المهندس أمجد قاسم
كشف دراسة جديدة قام بها فريق من الباحثين الهولنديين ، عن مدى تأثير عوادم السيارات والمركبات العاملة على وقود الديزل على وظائف الدماغ البشري ، وقد أكدت تلك الدراسة الأثر المدمر لهذا النوع من العوادم على وظائف المخ على المدى الزمني الطويل .
لقد دلت نتائج تلك الدراسة الهامة ، أن دخان المركبات العاملة على وقود الديزل يتكون من مجموعة هائلة من المركبات الكيميائية السامة وجسيمات وعوالق صغيرة وسخام ، وهذه المواد تدخل مباشرة من الأنف إلي الرئتين إلى المخ ، وبالتالي يكون تأثيرها سريعا ومباشرا على وظائف المخ الحيوية والهامة .
يقول رئيس قسم الأبحاث ( بول بورم ) في جامعة زويد ، انه يمكننا تصور الآثار المدمرة لهذا النوع من العوادم والتي تعرقل وظائف المخ المعتادة وتقلل بالتالي من قدرة الدماغ على معالجة البيانات والمعلومات ، ويضيف أن فريق العمل الذي خلص إلى هذه النتيجة ، قام بإجراء تجربة هامة استخدم فيها عشرة من المتطوعين الذين وضعوا في حجرة مليئة بدخان ناتج من أحد محركات الديزل ، تم تسجيل ومراقبة موجات المخ ،وعن طريق تقنية التخطيط الكهربائي للدماغ ، توصلوا إلى نتيجة ، انه بعد 30 دقيقة ظهرت اجهادات حادة في نشاط لحاء المخ ، أو ما يعرف بالقشرة الدماغية .
هذه النتائج تؤكد مدى خطورة عوادم مركبات سيارات الديزل وتؤكد على خلاصة أبحاث ودراسات سابقة ، والتي بينت مدى تأثير تلك السموم على الجهاز التنفسي والجهاز الدوري وعلى مدى قدرة عوادم تلك المركبات على إحداث الجلطات الدموية والتسبب بالسكتات الدماغية المفاجئة .
إننا وإذ نعرض نتائج تلك الدراسات التي أجريت في كبريات مراكز الأبحاث في العالم ، فإننا نتساءل لماذا يتم السماح لتلك المركبات النافثة لكل تلك السموم بالتواجد في شوارع مدننا وقرانا ، لماذا نجبر على استنشاق طائفة هائلة من تلك المركبات الكيميائية الخطيرة ، أين دور الجهات الرقابية وأين دور القوانين الرادعة لكل من يعبث بحياة الناس ويعرض صحتهم للخطر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه