المهندس
أمجد قاسم
يعتبر
دخان التبغ الصادر عن السجائر والسيجار والغليون والأرجيلة وغيرها ، خليطا Mixture كيميائيا معقدا للغاية وخطيرا على صحة الإنسان وعلى كافة
عناصر البيئة ، فهو يحتوي على أكثر من 3800 مادة كيميائية سامة ، ومن أهمها نذكر
أول أكسيد الكربون CO وكبريتيد الهيدروجين H2S والأمونيا NH3والفورمالدهايد HCHO والأسيتالدهايد CH3CHO وسيانيد الهيدروجينHCN ، بالإضافة إلى طائفة كبيرة من الأحماض
المختلفة ، من أهمها حامض الكربونيك H2CO3 وحامض
النيتريك HNO3 وحامض الخليك CH3COOH وحامض الفورميك HCOOH .
إن
دخان التبغ الساخن يحمل أيضا مجموعة ضخمة من المركبات العضوية المسرطنة والتي
أثبتت التجارب المخبرية مدى خطورتها ، بحيث صنفت عالميا على إنها من المركبات
الخطرة جدا ، ومن هذه المواد نذكر مادة البنزوبيرين Benzopyrene والتي تعمل على تدمير وإتلاف الخلايا
المنتجة للأهداب وللخلايا المخاطية الواقية في الجهاز التنفسي للمدخنين وأيضا تدمر
كافة الممرات الهوائية للإنسان المدخن أو الذي يستنشق الهواء الملوث بالدخان ، وما
ينجم عن ذلك من التهابات مزمنة في القصبات الهوائية .
لقد
دل التحليل المخبري لدخان السجائر ولدخان كافة أنواع التبغ ، احتوائه على مركب
القطران ، ومركب النيكوتين والذي هو عبارة عن مادة منبهة للجهاز العصبي المركزي ،
ومن المعروف أن مادة النيكوتين تحدث تغيرات كيميائية وفسيولوجية ونفسية حادة لدى
المدخنين ، كتسارع نبضات القلب وزيادة عددها بشكل كبير وارتفاع ضغط الدم وزيادة
إفراز بعض هرمونات الغدد الصماء ، كهرمون الأدرينالين والذي يؤثر بدوره على عمل
الجهاز العصبي ، أيضا بينت الدراسات الطبية أن النيكوتين يعمل على زيادة نسبة
الحوامض الدهنية في الجسم .
كذلك
فقد بين التحليل الكيميائي لدخان التبغ ، احتوائه على نسبة من الكحول الميثيلي CH3OH والذي يتسبب في حدوث العمى المؤقت لدى بعض المدخنين ومما
يفاقم الوضع سوءا ، إذا كان المدخن مصابا بمرض السكري ، حيث قد تحدث حالة من العمى
الدائم لديه بسبب تراكم هذا الكحول في دمه ، ولا يقتصر خطر دخان التبغ على
المدخنين بل يطال كل من يستنشق هواء ملوثا بهذا الدخان السام والقاتل ،ففي عام
1990 بينت إحدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن التدخين
يتسبب سنويا في قتل ما يزيد عن ستة أضعاف من ماتوا في الحرب الفيتنامية ، كذلك وجد
انه يموت سنويا أكثر من 3500 شخص بسبب سرطان الرئة الناتج عن دخان التبغ .
إن
الدراسات الطبية بينت بشكل قاطع أن التدخين هو المسئول الأول عن الإصابة بمرض
السرطان وأمراض القلب والشرايين ، كما انه يتسبب في حدوث عدد هائل من الأمراض
الخطيرة والمزمنة .
ويبين
الجدول التالي أهم المواد والمركبات الكيميائية الموجودة في دخان التبغ وتأثيراتها
السامة على صحة الإنسان :
المادة
|
تأثيرها السام
|
النيكوتين.
|
تؤدي هذه المركبات إلى حدوث تغيرات كيميائية وفسيولوجية في الجسم ،
كانطلاق هرمون الكظرين من الغدة الكظرية والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة
عدد ضربات القلب .
|
الأحماض العضوية.
|
|
الزيوت الطيارة.
|
|
القطران ، الفينول ، الفورمالدهايد ، الكريزول ، مواد أروماتية ،
اسيتالدهايد ، بنزوبيرين .
|
مواد
تسبب تهيج الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي ولها تأثير مسرطن على كافة أجهزة
الجسم المختلفة.
|
أول
أكسيد الكربون.
|
يتحد
هذا الغاز السام مع هيموجلوبين الدم بمعدل يصل إلى 210 ضعف اتحاد الأوكسجين مع
الدم .
|
الكحول
الميثيلي.
|
ينتج
هذا الكحول عن احتراق التبغ مما يؤدي إلى حدوث عمى مؤقت لبعض المدخنين كما قد
يؤدي إلى الإصابة بالعمى الدائم لدي المدخنين المصابين بمرض السكري.
|
مادة البيروليدين ، مادة ميثل بيروتين .
|
مواد
شديدة السمية ويكفي بضع نقاط منها للتسبب في الوفاة.
|
المرجع كتاب كيمياء التلوث البيئي
|
اشكراك جدا على هذه المقالة الثرية بالمعلومات فقد افادتني كثيرا في عمليه البحث الخاصه بي عن بعض تركيبات التدخين المضرة .. اتمنى الاستمرار في كتابه مثل هذه المواضيع
ردحذف