المهندس أمجد قاسم
كاتب علمي
تناقلت بعض وسائل الإعلام والمنتديات وبعض مواقع الانترنت ، خبر اقتراب المريخ من الأرض بشكل ملفت هذا الشهر ، وان هذا الاقتراب سوف تبلغ ذروته في السابع والعشرين من شهر آب ، حيث ستصل المسافة بين الأرض والكوكب الأحمر إلى 34649589 ميل فقط ، وأثناء ذلك سيبدو كوكب المريخ مشرقا لامعا في السماء كالقمر تماما .
وجاء في تفاصيل هذا الخبر الطريف أن شدة وضوح المريخ سوف تبلغ ذروتها في تمام الساعة 12.30 بعد منتصف الليل ، وان هذه الظاهرة الفريدة لن تتكرر مرة أخرى قبل عام 2287 .
هذه الإشاعة والتي هي ليست بالجديدة ، بل تكررت في سنوات سابقة وبالتحديد في عام 2003 ، والغريب في الأمر انه هذه السنة تم تناقل نفس الخبر السابق والذي انتشر في عام 2003 مع إغفال تاريخ السنة فقط .
إن ما يثير الدهشة ، دعم تلك الأقوال بالأرقام والتواريخ الدقيقة بل وزج أسماء بعض علماء الفلك في الموضوع ، وبالطبع لم يقتصر الأمر على المواقع العربية بل تبين أن ألاف المواقع الأجنبية قد ركبت الموجة وتناقلت هذا الخبر وروجت له ، بل وتمادى البعض ونشر بعض الصورة المفبركة ، والتي نختار منها الصورة التالية .
حقائق علمية وفلكية هامة
يمكن القول أن ازدياد لمعان المريخ ليصبح مشابها للمعان القمر أمر مستحيل من الناحية العلمية والفلكية ، والسبب في ذلك يعود إلى أن لمعان القمر وهو بدر يبلغ حوالي سالب 13 بينما لمعان المريخ في أقرب نقطة له من الأرض يبلغ سالب 2.9 ، وهذا لا يعني أن القمر ألمع من المريخ بمقدار عشر مرات فقط ، أي ( 13 – 3 = 10 ) ، والسبب في ذلك يعود إلى انه حسب مقياس لمعان الأجرام السماوية يزداد لمعان الجرم عن الذي يليه بمقدار مرتين ونصف ، أي بعملية حسابية بسيطة سيكون مقدار لمعان القمر وهو بدر أشد من لمعان المريخ وهو في أقرب نقطة له من الأرض بمقدار 2.5 مرفوعة للقوة ( 10+1 ) والتي تساوي تقريبا 23800 مرة .
من جهته فقد أكد الدكتور حنا صابات رئيس الجمعية الفلكية الأردنية ومدير معهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت في تصريح خاص لوكالة الأنباء الأردنية بترا ، إن ظهور المريخ مثل القمر لامعا جدا خلال شهر آب ، إشاعة تتكرر سنويا ولا يوجد أي صحة لهذه المقولة والتي تتناقلها بعض وسائل الإعلام وآلاف المواقع والمنتديات عبر الانترنت .
وأوضح الدكتور صابات ، أن مرد هذه الإشاعة يعود إلى عام 2003 عندما حدثت ظاهرة تقابل المريخ ، أي وقوع الشمس والأرض والمريخ على استقامة واحدة خلال حركتهما المدارية حول الشمس ، بحيث تقع الأرض بين الجرمين الآخرين.
هذه الظاهرة (ظاهرة التقابل )يكون عندها المريخ في اقرب وضع من الأرض وتتكرر هذه الظاهرة كل 780يوما تقريبا أي أنها حدثت في 7 تشرين الثاني عام 2005 وسوف تحدث مرة أخرى في 24كانون الاول2007 .
وذكر الدكتور صابات أنة نظرا لأن مداري كل من المريخ والأرض ليسا دائريي الشكل , بل هو اقرب إلي الإهليجي , وأيضا لا يقع الكوكبان في مستوى واحد تماما , لذلك فان الاقتراب الأدنى بين المريخ والأرض يختلف من تقابل لأخر , وتدل القياسات الفلكية أنة في 27 آب من عام 2003 بلغت المسافة بين المريخ والأرض اقل ما يمكن منذ نحو 60 ألف عام ومع ذلك فان المريخ ظهر في السماء كنجم لامع فقط يميل لونه إلى الحمرة وبقطر ظاهري اصغر من القطر الظاهري للقمر وهو بدر بنحو 70 مرة .
فهمنا ان هذه مجرد اشاعات والمعروف ان الاشاعة عادة تكون جزء من الحروب النفسية لخدمة هدف ما , لكن ياترى ما هو الهدف من هذه الاشاعة وماذا تخدم هل هي لاثارة الذعر مثلا من حدث فلكي نادر اوالذعر من اعتبارها غضب الهي او علامة على نذر سوء؟
ردحذفماهي الاهداف ياترى ان لم يكن هذا شئ ممكن الحدوث؟
تحياتي لك استاذ امجد قاسم وبارك الله لك
لن أصدق مرة اخرى هذا الموضوع بسبب أنه أني سمعت هذا الكلام العام الماضي ولم يعدث ذلك
ردحذفالأستاذة منى
ردحذفاولا شكرا على تعليقك السابق ولكن عندما نتحدث على الاشاعة فاننا نجد ان عالم الاشاعات عالم مليء بالإثارة والتشويق حيث تجد ان الخبر في اغلب الحيان يكون صادما وجذابا وبالتالي يكون للخبر وقع جميل على المستمع ، يعني الاشاعة السابقة الخاصة بالمريخ المدهش ان بعض الاعلاميين البارزين على بعض الفضائيات المعروفة جدا قد تناولها وقد ذكر انه سوف يظهر قمر ثاني في السماء هو كوكب المريخ
ما ارغب في ان اصل اليه ان عدم الدقة وعدم وجود رغبة في التحقق من الخبر والركض خلف الأخبار السريعة والمشوقة هي التي تزيد من تراجع مصداقية ما ينشر
شكرا على التعليق والى اللقاء
عزيزي من مركز تحميل صفر واحد
ردحذفاهلا بك في آفاق علمية وشكرا على التعليق السابق
السلام عليكم..
ردحذفشكراً مهندس أمجد على التوضيح
رمضان كريم وكل عام والجميع بخير
فهد الزهرانى
شركة بترورابغ