الثوم يعتبر من أهم المواد الطبيعية التي تحارب وتقتل وتمنع الإصابة بالبكتيريا
الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
معظم الأغذية الصحية تحتوي على مواد طبيعية تلعب دورا مهما كمواد معالجة لأمراض وحالات صحية عديدة. جرت وما تزال دراسات وأبحاث عديدة حول المنافع العلاجية الموجودة في الأطعمة التي تعالج حالات صحية عديدة وقد تلعب دور الأدوية المصنعة في علاج هذه الحالات. ويفيد العلماء والأطباء بأنه بالرغم من عدم تحديد الكمية اللازمة من هذه المواد العلاجية الموجودة في الأطعمة التي يجب إن يتناولها الشخص لمعالجة الحالة الصحية التي يعاني منها ولكن يجب على الشخص إتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن يحتوي على معظم وأغلبية الأطعمة التي سنذكرها في هذا المقال.
الثوم من أهم المواد المضادة للجراثيم ومحاربة البكتيريا
المواد المضادة للجراثيم (antibiotics)
كيف تستطيع الأطعمة قتل ومحاربة البكتيريات ومنع الشخص من الإصابة بالالتهابات؟ منذ العصور القديمة وبعد اكتشاف البنسلين أجرى العلماء والأطباء دراسات عديدة لاكتشاف مصادر طبيعية تقتل البكتيريا ويستطيعون تصنيع الأدوية منها كما فعلوا مع البنسلين. أظهرت الدراسات بأن الثوم يحتوي على مادة فعالة جدا لقتل البكتيريا وتسمى اليسين ولكن العلماء اكتشفوا بأن هذه المادة الأخيرة عمرها قصير جدا ولا يستطيعون صنعها كدواء ويجب على الشخص تناول الثوم على طبيعيته للاستفادة من هذه المادة المضادة للالتهابات.
ويضيف العلماء بأن الثوم يعتبر من أهم المواد الطبيعية التي تحارب وتقتل وتمنع الإصابة بالبكتيريا. فالثوم يحارب حوالي 72 نوعا من البكتيريا التي تنتشر في الجسم عند الإصابة بالإسهال الحاد ديزنتيريا، تسمم ناشئ عن أكل لحوم أو اسماك فاسدة، السل، التهاب الدماغ وغيرها من الالتهابات. كما يفيد العلماء واختصاصيو التغذية بأن للبصل مفعولا قويا جدا كمضاد للالتهابات ومضاد للعفونة وكان العلماء يستعملونه لعلاج وتطهير الجروح خلال الحرب العالمية الثانية. كما كان يستعمل العسل في قديم الزمان لتطهير ومعالجة الجروح . تعمل الأطعمة بشكل فعال في قتل البكتيريا بطرق عديدة وأهمها منع تصنيع البكتيريا ومحاربة تكاثرها.
كما اكتشف العلماء بأن التوت والتوت البري يلعبان دورا مهما جدا ليس فقط في محاربة ومنع الإصابة بالبكتيريا ولكن أيضا في عدم التصاق هذه البكتيريا في خلايا الجسم؟
المواد المضادة للسرطانات (anticancer agents)
قد يتساءل بعض الأشخاص كيف الأطعمة تتفاعل لمحاربة الأمراض السرطانية. كما هو معروف بأن الإصابة بمرض السرطان تأخذ وقتا لتحول الخلايا السليمة إلى خلايا خبيثة. فإن الأطعمة والمواد الموجودة فيها تلعب دورا مهما في محاربة عملية انتقال الخلايا السليمة إلى الخلايا الخبيثة. كما أن المواد الموجودة في الأطعمة تساعد على منع خلايا السرطان من تفاعلها.
فهذه الأطعمة تساعد الجسم على إنتاج أنزيمات التي تلعب دورا مهما في طرد الخلايا المسببة للسرطان إلى خارج الجسم. لذلك فإن المواد المضادة للسرطانات الموجودة طبيعيا في الأطعمة تساعد على تكاثر الهرمونات وتطهير الجسم من المواد الكيميائية التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطانات على انواعها. على سبيل المثال فإن هذه المواد تساعد على محاربة البكتيريا الموجودة في المعدة والمسببة لسرطان المعدة كما تساعد هذه المواد الجسم على منع الإصابة بأورام خبيثة ومحاربة الإصابة بأنواع أخرى من السرطان وانتشار هذا الأخير في الجسم.
ويفيد اختصاصيو التغذية بأن المواد المضادة للسرطانات نجدها بكثرة في الخضار والفواكه.
بعض المواد الموجودة في الأطعمة المضادة للسرطانات
- كاروتينويد (carotenoids) الموجودة في الخضار ذات الأوراق الخضراء والجزر والبطاطس الحلوة.
- كاتيشين (catechin) الموجودة في التوت على أنواعه والشاي.
- كومارين ( coumarin) الموجودة في الجزر والبقدونس والحمضيات والعنب والفريز (الفراولة) والتوت والجوز.
- اندول (indole) الموجودة في الملفوف والبروكلي والقنبيط واللفت.
- ليمونويد (limoinoids) الموجودة في الحمضيات.
- سولفورافان (sulforaphane) الموجودة في البروكلي والبصل الأخضر واللفت والملفوف الأحمر والزنجبيل والقنبيط والخس.
كما توجد مواد أخرى وعديدة في أنواع الخضار والفواكه الأخرى التي تحارب الإصابة بأمراض السرطانات.
الفيتامينات وأمراض السرطان.
تلعب الفيتامينات دورا مهما في الجسم في محاربة إمراض عديدة وأهمها إمراض السرطان. واهم هذه الفيتامينات الفيتامين ج (c) كما أشارت الدراسات العديدة. يساعد تناول الفيتامين ج (c) على عدم تحويل خلايا الجسم إلى خلايا خبيثة. يساعد الفيتامين ج (c) على تعزيز جهاز المناعة ومنع الفيروسات والجذور الحرة من تحويل الخلايا السليمة إلى خلايا خبيثة. لذلك يعتبر الفيتامين ج (c) من أهم المواد المضادة للتأكسد والمحاربة لأمراض عديدة
الأطعمة المضادة للكآبة
هل تعرفون بأن بعض الأطعمة تساعد على رفع وتحسين المزاج؟
ويعود ذلك إلى إن بعض الأطعمة تثير عمل سيروتونين أول وأهم ناقل للجهاز العصبي في الدماغ. فإن انخفاض معدل السيروتونين في الجسم يؤدي إلى الشعور بالكآبة والعصبية. فإن تناول الأطعمة التي ترفع معدل السيروتونين في الجسم تساعد على رفع المزاج والقضاء على الكآبة. على سبيل المثال فإن تناول النشويات يرفع من معدل السيروتونين في الدماغ ويعالج حالات الكآبة التي تعاني منها الفتيات والنساء خلال فترة ما قبل الحيض كما أشارت الدراسات الحديثة بأن تناول حامض الفوليك يرفع من معدل السيروتونين في الدماغ مما يحسن من مزاج الشخص .
بعض المواد الكيماوية الموجودة في الأطعمة المضادة للكآبة
- النشويات الموجودة في المعكرونة والخبز والحبوب والكيك وغيرها
- الكافيين الموجودة في القهوة.
- حامض الفوليك الموجود في الخضار ذات الأوراق الخضراء والبقول.
- السيلينيوم الموجود في ثمار البحر والأسماك والحبوب والمكسرات.
الأطعمة المضادة للإسهال
كيف وما هي المواد الموجودة في الأطعمة التي تحارب وتعالج الإسهال؟ بعض الأطعمة تساعد على محاربة الإسهال وذلك لاحتوائها على مواد طبيعية تلعب دور المواد القابضة وتسمى تانين التي بالتالي تساعد على تصريف الماء من المعدة إلى الجسم وتساعد على تقسية البراز وتحسين عمل الأمعاء. نجد مادة التانين بشكل كبير في ثمر العنيبة الجاف. والجدير بالذكر هنا بأن ثمر العنيبة غير الجاف لا يحتوي على كمية جيدة من التانين. كما توجد أنواع أخرى من الأطعمة التي تحارب البكتيريا الموجودة في الأمعاء من جراء الإصابة بالإسهال
بعض الأطعمة المضادة للإسهال
- ثمر العنيبة الجاف. - قرفة.
- بزور الحلبة. - ثوم.
- زنجبيل. - السوس.
- جوزة الطيب. - الأرز المسلوق.
- الشاي. - الكركم.
الأطعمة المضادة لارتفاع ضغط الدم
توجد أنواع عديدة من الأطعمة التي تلعب دورا مهما في تخفيض معدل ضغط الدم في الجسم. هذا ما اكتشفه العلماء بعد إجراء دراسات عديدة. ومن أهم هذه الأطعمة هو الكرفس وذلك لاحتوائه على مواد تسمى فتالايد لها مفعول في ترخية عضلات الأوعية الدموية وتوسيع هذه الأخيرة مما يساعد على تخفيف معدل الضغط الدموي في الجسم. كما تساعد هذه المواد على حد عمل هرمونات الإجهاد والضغط النفسي التي تساعد على رفع معدل ضغط الدم.
إضافة إلى ذلك اكتشف العلماء بأن للثوم والبصل مفعولا قويا أيضا على تخفيف معدل ضغط الدم وذلك لاحتوائها على مادة ادينوسين التي تساعد أيضا على ترخية عضلات الأوعية الدموية وعلى تخفيض معدل ضغط الدم في الجسم.
أهم الأطعمة المضادة لارتفاع ضغط الدم
- الكرفس - الحلبة
-الثوم - غريب فروت
- زيت السمك - زيت الزيتون
- البصل
الأطعمة المضادة للالتهابات
قبل قرنين من الزمان وقبل اكتشاف الهرمونات التي تسمى بروستا غلاندين و لوكوترين كان من الصعب إن نفهم كيف تعمل بعض الأطعمة مثل زيت السمك على محاربة حالات الالتهاب مثل التهاب المفاصل والربو ولكن يفيد العلماء الآن بأن هذين النوعين من الهرمونات التي تصنع في الجسم بعد عملية تفتيت الحامض الدهني الذي يسمى حامض اراشيدونيك. ويضيف اختصاصيو التغذية بأن ما تأكله يحدد كمية هذا الحامض الدهني في الجسم. على سبيل المثال عندما تأكل الكثير من اللحوم والاوميغا - 6 فهذا يؤدي إلى الحصول على كمية جيدة من حامض اراشيدونيك وبالتالي الحصول على الهرمون لوكوترين الذي يحارب الالتهابات- ومن ناحية أخرى بعض الأطعمة مثل زيت السمك يساعد على الحصول على كمية جيدة من هرمون البروستا غلاندين لمحاربة حالات الالتهابات. كما يفيد العلماء بأن الزنجبيل له مفعول قوي على محاربة الالتهابات بمعدل 3 مرات أكثر مقارنة مع الأطعمة الأخرى.
كما تلعب مادة الكابسيسين الموجودة في الفلفل الحر بشكل فعال جدا لمحاربة ومنع الإصابة بالالتهابات .
الأطعمة المدرة للبول
اكتشف العلماء والأطباء بأن الأطعمة المدرة للبول تعمل بشكل مختلف عن الأدوية المدرة للبول. فان الأدوية المدرة للبول تساعد على تصريف الماء والصوديوم في الجسم بينما النباتات المدرة للبول تساعد على خسارة الماء فقط من الجسم وذلك بعد حث خلايا الكلى على ذلك. ويضيف العلماء بأن أول واهم نبات مدر للبول هو البقدونس خاصة إذا شرب الشخص شراب البقدونس الساخن وذلك بوضع ملعقتين صغيرتين من البقدونس الجاف المفروم في كوب الماء المغلي . كما يوجد أنواع أخرى عديدة تساعد على در البول.
الأطعمة المضادة للتأكسد
لا شيء يحمي الصحة ويزيد بعمر الإنسان إلا تناول كمية جيدة من المواد المضادة للتأكسد لحماية خلايا الجسم وإبقائها سليمة وصحية اكبر وقت ممكن. تؤمن المواد المضادة للتأكسد كمية جيدة من الأكسجين لخلايا الجسم ومحاربة إصابة هذه الخلايا بأي ضرر. لذلك تساعد الأطعمة الغنية بالمواد المضادة للتأكسد الجسم على محاربة إمراض عديدة منها إمراض القلب والشرايين وإمراض السلطان والأنفلونزا واعتام عدسة العين وغيرها من الأمراض. فإن نقصا في المواد المضادة للتأكسد في الجسم والتعرض إلى عوامل تسيء بالصحة مثل التدخين وتنشق الهواء الملوث والمواد الكيميائية الصناعية يؤدي إلى زيادة خطر إصابة الشخص بأمراض
الثوم: المضاد للتأكسد الأكثر فعالية
يعتبر الثوم من أهم المواد المضادة للتأكسد لأنه يحتوي على أكثر من 15 مادة مضادة للتأكسد مختلفة. وبالتالي يعتبر الثوم من أهم وانفع الأطعمة الصحية
بعض المواد المضادة للتأكسد الموجودة في الأطعمة
بيتاكاروتين: يساعد البيتاكاروتين على محاربة الإصابة بالنوبات القلبية والجلطات الدموية وإمراض السرطان خاصة سرطان الرئة. كما يساعد على تعزيز عمل الجهاز المناعي في الجسم وتأمين كمية جيدة من الأوكسجين لخلايا الجسم.
فان الأشخاص الذين يعانون من سرطان المعدة وسرطان الرئة وسرطان المريء وسرطان الأمعاء الصغير وسرطان الرحم يعانون من نقص أو انخفاض في معدل البيتاكاروتين في أجسامهم مما يدل على قلة البيتاكاروتين الموجودة في غذائهم اليومي. أشارت الدراسات بان كمية البيتاكاروتين في دم الأشخاص الذين يعانون من سرطان الرئة هي اقل بثلث مقارنة مع الأشخاص السليمين. ويضيف العلماء وبعد إجراء دراسات عديدة بأن الأشخاص وخاصة الرجال هم اقل عرضة للإصابة بسرطان الرئة بنسبة 40% إذا كانوا يتناولون كمية جيدة من البيتاكاروتين في غذائهم اليومي. والجدير بالذكر هنا بأنه كلما زاد لون الخضار والفواكه أكثر برتقاليا أو خضارا كلما زادت كمية البيتاكاروتين التي يحتويها. ويضيف اختصاصيو التغذية بأنه لا نخسر مادة البيتاكاروتين عند تعريض الأطعمة إلى حرارة الطبخ.
* مستشار الغذاء الصحي والنباتات الشافية
drsubhi_eid@hotmail.com
drsubhi_eid@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه