مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

السبت، 14 نوفمبر 2009

انفلونزا الخنازير ولقاحه بين القبول والتشكيك والرفض

يثور جدل على أكثر من مستوى حول مفعول جدوى انفلونزا الخنازير ، فالصحة العالمية تؤكد أن المطعوم آمن وتدعو المواطنين إلى عدم الاستهانة بمدى تأثير فيروس (اتش1ان1) H1N1 المسبب لإنفلونزا الخنازير في صحتهم، لافتة إلى أن التطعيم ضد هذا الفيروس يشكل أداة حيوية للوقاية منه .

وتحذر منظمة الصحة العالمية من تزايد الإصابات الخطيرة مع قدوم الطقس البارد وتقول ان التطعيم يعد أداة حيوية للوقاية من المرض خاصة بين المجموعات المعرضة للخطر، كالنساء الحوامل على سبيل المثال. وعلى الرغم من إصرارها على أن اللقاح آمن، لكن هنالك قلقا من أن الانتشار السريع لتقارير لم تثبت صحتها حول اللقاح الجديد ضد الوباء، يذكي شعورا لدى المواطنين حول مدى سلامته .

اخر الجدل كان في تركيا حين رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن يتم حقنه باللقاح ، بعد أن أكد وزير الصحة في حكومته رجب أكداغ أن التجارب التي أجريت على اللقاح أثبتت فاعليته وعدم وجود خطر من التطعيم به. وأدى موقف أردوغان وتناقضه مع موقف وزير الصحة في حكومته إلى حالة من الارتباك والجدل في الشارع التركي، بعد أن طالب أردوغان أن يكون التلقيح اختياريا ولا ينبغي أن يكون إجباريا.

وفي أوروبا يواجه العلماء والسلطات الصحية في اوروبا تساؤلات غاضبة حول لماذا لم تسبب انفلونزا /اتش1 ان1/ الموت والدمار على النطاق الذي كان يخشى في البداية،وتتطاير الاتهامات في وسائل الاعلام البريطانية والفرنسية بأن الباحثين في مجال الطب ''بالغوا في الدعاية'' للوباء لتعضيد موقفهم وزيادة المنح البحثية وملء جيوب شركات الادوية.

وتساءلت صحيفة اندبندنت البريطانية هذا الاسبوع قائلة ''وباء.. اي وباء.''،ويتوخى العلماء الحذر الشديد في ردهم..ويقولون ان على الرغم من أن الفيروس ليس حادا فانه يمكن أن يسبب الوفاة وان انخفاض عدد الوفيات نسبيا في اوروبا يرجع جزئيا الى الاستجابة الرسمية لنصحهم.

ولدى الاشارة الى ''المبالغة في الدعاية'' للتهديد لزيادة التمويل للابحاث يشيرون الى أنه بينما يعلمون ما يكفي من معلومات لحماية المعرضين للخطر فانهم بحاجة الى معرفة المزيد والمزيد للتغلب على الفيروس ويقولون ان التمويل للابحاث والعقاقير الجديدة ضروري من اجل الاستعداد للاوبئة التي تظهر في المستقبل.

وتقول منظمة الصحة العالمية ان فيروس /اتش1 ان1/ يصيب الشبان في العشرينات والثلاثينات من العمر والأطفال وان عدد الوفيات التي تم إحصاؤها على مستوى العالم حتى الآن يتجاوز الستة ألاف شخص.

وفي حين تهاجم الانفلونزا الموسمية نحو 20 في المئة من السكان في المتوسط في العام فان خبراء يقدرون أنه حتى في بريطانيا التي هي أكثر دول اوروبا تضررا حتى الان أصيب أقل من عشرة في المئة من الشعب بانفلونزا /اتش1 ان1/ المعروفة اعلاميا باسم انفلونزا الخنازير.

وقال فريد هايدن منسق أبحاث مكافحة الانفلونزا في مؤسسة /ولكام تراست/ والخبير السابق في منظمة الصحة العالمية ان التخطيط المبكر يؤتي ثماره لكنه أضاف ''لا أصف هذا بوباء غير حاد على الإطلاق. نشهد خسائر مؤسفة للغاية في الأرواح. اعتقد أن من السابق لأوانه إصدار هذا الحكم''.

غير أن تعبير ''غير حاد'' يستخدم كثيرا في وصف أثر /اتش1 ان1/ على معظم الناس مما يدفع الجماهير المتشككة الى التساؤل عم تدور كل هذه الجلبة.

ولماذا يكترثون.. ولماذا يتلقون التطعيم..وغير ذلك من الأسئلة؟ وفي فرنسا كتبت صحيفة لو باريزيان الفرنسية عنوانا قالت فيه ''انفلونزا الخنازير لماذا لا يثق الفرنسيون بالتطعيم'' وأشارت الى فجوة بين الاثر المتوقع للانفلونزا والواقع الاقل دراماتيكية. وقالت ''على الرغم من وفاة اكثر من 30 شخصا... فان المرض ليس مخيفا بالفعل.

وفي بريطانيا انخفض العدد الذي كانت السلطات الصحية قد تكهنت به في حالة أسوأ السيناريوهات مرتين وكان رجح بأن 65 الفا سيموتون بانفلونزا /اتش1 ان1/ وتدور التكهنات الآن حول الف حالة وفاة تقريبا وهو عدد أقل كثيرا من متوسط عدد الوفيات السنوية بالانفلونزا الموسمية التي تصيب الناس في فصل الشتاء والذي يتراوح من أربعة الى ثمانية الاف.

ودعت مجموعة من العلماء البارزين الى عقد مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن هذا الأسبوع للإعلان عن تمويل جديد قيمته 5ر7 مليون جنيه استرليني /4ر12 مليون دولار/ لكن الصحفيين سطوا على خططهم حين سألوهم عن السبب في أن الوباء ضعيف للغاية.


أبواب – صحيفة الرأي الأردنية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات