصحة العامة ولا سيما في المناطق التي ينتشر فيها الايدز والتي تفتقر الى وسائل الرعاية الصحية".
ويصيب السل تسعة ملايين شخص سنويا ويتسبب بوفاة 1.7 مليون.
وتنتشر عصيات السل شديدة المقاومة خصوصا في دول الاتحاد السوفياتي سابقا. ففي لاتفيا تشكل العصيات الشديدة المقاومة 19% من الجراثيم المقاومة، وتصل النسبة الى اربعة بالمئة في الولايات المتحدة.
وتبدي منظمة الصحة العالمية قلقا كذلك من الوضع في اسيا وافريقيا.
وقالت المنظمة انه "نظرا لانتشار الايدز الذي يسبب ظهور السل، فان السل المقاوم للادوية سيؤثر بصورة خطيرة على الوفيات في افريقيا ويفترض اتخاذ اجراءات وقائية عاجلة".
ويتسبب السل في ست من اصل عشر وفيات بالايدز في افريقيا الجنوبية، مقابل وفاة واحدة من اصل عشر في العالم.
والسل مرض شديد العدوى حيث ان 90% من المصابين به لا تظهر عليهم اعراض المرض. ويمكن ان يظهر السل بعد سنوات من الاصابة اذا ضعف جهاز المناعة بعد الاصابة بالايدز على سبيل المثال.
وتنشأ مقاومة الادوية عن عدم حصول المرضى على الرعاية الصحية اللازمة. وتنحو منظمة الصحة باللائمة على الوصفات الطبية التي تعطى لهم ونوعية الادوية وعدم حصولهم على الدواء بصورة منتظمة او عدم التزام المريض نفسه بالجرعات.
وتدعو منظمة الصحة الى الكشف عن حالات السل وعلاجها بسرعة لمنع انتشار المرض كما تحض شركات الادوية على تحسين اختبارات الكشف عن المرض وادوية مكافحة الجراثيم المقاومة.
وتقول منظمة "اوقفوا السل" التي تضم كذلك منظمة الصحة العالمية، ان السل يشكل السبب الاول للوفاة بين المصابين بالايدز ويتسبب بخمسة الاف وفاة يوميا.
وتقول المنظمة ان مليون شخص يتوفون بسبب السل سنويا اي بمعدل وفاة واحدة كل 15 ثانية.
وينتشر السل خصوصا بين البالغين مما يمثل خسائر اقتصادية تتجاوز 12 مليار دولار سنويا.
وتسجل الاصابات الجديدة بالسل، اي حوالي 25 الف يوميا، في اكثر من 22 بلدا حول العالم. وتسجل نصف هذه الاصابات في بنغلادش والصين والهند واندونيسيا ونيجيريا.
وزادت الحالات الجديدة اربع مرات منذ 1990 في افريقيا حيث يتوفى نصف مليون شخص بسبب السل سنويا.
ويحمل ثلث سكان العالم اي حوالي ملياري انسان، عصية السل لكن بين خمسة الى عشرة بالمئة تظهر عليهم اعراض المرض او يصبحون ناقلين للعدوى. وكل شخص لا يحصل على العلاج يمكن ان ينقل المرض الى عشرة اشخاص او 15 شخصا.
وفي حال لم يتم العمل جديا على مكافحة السل، فانه سيتسبب خلال السنوات العشرين المقبلة باصابة نحو مليار شخص اضافي سيصاب مئتا مليون منهم بالمرض ويتوفى 35 مليونا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه