ليس لدى ليزا نج موظفة العلاقات العامة التي تعيش في هونج كونج أي وقت أو ميل لاكتساب مظهر سمرة الشمس الانيق.
وبدلا من هذا فانها تنفق مئات الدولارات شهريا على أقنعة تجميل الوجه والكريمات لتفتيح لون بشرتها.
وقالت نج (38 عاما) "أحب أن أكون بيضاء بلون اللؤلؤ لان هذا أجمل".
وليست نج وحدها.
فالنساء في أنحاء اسيا يدفعن مبالغ باهظة في مستحضرات التجميل التي تعد بتفتيح بشراتهن واعطائهن مظهرا جميلا رقيقا كان يعتبر لقرون علامة على جمال النساء في الصين وفي معظم أنحاء المنطقة.
لكن الطلب على مستحضرات تفتيح البشرة التي قد تصل تكلفة العبوة منها بحجم 50 ملليمترا الى 385 دولارا له ثمن يتجاوز التكلفة المالية.
وقال كريستوفر لام استاذ الباثولوجيا الكيميائية بالجامعة الصينية "في هونج كونج لا توجد قواعد صارمة على المعلومات التي تكتب على المنتج فيمكن أن تشتري كريما يقول انه خال من الزئبق وحين تفحصه تجده مليئا بالزئبق".
لام الذي يعمل ايضا بمستشفى (برينس اوف ويلز) قال انه تم رصد حالات معزولة للتسمم بالزئبق في نساء استخدمن هذه الكريمات.
وأضاف "ربما تكون هناك حالات تذهب الى أطباء آخرين ولا يقتصر هذا علينا".
ويمنع الزئبق افراز انزيم لازم لتكوين مادة القتامين (الميلانين) وهي الصبغة الداكنة في بشرتنا. والتعرض المستمر المكثف للزئبق خطير فهو يهاجم الجهاز العصبي المركزي وقد يؤدي الى أضرار في المخ والكلى.
وبرزت التساؤلات بشأن مدى أمان استخدام مستحضرات التجميل في الاسبوع الماضي حين قالت سلطات صينية انها عثرت على معدنين سامين هما الكروميوم والنيوديميوم في تسعة من منتجات (اس.ك2) وهي علامة تجارية مملوكة لشركة بروكتر اند جامبل. وثلاثة من هذه المنتجات تزعم تفتيح البشرة.
ويحظر استخدام هذين المعدنين في مستحضرات التجميل في الصين. والكروميوم مسبب للسرطان ويمكن أن يؤدي للاصابة بالاكزيما اما النيوديميوم الذي يستخدم في صناعة المغنطيس فيمكن أن يسبب تهيجا في العين والبشرة.
وقالت (اس.ك2) انها لا تضيف الكروميوم أو النيوديميوم أو أي معادن ثقيلة أخرى الى منتجاتها وانها تشعر بقلق بالغ بسبب هذه الاكتشافات الصينية.
لكنها أضافت أن المعادن الثقيلة موجودة في البيئة فهي توجد في الماء والهواء. كما قالت الشركة انها ستحقق في ما اذا كانت "مستويات منخفضة لهذه المعادن الثقيلة ربما تكون دخلت اثناء عملية الانتاج التي تقوم بها (اس.ك2)".
غير أن بروكتر اند جامبل سحبت منتجاتها من الاسواق في الصين الجمعة الماضي في انتظار نتيجة تحقيق تجريه هيئة صينية معنية بالصحة والسلامة للتحقق مما اذا كانت منتجاتها ربما تحتوي على معادن ضارة.
وفي الوقت الذي تخضع فيه العقاقير لقواعد منظمة ويجب أن تمر بتجارب تثبت فعاليتها وأمانها قبل بيعها فان القواعد المفروضة على مستحضرات التجميل قليلة للغاية حتى في المناطق الاكثر تقدما في اسيا.
وقال الين تشان استاذ مساعد الباثولوجيا الكيميائية بالجامعة الصينية "ليست هناك قواعد منظمة تطالب المصنعين باثبات فاعلية مستحضراتهم وبهذا يمكن أن يدعوا أي شيء يريدونه".
وفي دراسة أجريت على 38 نوعا من كريمات تفتيح البشرة عام 2000 اكتشف لام وزملاؤه أن ثمانية منها احتوت على نسبة مفرطة من الزئبق. وتجاوز أحدها الحدود المستخدمة في الولايات المتحدة بمقدار 65 الف ضعف. وكانت خمسة منها مصنوعة في الصين وثلاثة في تايوان.
وقال مايكل تشان المتخصص في علم الامراض بمستشفى (برينس اوف ويلز) "حين أجرينا فحصا بالاشعة السينية للكريم المخالف لم يسمح بمرور الاشعة عبره. كان غير منفذ للاشعة".
ودعا الخبراء المستهلكين الى أن يكونوا اكثر تشككا بشأن وعود شركات مستحضرات التجميل بتفتيح بشراتهم.
وقال لام "لا نعلم عن أن أي مكون (يستخدم في مستحضرات التجميل) فعال أو أثبت تأثيره الذي يدوم طويلا لتفتيح البشرة. لا تستطيع مستحضرات التجميل فعل شيء يذكر لتحسين (تبييض) البشرة".
وناشدوا المستهلكين استخدام منتجات ذات علامات تجارية تنتج في دول تفرض قواعد صارمة على المعلومات التي تكتب على المنتجات وتتمتع بممارسات تصنيع جيدة والشراء من متاجر موثوقة.
وأضاف أن على الحكومات أن تؤدي دورها.
وقال لام "يجب أن نفرض قيودا على الاستيراد. يجب الا يسمح بالاستيراد بدون معلومات جيدة موثقة مكتوبة على المنتجات".
ومع وضع منتجات العناية بالبشرة المصنعة تحت المجهر الان بحثا عن اثار معادن خطيرة ربما تجد النساء أنفسهن عائدات الى علاج قديم للغاية لتفتيح البشرة مؤقتا وهو الزبادي (الروب).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه