أطفالنا عينات اختبار للشركات الأجنبية
الصحفية هبه زهدي
نشرت قبل أيام صحيفة العرب اليوم الأردنية لقاء مع الدكتور بشار العيد مدير مختبرات التطوير والأبحاث الكيماوية للتجميل في كل من هونغ كونغ وألمانيا كما انه مطور للعدد كبير من المستحضرات الطبية التجميلية.
وفي هذا اللقاء الهام تحدث الدكتور العيد بإسهاب عن المخاطر الصحية الجمة التي قد تتسبب بها المشروبات الغازية والوجبات السريعة على صحة الإنسان وخصوصا الأطفال.
تاليا نص اللقاء كما نشرته صحيفة العرب اليوم الأردنية، علما بان الحوار أجرته الصحفية هبه زهدي.
عزيزي القارئ, إذا كنت من أصحاب القلوب الضعيفة أو مَن يميلون إلى الكآبة والتشاؤم أحذرك من قراءة هذا اللقاء الذي أجرته "العرب اليوم "مع الدكتور بشار العيد مدير مختبرات التطوير والأبحاث الكيماوية للتجميل في هونغ كونغ وألمانيا ومطور منتجات العناية بالبشرة والشعر هي منتجات طبيعية يفوق عددها 50 منتجا , لاحتوائه على حقائق مفجعة تغيب عن ذهن الكثيرين وتتركز حول حرب السموم التي نتعرض لها يوميا كمستهلكين لمنتجات الدول الغربية المشبوهة صحيا وعلى رأسها مطاعم الوجبات السريعة.
هذه الوجبات التي أقام لها أحد الغربيين متحفا عرض فيه شطائر ترجع في تاريخ تحضيرها إلى سنوات طوال لم تنل من قوامها وطعهما بفضل المواد الحافظة, وتخيل ماذا كتب على باب المتحف, انظر إلى ما رفضت الجراثيم أن تأكله.
"العرب اليوم" التقت الدكتور بشار صبحي العيد اختصاصي مختبرات وتطوير أدوية ليحدثنا عن خطورة المنتجات الغذائية والدوائية الموجودة بكميات كبيرة في الأسواق:
* تقدم حاليا برنامجا تلفزيونيا بعنوان "نداء استغاثة", ممّ تستغيث ؟
- اطالب بوقف وابل السموم التي تهاجم الأسر العربية بشكل يومي بداية من منتجات العناية الشخصية للرضع والأطفال مرورا بجميع المنتجات الغذائية وانتهاء بمواد التجميل, هذه المواد التي تسبب أنواعا عديدة من الأمراض التي نتفاجأ لدى إصابة أحد إفرادها بها, وهذا الأمر حرك هاجسا بداخلي لمحاولة فهم المؤامرة التي تحاك من قبل الدول الغربية للنيل من ثروتنا الإنسانية. فرغم عدم إيماني بنظرية المؤامرة, لكن دراستي في أمريكا للكيمياء وتطوير الأدوية ومعرفتي بالعقلية الرأسمالية التي تبيح كل وسيلة ممكنة ومبررة قانونيا لتحقيق الربح الذي يضمن استمرار شركاتها بعيدا عن أي وازع ديني أو أخلاقي,وتبين لي أنها ليست نظرية مؤامرة بالمعنى التقليدي بل هو تكالب على الربح بأي طريقة يشرعها القانون.
* كيف تولدت فكرة البرنامج لديك؟
- جاء اهتمامي بهذا الموضوع وإنشاء مختبر لتطوير منتجات صحية مطابقة للشريعة الإسلامية انطلاقا من تجربة شخصية تتلخص في قيامي بشراء شامبو و كريم مخصصين للأطفال لابنتي الصغيرة أثناء إقامتي في أمريكا للدراسة فقرأت مكوناته, وعند عودتي للأردن اشتريت المنتج نفسه ووجدت التركيبة مختلفة, فما كان مني إلا أن راسلت الشركة الأم وسؤالها لماذا لا استطيع الحصول على المنتج بذات التركيبة الموجودة في بلدكم, فكان الرد : تستطيع الحصول على المنتج نفسه من أقرب دولة لك وهي اليونان.
ثم قمت بالاتصال بوزارة الصحة هنا في الأردن ففاجأني أحد موظفيها أن المنتج مسموح به حسب المواصفات الأردنية.!! وأن دل هذا على شيء فهو يدل على عدم وضوح المرجعية التي نستند إليها في نظام المواصفات هل هو نظام اردني أو اوروبي أو امريكي وهنا تكمن الكارثة لأن مواطني الولايات المتحدة يصنفون كدرجة أولى. والبقية في درجة أقل تسمح بإغراق أسواقهم بمنتجات تفتقد أبسط مقومات السلامة الصحية.
ومثال آخر ففي عالم مواد التجميل هناك عشرة الاف وخمسمئة مادة تم التصريح باستخدامها عام 1973 مع وضعها تحت الدراسة للتقليل من استخدامها وحتى الآن تمت دراسة فقط 11% تم استثناء 3% منها ولكن بعد أن استخدمت لسنوات طوال وكان الإنسان هو حقل التجارب لهذه المواد الكيميائية الضارة. فمثلا تحتوي مستحضرات العناية الشخصية ومنها الشامبو مركبات "BHT" وهي مواد مضادة للأكسدة لا يسمح باستخدامها في سائل تلميع الأحذية في بريطانيا ,فأين الجهات المختصة في بلدنا لماذا لا تقوم ببحث على الانترنت لمعرفة المركبات الضارة أو المشبوهة أو الاشتراك بدوريات علمية لن ترهق ميزانيات الحكومة والوزارات او إرسال بعض الباحثين والمتخصصين إلى الخارج لدراسة تركيبات المنتجات ومعرفة سبب التفاوت بين الدول العربية في مواصفاتها.
كما تم منع بعض المنتجات في عدد من الدول العربية كمشروب الطاقة الذي منعته ليبيا وعٌمان في حين يستمر تداوله في دول أخرى, وأنا استغرب لماذا لا يتم تمرير مثل هذه القرارات على مجلس وزراء الصحة العرب ليعمّم على جميع الدول حتى نوقف محاولات الغرب اغتيالنا واغتيال أطفالنا إذ يحولوننا إلى مرضى ليبيعوا لنا الدواء.
* بعد التحذير هل يحمل النداء الذي تطلقه أهدافا أخرى؟
يشكل البرنامج دعوة الناس إلى قراءة الملصقات الموجودة على المنتجات قبل شرائها وتوعيتهم بخطر بعض المواد الداخلة في تركيبها وأسمائها العلمية. يجب ألا نثق كثيرا في المنتجات الغربية التي هدفها در الأموال على أصحابها ومن الأمثلة على ذلك أيضا المحلّي الصناعي الألماني الذي يدعى سكارين الذي راج في الأسواق قبل المحلّي الأمريكي, فقد أثبتت التجارب المخبرية الأمريكية بأنه يسبب السرطان وقاموا بطرح بديل عنها تستخدم الآن لتحلية المشروبات الغازية وهما مادتا Acesulfame Km Aspartame تقفان وراء الصداع والأرق والسرطان والبدانة وهشاشة العظام وفرط النشاط أي أنهما مشبوهتان بشكل كبير, بينما تعرف اليابانيون على بديل وهو عشبة تسمى stevia تم منعها من دخول الولايات المتحدة الأمريكية كي لا تؤثر على السوق المحلّي الصناعي, وبعد أن أصبح الاتجاه نحو كل ما هو عضوي وأخضر تبنت شركات المشروبات الغازية هذه العشبة وصنعت منها مركبا سمحت بتداوله بينما يمنع إدخال العشبة ذاتها إلى أسواق الدول الأخرى لأنها ليست مطابقة للمواصفة الأمريكية. ومن هنا يجب أن تدعم الحكومة المنتجات العضوية والخالية من الأصباغ وترفع عنها الجمارك ويخصص لها أقسام في جميع المحال التجارية أو أن يتغير اسم السوبرماركت والبقاليات إلى محال بيع المواد الكيميائية.
ولم يكتف هؤلاء المنتجون عند هذا الحد فقد جعلوا مهمة من يسعى جاهدا لمنع أولاده من تناول المشروبات الغازية صعبة حينما يروجون لبضاعتهم بسيل من الإعلانات أبطالها من النجوم العرب الذين يأتون بنظرية تزيل أي شبهة ضرر صحي عنها.
وتأكيدا لخطر تناول المشروبات الغازية قام محامون أمريكيون برفع دعوى ضد شركتين تنتجانها بعد أن اكتشفوا وجود نسبة من البنزين في منتجاتها.
ويشك بعض الباحثين إن مادة بينزوات الصوديوم تعد من العوامل الأساسية التي تساعد في تكوين مادة البنزين . فضلا عن أن تعرض المشروبات الغازية للحرارة يساعد أيضا في تنشيط تلك المادة وطالب المحامون بمنع تداول هذه المنتجات بالأسواق لما تسببه من أمراض والحد من انتشارها خاصة إن البنزين يعد من ضمن المواد التي تصيب الإنسان بمرض السرطان بحسب جريدة نيويورك تايمز ووكالة رويترز. ومن المشروبات الأخرى المشبوهة النسكافيه سريع التحضير فقد دعا الاتحاد الأوروبي الشركة المنتجة إلى إزالة مادة "الأكريمالايد" منها لكونها مسرطنة وكان رد الشركة في المراسلات أنهم لا يستطيعون إزالتها لأنها تؤثر على طعم القهوة.
ولا أركز هجومي على الشركات الكبرى فهناك تجاوزات لا يجب أن يسمح بها في المصانع المحلية في البقعة والوحدات وغيرهما من المناطق التي تستخدم خلاطات صناعة مطهر الارضيات لخلط الشامبو, ومن ناحية تدخل مادة "الفرمالدهايد" التي كانت تستخدم في التحنيط في صناعة الشامبو والمنظفات, كما تعدل حموضة الشامبو الذي يباع باللتر باستخدام الصودا الكاوية عدا عن ما يعرف بالبيع بالكيلو وهو بيع مواد خام لمن يريد خلطها منزليا للحصول على شامبو والكريمات. وأنبه وزارة الصحة إلى أن بعض أنواع الشامبو غير مكتوب على ملصقاتها سوى المواد الفعالة والتي لا تشكل من محتوياتها سوى 7%.
وأزيد على ذلك أن معقم المنزل والمطهر المستخدم في المستشفيات "الديتول"يحتوي على مادة مخففة تشبه في تركيبها الكيميائي العامل البرتقالي الذي استخدم في القنابل التي أمطرت بها إسرائيل وأمريكا العراق و غزة والتي تدمر الأعصاب وتفتت الخلايا.
أتأمل أن يغير الناس الفكرة السائدة بأن الشامبو والكريمات لا تضر بل على العكس فهل تعلم أن 65%من المواد التي نضعها على الجلد يقوم بامتصاصها وتدخل إلى مجرى الدم وهذا ما تؤكده دراسة بريطانية تقول ان جلد الإنسان يمتص 2 كيلو من المواد الكيمائية سنويا 85% مصدرها منتجات العناية الشخصية.
* هل يتوقف التهديد الكيميائي عند حد منتجات العناية الشخصية ؟
بالطبع لا, فهناك كارثة صحية أخرى هي الوجبات السريعة المليئة بالمواد الكيميائية التي تحافظ على جودة مكونات الوجبة لسنوات طوال وتعمل على إكسابها الطعم المتعارف عليه في جميع فروع المطاعم حول العالم. فنحن وأطفالنا مهاجمون في غذائنا حيث ان المواد المضافة إلى كل منتج غذائي أو وجبات خفيفة كالشيبس والعصائر بنسبة قليلة جدا لا تتعدى 1% تترك تأثيرا سيئا على الصحة بتراكمها في الجسم وتعدد مصادرها, مما حول أطفالنا إلى أنابيب اختبار.
والمفجع في هذا الأمر مشاركة الجامعات والمدارس في الحرب على شبابنا وأطفالنا حيث تسمح لمطاعم الوجبات السريعة بفتح فروع لها أمامها وتقوم المدارس بتنظيم رحلات لطلابها إليها وهم يجهلون أو يتجاهلون ما أوردته وكالة "بي بي سي" ان هذه الوجبات تحتوي على 72 مادة كيميائية وبشهادة شاهد من أهل الوجبات السريعة وهو منتج أفلام مستقلة أمريكي قام بإنتاج فيلم وثائقي يحمل اسمSuper Size Me رصد خلاله جولاته اليومية لمدة 4 اشهر إلى احد هذه المطاعم لتناول وجباته السريعة ذات الحجم الكبير في الإفطار والغداء والعشاء, وبعد انتهاء الفيلم تم فحصه من قبل أطباء وتبينوا ارتفاع الكولسترول لديه واصابته بقصور في الكبد علاوة على اكتسابه 14 كيلوغراما استغرق سنة ونصف السنة ليخسرها وذلك لكونها مواد معالجة لا يستطيع الجسم هضمها بسهولة, فما كان من وزارة الصحة الأمريكية إلا ان كرمت هذا المنتج ومنحته جائزة رفيعة المستوى وعرض الفيلم في كافة المدارس كما وزعت صحيفة الغارديان قرصا مدمجا مجانيا للفيلم في بريطانيا.
وانطلاقا من كون الأردن واحة العلم والصحة يجب ان تعرض قنواتنا العربية وجهة نظر تحذر من خطورة السموم التي تغزونا بالكيفية التي نسمح لأبطال إعلاناتها بالدخول يوميا إلى بيوتنا بدلا من الترويج لبرامج قراءة الكف وتفسير الأحلام والمداواة بالأعشاب والمسابقات التي تستنزف عقول وجيوب المواطنين من دون طائل.
كلام سليم ياريت الأهل ينتبهوا على اكل أطفالهم
ردحذف