المهندس
أمجد قاسم *
في عام
1977 تم إطلاق مركبة الفضاء فوياجر 1 لتكون سفيرة البشرية للحضارات الكونية إن
وجدت .
مركبة
فوياجر1 والتي أصبحت على الحافة الخارجية للنظام الشمسي ، تبعد عن الأرض حاليا
مسافة تزيد عن 15 بليون كيلو متر ، أي ما يزيد عن مائة وخمسة أضعاف عن المسافة
التي تفصلنا عن الشمس ، وقد احتوت هذه المركبة على مجموعة متنوعة من الإنجازات
الحضارية البشرية ، فقد ضمت اسطوانة نقشت عليها معلومات بلغة رياضية كومبيوترية
بسيطة من عددي الصفر والواحد ، وقد اشتملت تلك المعلومات على تعريف بالحضارة الإنسانية
وكوكب الأرض ، كما ضمت تلك الاسطوانة خطابا للرئيس الأمريكي كارتر ومشاهد منوعة
لمقاطع من أفلام سينمائية ، كما ضمت مختارات من الكتب الدينية المقدسة .
و
رحلة فويجار1 ، كما يقول المسئولون عنها ، هي رسالة من الإنسانية جمعاء إلى الكون
وحضارته الذكية التي يسود اعتقاد جازم لدي الكثير من البشر بوجودها في مكان ما من
هذا الكون الواسع الفسيح ، وبالتالي فإن هذه الرحلة جاءت منسجمة مع تلك الأفكار
التقليدية التي تبناها الإنسان منذ قرون طويلة خلت .
إن
إطلاق المركبة فوياجر1 ،وقد سبقتها المركبة فوياجر2 ، كانت ضمن البرنامج الفضائي
الأمريكي المعروف باسم شبكة الفضاء البعيد ، وحاليا نجد أن المركبة فوياجر2 تقبع
في الحافة الخارجية للنظام الشمسي ، بينما المركبة فوياجر1 ، قد عبرت تلك المنطقة
ولتعتبر بذلك ابعد جسم من صنع البشر في الفضاء الخارجي .
تلك
المركبة ما زالت على اتصال مع مركز التحكم في باسادينا للدفع النفاث في أمريكا ،
وبالرغم من أن الإشارة اللاسلكية الكهرومغناطيسية المستلمة منها ضعيفة للغاية ،
إلا أن الباحثين يتابعون ويلتقطون الإشارات الصادرة عنها ، من خلال ثلاثة رادارات
عملاقة موجودة في كل من ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومدينة مدريد الاسبانية ومدينة
كانبيرا الاسترالية ، ويأمل العلماء في أن تتجاوز المركبتان النظام الشمسي برمته ،
وان تحققا الحلم في إنشاء أول شبكة رادارات للاتصال بالنجوم ، للتواصل مع أية
حضارة كونية عاقلة في المستقبل.
* كاتب
علمي
engamjad@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه