المهندس عماد سعد *
العين _ نجح فريق بحثي من قسم الميكانيكا بكلية الهندسة في جامعة الإمارات باستخلاص وقود الديزل الحيوي من الطحالب الدقيقة مما يبشر بإمكانية الحصول على هذا النوع من الوقود وبأسعار تنافسية لأسعار الديزل الموجودة في الأسواق حاليا ومما يوفر نوعا من الطاقة البديلة التي تتسابق الكثير من الدول على إيجاد مصادر لها استعدادا لمرحلة ما بعد النفط.
وصرح الدكتور يوسف الحايك أستاذ ورئيس قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة الإمارات وهو الأستاذ المشرف على هذا البحث الذي شارك فيه 4 من خريجي الكلية من قسم الميكانيكا وقسم الكيمياء والبترول أن هذا المشروع يعتمد على استغلال قدرة الطحالب على تحويل المركبات الكربونية المكونة من فضلات الإنسان وطحين نوى التمر وإضافة ثاني أكسيد الكربون إلى مركب زيتي تتم معالجته كيميائيا وتحويله إلى وقود الديزل الحيوي الذي يعتبر من البدائل الهامة للطاقة النظيفة والصديقة للبيئة التي توظف ثاني أكسيد الكربون الضار كعنصر أساسي بالعملية واستغلاله بإنتاج الوقود.
وقال الدكتور الحايك إذا أردنا أن ندرك قيمة ما توصل إليه فريقنا البحثي بهذه التجربة فيكفي أن نتذكر أن شركة أكسن موفل في الولايات المتحدة الأمريكية قد أنفقت العام الماضي قرابة 600 مليون دولار لإنتاج الديزل الحيوي كبديل للطاقة عن طريق الطحالب وهناك عدة دول أخرى كالهند وأستراليا شرعت بإعداد برامج مماثلة للحصول على الديزل الحيوي عن طريق الطحالب خاصة وأن إنتاج هذه الطحالب وإنباتها لا يحتاج لأكثر من مجموعة مزارع يزود كل منها ببركة مياه من المياه المعالجة أو المالحة بنسبة ملوحة محددة وفضلات الإنسان والحيوان وغيرها من المخلفات العضوية التي تعمل على تغذية ونمو الطحالب.
وأوضح أن قدرة الطحالب على التضاعف تتفاوت ما بين 24 أو 12 أو 6 ساعات حسب نوعها وبعدها يبدأ جمع هذه الطحالب عن طريق شباك مسامية دقيقة تمهيدا لعصرها واستخلاص الزيت الخام الذي تتم معالجته كيميائيا واستخلاص وقود الزيت الحيوي منه كنوع من مصادر الطاقة البديلة النظيفة وهذا ما يجعل من هذا البحث مشروعا ذي جدوى اقتصادية حاليا وعلى المدى البعيد للمستقبل وهذا يواكب التوجه الذي تنتهجه دولة الإمارات في مجال الطاقة والطاقة البديلة والذي يعززه استضافة الدولة لايرينا في مدينة مصدر مما يوضح القيمة المستقبلية الكبيرة لهذا المشروع الحيوي. وأضاف أنه يمكن الاستفادة مما تبقى من مخلفات الطحالب بعد عصرها كعلف حيواني وهو من أجود أنواع العلف لأنه غني بالبروتينات ويصلح لجميع أنواع الحيوانات.
جدير بالذكر أن هناك أنواعا من الطحالب التي تغذى بالمياه والمواد العضوية النظيفة تستخدم وتباع كمواد غذائية وبأسعار مرتفعة في الأسواق.
وأضاف رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الإمارات بأن فريقه البحثي قد حصل على المواد الأولية لهذه الطحالب التي استخدمها في مشروعه البحثي من 3 مصادر هي مركز أم القيوين لتنمية الطحالب وكان يستخدم هذه الطحالب لتغذية الأسماك ومركز الطحالب في جامعة تكساس بالولايات المتحدة و- شركة فيززيتا بالولايات المتحدة ولكل نوع من هذه الأنواع مميزاته الخاصة ولكن بصورة عامة أمكن أخذ هذه العينات وإنمائها عبر المزرعتين الصغيرتين التجريبيتين اللتين أقمناهما لصالح مشروعنا البحثي وأولاهما ضمن مبنى الكلية في الجيمي والأخرى في محطة التنقية في منطقة زاخر.
وأكد الدكتور الحايك أن أجواء دولة الإمارات ومناخها الجاف لا يشكل عائقا أمام عملية تنمية وإكثار معظم أنواع الطحالب المنتجة للزيوت وعلى العكس من ذلك فان توفر الطاقة الشمسية على مدار العام يعتبر عنصرا أساسيا من العناصر المساعدة على ذلك ويمكن إقامة مجموعة مزارع ضخمة للطحالب قرب محطة التنقية في منطقة زاخر.
وأضاف " أننا قد قمنا بتجربة الوقود الحيوي الذي تم استخلاصه بكميات داخل مختبرات القسم في الكلية وأمكن تشغيل إحدى المحركات التي تعمل بالديزل في المختبر بعد تزويدها بهذا الوقود.. كما أمكن تشغيل أحد الباصات التي تستخدمها الجامعة في نقل طلبتها بهذا الديزل الحيوي مما يؤكد نجاح التجربة وأن بالإمكان التوسع فيها والعمل على توظيفها اقتصاديا لصالح إنتاج الطاقة البديلة النظيفة وبأسعار منافسة مما يعتبر رافدا للحاضر وضمانا للمستقبل".
* كاتب علمي، متخصص في قضايا البيئة، عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه