مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

قمة كوبنهاجن تحدد مستقبل الكرة الأرضية

المهندس أمجد قاسم

سطوة المال أم مستقبل الكرة الأرضية ! ، هكذا يمكن إيجاز التحدي الأكبر في قمة مؤتمر كوبنهاجن التي انطلقت اليوم.

فأمام المجتمعين في قمة كوبنهاجن من رؤساء دول العالم والمنظمات المهتمة بالبيئة، يقف التغير المناخي كخطر داهم يتهدد مصير الجنس البشري.

كوبنهاغن تحت الأضواء

بعد عامين من العمل للإعداد لهذه القمة، وتحت رعاية الأمم المتحدة يلتقي في منطقة بيلا سنتر في وسط العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، ممثلو 190 دولة، لإبرام اتفاق عالمي جديد لحماية البيئة من مخاطر التغيرات المناخية، والتي ظهرت انعكاساتها الخطيرة على مناخ الأرض خلال السنوات القليلة الماضية، ويأتي هذا المؤتمر العالمي في أعقاب مؤتمر كيوتو الذي عقد في عام 1997 والذي تنتهي فعالية توصياته في عام 2012.

ووسط هذا التجمع العالمي الضخم ، والذي من المتوقع أن يحضره أكثر من 15 ألف صحفي وباحث في قضايا البيئة، يبرز السؤال الجوهري والهام، وهو ما مدى توفر الإرادة الحقيقية لإنقاذ الأرض من مخاطر غازات الدفيئة؟

العلماء يحذرون

لقد حذر العلماء والباحثون منذ سنوات طويلة من المخاطر الحقيقية التي سوف تنجم عن زيادة غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وخصوصا غاز ثاني اكسيد الكربون والميثان، وبالرغم من تلك التحذيرات، بيد أن سطوة الشركات العملاقة والدول الصناعية، جعلت تلك التحذيرات مدار شك خلال سنوات طويلة.

إلا أن ما شهدته الأرض من تقلبات مناخية حادة خلال هذا القرن، جعل توقعات العلماء والباحثين محط اهتمام العالم، بحيث أصبحت قضية التغير المناخي هي القضية الجوهرية والمصيرية في القرن الحادي والعشرين.

ويعود هذا النجاح الذي حققه البيئيون إلى أن انعكاسات التغير المناخي تتهدد سلامة الإنسان وأمنه، وثرواته، واستقراره، بل وتتهدد الأمن الدولي برمته.

لقد أعلنت الجماعات البيئية وبحزم، أن الحقائق العلمية حول التغير المناخي لا يمكن التفاوض حولها، وان نحو 95 في المائة من أسباب التغيرات المناخية مردها نشاطات الإنسان غير المسؤولة، والتي أسفرت عن تلويث الغلاف الجوي بملايين الأطنان من الغازات السامة والخطيرة.

خطر حقيقي

لقد أظهرت الدراسات البيئية أن درجات الحرارة لكوكب الأرض سوف ترتفع خلال القرن الحالي ما بين 1.1 و 6.4 درجة سلسيوس، كما قدرت بعض الدراسات أن متوسط الارتفاع في درجة حرارة الأرض سيبلغ 4 درجات سلسيوس، وقد حددت الدول الأوروبية انه يجب لجم الارتفاع في درجة الحرارة وان لا يتجاوز درجتين تحت كافة الظروف.

هذه الأرقام المجردة تبين أن انعكاسات ذلك على المناخ سيكون مؤثرا للغاية، فالجفاف والتصحر والفيضانات والمجاعات وانقراض بعض الحيوانات والنباتات وغرق بعض التجمعات السكانية المشاطئة للبحار والمحيطات وغيرها من التغيرات البيئة، كلها نتائج متوقعة للتلويث البيئي الذي طال معظم سطح كوكبنا الأزرق.

إن تلك المخاطر البيئة ، أدت إلى إحداث تغير جوهري في الرأي العام العالمي حول المناخ، فحسب دراسة مسحية أجرتها مؤسسة نيلسن لاستطلاعات الرأي وجامعة اوكسفورد العريقة، بينت أن 37 في المائة من مجمل 27 ألف إنسان في 54 دولة قالوا أنهم بالفعل قلقون جدا من التغير المناخي.

مسودة الدنمارك حول التغير المناخي

خلال التحضير لمؤتمر كوبنهاجن، كشفت الدنمارك الدولة المستضيفة للمؤتمر عن مسودة اتفاقية تحمل الدول الغنية الصناعية ما نسبه 80 في المائة من عبء مواجه التغير المناخي، وهذا يستدعي من تلك الدول خفض انبعاثاتها الغازية خلال السنوات القليلة القادمة، وبالرغم من أهمية تلك المسودة ، إلا أن عددا من الدول الصناعية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية يعارضون ذلك، ويأمل المشاركون أن يتمكن الرئيس الحالي أوباما في إحداث تغير حقيقي في الموقف الأمريكي الذي رفض سابقا التوقيع على بروتوكول كيوتو بسبب تعارضه مع المصالح الاقتصادية للشركات الصناعية في أمريكا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات