المغرب - مصطفى شقيب
يناير 2010
الأعمال المنزلية: جيدة للمعنويات!
فوائد الجماعة
الإجهاد والتعاطف:لسنا على قدم المساواة
الكشف عن العواطف:النساء هن الأفضل
التفكير في التحلية يهيئ العضلات
هل يمر الوقت أسرع مع تقدم العمر؟
حب الاستطلاع، ميزة من اجل النجاح
النوم، هل مسالة جينات؟
طريقة جديدة لمكافحة نقص النوم ؟
طريقة جديدة لمكافحة نقص النوم ؟
المنطقة الدماغية للكتابة
إنتاج الكلام
الوعي بالفعل
1. الأعمال المنزلية: جيدة للمعنويات!
في زمن الاستهلاك المفرط لمضادات الاكتئاب،ودق ناقوس الخطر من طرف بعض الباحثين وتنديدهم بواقع الحال ، ساد اتجاه نحو السعي إلى بدائل أكثر طبيعيةوأقل تكلفة لمكافحة الآثار الضارة للاكتئاب. فوفقا لدراسات أجريت مؤخرا،التمرين الرياضي)ممارسة الرياضة أو مجرد المشي (، أعمال الحديقة ، والأكثرإثارة للدهشة الأشغال المنزلية لها آثار على الارتياح النفسي.
فقد تكفي عشرون دقيقة كل أسبوع من إحدى هذه الأنشطة لتحسين الصحة النفسية)وكلما زاد كان ذلك أفضل.(
لماذا تؤدي إذن الأعباء المنزلية إلى الهناء النفسي ؟ كيلي لامبرت ،أخصائية بيولوجية عصبية تعتقد أن لديها الإجابة. فهي تعتمد على حقيقة أن الاكتئاب بينأجدادنا كان أقل حدوثا بكثير مما هو عليه اليوم ، في حين أنه للمفارقة ،كانت الحياةاليومية عسيرة أكثر.
تاريخيا، كان يتعين على الإنسان بذل جهود كبيرة من أجل البقاء. وقد بُرمج الدماغالبشري لتقديم مكافأة مرتبطة بالجهد ، من خلال تطوير طر ق تربط الأفكارالموجهة نحو هدف معين بالجهد البدني واللذة. اليوم ، مع الرفاهية المادية لحياتنا-الغسالات ،غسالات الصحون ،الأطباق الجاهزة ،لم تعد هذه الطرق محفزة بالقدر الكافي من طرف المجهود ، مما يؤدي إلى رضا ذاتي اقل ، وبالتالي إلى زيادةالتعرض للاكتئاب.
في الآونة الأخيرة ،يوصي الأطباء والمعالجون بممارسة التمرين الرياضي لمكافحة الاكتئاب. لذا تساءل البعض عما إذا كانت المهام المنزلية سيتم قريبا القيام بها بناء على وصفة الطبيب! بما أن هذه الأعمال ليست فقط مفيدة لمنزلنا، ولكنأيضا لرفع المعنويات!
للمزيد من الاطلاع
M. Hamer, E. Stamatakis & A. Steptoe, "Dose response relationship between physical activity and mental health: The Scottish Health Survey", British Journal of Sports Medicine, April 2008.
K. G. Lambert, “Rising rates of depression in today’s society: Consideration for the roles of effort-based rewards and enhanced resilience in day-to day”, Neuroscience and Behavioural Reviews, vol. 30, 2006.
G. Mead, W. Morley, P. Campbell, et coll., “Exercise for depression”, Cochrane Database Syst Rev., October 2008.
2. فوائد الجماعة
أن ينتمي الفرد إلى مجموعات مختلفة -- في المنزل، في العمل، للاستجمام -- يحسن من الصحة والقدرة على التكيف، يعني، الانتعاش بعد المحن.
لنتخيل انك اجتزت فحصك الطبي السنوي. قاس الطبيب ضغط الدم، سألك عن نظامك الغذائي وأنشطتك الرياضية، وسالك عما إذا كنت تدخن.
تلي ذلك أسئلة أكثر تحديدا عن حياتك الاجتماعية: هل لديك الكثير من الأصدقاء؟ هل تزاول أنشطة اجتماعية؟ إلى أية مجموعات تنتمي؟ هل هي متنوعة؟ ما هي أهمية هذه الجماعات؟
على الرغم من أن هذه المسائل تبدو غير متوقعة ،قد تفكر في قائمة الجماعات التي تنتمي إليها: نادي الكتاب ، فريق كرة القدم ،جمعية البيئة،مجموعة تسلق الجبال ، زملاء العمل ، وما إلى ذلك.
لنقل انه سوف يهنئك طبيبك ويبلغك أن تفعل بالضبط ما يتطلبه الأمر لتكون صحتك جيدة. سوف تعلم كذلك أنه بما انك تنتمي إلى فئات اجتماعية كثيرة ، ليست هناك داعي للقلق ولو فاتتك حصتك الرياضية من وقت لآخر.
ومن الواضح أن هذا ليس ذلك النوع من الأسئلة التي عادة ما يطرحه طبيبك. تقتصر الفحوص عموما على التسمع الدقيق يليه تبادل لبعض الفكاهات-إذا كان الطبيب في مزاج طيب-قاعة انتظار ممتلئة-. ومع ذلك، فإن الانتماء إلى جماعات وشبكات اجتماعية يبدو مؤشرا هاما للصحة -- بقدر أهمية إتباع حمية/نظام غذائي وممارسة الرياضة. هذا ما أظهرته دراسة جامعة كولومبيا التالية:
شملت الدراسة 655 شخص أصيبوا بجلطة دماغية. فقد وجد الباحثون أن المواضيع التي كانت معزولة تتعرض لمخاطر ضربة أخرى في غضون الخمس السنوات التالية مرتين أكثر من أولئك الذين يتمتعون بعلاقات اجتماعية عديدة. العوامل الاجتماعية على ما يبدو حتى في هذه الحالة أكثر أهمية من العوامل التقليدية مثل مرض الشريان التاجي أو عدم ممارسة الرياضة.
للمزيد من الاطلاع،
J. Jetten et al., The social cure: identity, health and well-being, Psychology Press,
S. Haslam et al., Social identity, health and well-being, in Special issue of Applied Psychology: an International Review, vol. 58, pp. 1-192, 2009.
3 الإجهاد والتعاطف: لسنا على قدم المساواة
من شان تغيير في الجين المشفر لمستقبلات هرمون الاوسيتوسين ocytocine–"جزيء السعادة" – أن يعدل قدرتنا على إخراج التعاطف ومدى تفاعليتنا/قابليتنا للاستجابة مع الإجهاد.
هل نكون جميعنا متساوين أمام عنصرين اجتماعيين انفعاليين مثل مواجهة الإجهاد والتعاطف؟ لا.
الاختلافات الجينية تجعلنا أكثر أو أقل حساسية ، تكشف الدراسات الحديثة للعديد من علماء النفس الأمريكيين.
فقد بين كل من سارينا رودريغز ، من معهد للبحوث الاجتماعية والشخصية ولورا ساسلاو- قسم علم النفس في جامعة كاليفورنيا وزملاؤهما من جامعة أوريغون ، أن تباين الجين المرمز لمستقبلات هرمون اوسيتوسين (OXTR) هو المسئول عن تدبيرنا الجيد أو غير الجيد للإجهاد ،وكذلك على درجة التعاطف لدينا(القدرة على الإحساس بمشاعر وعواطف الآخرين ،وتخمين ما إذا كانوا سعداء أو أشقياء/مهمومين).
يشار إليها أحيانا بجزيء السعادة ، وأحيانا بهرمون الحب ، يلعب الأوسيتوسين دورا حاسما في التفاعلات الاجتماعية. وقد أظهرت الدراسات الأولى أنه يحفز الوضع-الولادة- مسببا تقلصات الرحم عند النساء الحوامل ، ويشجع على تعلق الأم بطفلها.
علاوة على ذلك، فهو ينسج الروابط بين الناس ويعزز علاقات الثقة. و ليس هذا كل شيء ، أفراد الاختبار الذين تجرعوا الأوسيتوسين عن طريف الأنف اظهروا علامات سلوكية غاية في الدهشة: زاد كرمهم اتجاه الآخرين وصاروا أقدر على "قراءة عيون" مخاطبيهم.
تكشف هذه الدراسة عن استعدادات وراثية لمواجهة الإجهاد وتنمية التعاطف. وتركز هذه النتائج على العوامل الوراثية ، ولكن من الواضح أن العوامل الاجتماعية والبيئية تشكل أيضا عناصر أساسية لبناء الثقة والتعاطف ، والتواصل أيضا.
للمزيد اقرأ :
S. Rodrigues et al., Oxytocin receptor genetic variation relates to empathy and stress reactivity in humans, PNAS, en ligne.
K. Wilhelm, La molécule du bonheur, Cerveau & Psycho, n°36, décembre 2009.
4 .الكشف عن العواطف : النساء هن الأفضل
تكشف النساء بشكل أفضل من الرجل عن الخوف والاشمئزاز وتعبرن أيضا أفضل عن هذه المشاعر.
كم يلزمك من الوقت لتأويل انفعال على وجه ما؟ إذا كنت امرأة ، ستكونين دون شك أسرع من الرجل.
كم يلزمك من الوقت لتأويل انفعال على وجه ما؟ إذا كنت امرأة ، ستكونين دون شك أسرع من الرجل.
هذا ما أبان عنه أخصائيون نفسانيون عصبيون من جامعة مونتريال عبر قياس تلك الفترة لدى 23 امرأة و 23 رجلا تتراوح أعمارهم بين 18 و 43 سنة ،لا يعانون أية اضطرابات عصبية أو نفسية.
أعطيت تعليمات لهؤلاء المختَبرين للتحديد -بأسرع وقت ممكن- الخوف أو الاشمئزاز على وجوه ممثلين وممثلات صوروا خلال 500 جزء من الألف من الثانية: كان الممثلون ينطلقون من موقف محايد ويحاكون إحدى العاطفتين.
أعطيت تعليمات لهؤلاء المختَبرين للتحديد -بأسرع وقت ممكن- الخوف أو الاشمئزاز على وجوه ممثلين وممثلات صوروا خلال 500 جزء من الألف من الثانية: كان الممثلون ينطلقون من موقف محايد ويحاكون إحدى العاطفتين.
أجاب المتطوعون في 150 إلى 2000جزء من الألف من الثانية، وقد لاحظ علماء النفس أن النساء يجبن بسرعة أكبر كلما كان المنبه بصريا فقط، سمعيا فقط، أو كلاهما. بالإضافة إلى ذلك، كان يتم التمييز بشكل أفضل لعاطفتي الخوف والاشمئزاز عندما كان الصورة تتعلق بممثلة.
توحي هذه الدراسة أن النساء لا تحللن فقط العواطف بطريقة أفضل، ولكن أيضا تعبرن عنها بوضوح أكثر. وقد تكون هذه الاختلافات السلوكية راجعة إلى اختلافات فيزيولوجية عصبية لمناطق دماغية مسئولة عن معالجة العواطف ، مثل النواة اللوزية . وقد بينت عدة دراسات مثل هذه التغييرات من جنس لآخر في هندسة، وظيفة أو نشاط هذه المناطق.
يبقى تحديد أصل هذه الاختلافات . فمن ناحية ، بعض الاختلافات المكتشفة في مرحلة الطفولة المبكرة ، كتفضيل اللعب حسب نوع الجنس للطفل،قد تكون مدونة في الجينات. فيما يقترح علماء النفس التطوريون انه على مدى آلاف السنين ، اكتسبت المرأة استعدادات بيولوجية للتعامل بفعالية أكثر مع العواطف لتلبية احتياجات المواليد الصغار ، وتوفير حماية أفضل لأبنائهم من الكبار المهددين.
يبقى تحديد أصل هذه الاختلافات . فمن ناحية ، بعض الاختلافات المكتشفة في مرحلة الطفولة المبكرة ، كتفضيل اللعب حسب نوع الجنس للطفل،قد تكون مدونة في الجينات. فيما يقترح علماء النفس التطوريون انه على مدى آلاف السنين ، اكتسبت المرأة استعدادات بيولوجية للتعامل بفعالية أكثر مع العواطف لتلبية احتياجات المواليد الصغار ، وتوفير حماية أفضل لأبنائهم من الكبار المهددين.
ومن ناحية أخرى، فإن العوامل الاجتماعية والثقافية تلعب أيضا بالتأكيد دورا في الإدراك المختلف للعواطف لدى الرجل والمرأة. منذ سنوات 1970 ، كان علماء النفس يقترحون أن الصور النمطية عن دور الرجل ودور المرأة في مجتمعاتنا تؤثر على السلوك ، تُشَجع مثلا المرأة على أن تكون في الاستماع إلى الآخرين. وهذا التعلم من شأنه تطوير قدرتها على الحكم على مشاعر الآخرين.
تزيد هذه الدراسات من توضح مجال مدروس كثيرا في السنوات الأخيرة، مجال العواطف، الذي يقيس علماء الأعصاب دوره الأساسي في السلوك الفردي والاجتماعي. ونحن نعلم أن بعض الأمراض العقلية تؤثر بطريقة مختلفة على الرجال والنساء.وعلى سبيل المثال ، حالة التوحد/الانطوائية ، الذي يصيب الرجال أكثر من النساء ، والذي يتجلى في صعوبات التعرف والتعبير عن المشاعر الوجهية.أعمال التعرف على العواطف يمكن أن يوفر بعض العناصر لفهم أفضل لهذه الاضطرابات.
للمزيد من الاطلاع
للمزيد من الاطلاع
O. Collignon et al., Women process multisensory emotion expressions more efficiently than men, Neuropsychologia, 2009.
5. التفكير في التحلية يهيئ العضلات
وفقا لدراسة يابانية ، مجرد التفكير في تذوق وشيك لطبق حلو ، قد يغير، عن طريق هرمون دماغي، تركيز الغلوكوز في الدم.
بينما تقترب التحلية، فإن مجرد التفكير في تذوقها قريبا يكفي لإيقاظ براعم الذوق لعشاق الأشياء الحلوة. ولكن ليس فقط على حلمات ذوقهم : بل عضلاتهم تُحفز أيضا وتبدأ بتخزين السكر ، وذلك وفقا لدراسة حديثة أجرتها ياسوهيكو مينوكيشي وتيتسويا سييوشي، من المعهد الوطني للعلوم الفسيولوجية في اليابان وزملاؤهما.
السكر -- في أبسط أشكاله ، الجلوكوز -- هو مصدر الطاقة لأجسادنا ولعضلاتنا. استهلاك طبق محلى يسبب زيادة مؤقتة في نسبة الجلوكوز في الدم، بمعنى تركيز الغلوكوز في الدم.
لدى الأشخاص الطبيعيين، نسبة الجلوكوز-على الريق-مستقر بين 0.7 و 1.2 غرام من الغلوكوز لكل ليتر من الدم؛ بعد تناول وجبة طعام ، يمكن أن تصل إلى 1.4 جرام لكل لتر. حتى الآن، نحن نعلم أن نسبة السكر في الدم مراقبة من طرف جهاز معروف: هرمون -- الأنسولين -- المفروز من طرف البنكرياس مسئول عن تنظيم مستويات السكر في الدم أثناء وبعد الوجبات. وهو يسهر خصوصا على تخزين الجلوكوز في العضلات، الذي تستخدمه كوقود.
إلا أن الفريق الياباني عثر على جهاز آخر للمراقبة -- دماغي هذه المرة -- للجلوكوز الدموي. وهو يستدعي نظام "المتعة" -- أو نظام المكافأة -- الذي يعوض بالأحاسيس الممتعة عن الجهود المبذولة لتلبية حاجياتنا الأساسية. وهو ينتمي إلى الجهاز اللمبي ، المنطقة الدماغية التي تشمل -ما تحت المهاد-الهيبوتالاموس ، حيث تولد العواطف .
في دراسة سابقة ، أظهر هؤلاء الباحثون أنه عندما يلتصق هرمون "الليبتين"leptine, -المفروز من طرف الخلايا الدهنية- ، بالهيبوتالاموس ، فانه ينشط تخزين الغلوكوز وينظم مخزون الدهون في العضلات.
وبالاستناد على هذه النتيجة اشتبه الباحثون في أن نسبة السكر في الدم يجب أن تسيطر عليها أيضا دائرة المكافأة. وهذه المراقبة تتم عن طريق هرمون دماغي اكتشف مؤخرا يتدخل في النوم والشهية : "اوريكسين" orexin ، الذي تنتجه الخلايا العصبية في الهيبوتالاموس.
كيف تم التحقق من أثر الاوريكسين على نسبة السكر في الدم ؟
لقد بين الفريق الياباني المذكور أن حقن هذه المادة في الفئران ، في منطقة الهيبوتالاموس تؤدي إلى تراكم الجلوكوز في العضلات الهيكلية، إذن إلى انخفاض نسبة الجلوكوز في الدم. وعندما يحرم الحيوان منها ، من خلال حقن مادة مثبطة لمستقبلات الاوريكسين ، فان التأثير لم يعد ملاحظا.
في تجربة ثانية ، اعتادت فئران لعدة أيام متتالية على الطعم الحلو لمادة الساكارين ، ثم حرموا منها. فوجد الباحثون أن الجهاز العصبي الودي لدى الفئران ، المنشط عن طريق الاوريسكين ، يعطي أوامره للعضلات لتخزين السكر في الدم.
في تجربة ثانية ، اعتادت فئران لعدة أيام متتالية على الطعم الحلو لمادة الساكارين ، ثم حرموا منها. فوجد الباحثون أن الجهاز العصبي الودي لدى الفئران ، المنشط عن طريق الاوريسكين ، يعطي أوامره للعضلات لتخزين السكر في الدم.
ويمكن في نفس الوقت ملاحظة انخفاض في تركيز السكر في الدم.
ومن جهة أخرى، عن طريق حقن بعض الفئران بمثبط لمستقبلات الاوريكسين ، نجد أن تركيز السكر في الدم يتجاوز تركيزه لدى فئران أخرى لم تتلق هذه المادة.
وحسب منجزي هذه الدراسة ، يكشف هذا الاكتشاف عن أهمية نظام المتعة ، وخصوصا الاوريكسين في تنظيم نسبة السكر في الدم. إلا أن علماء البيولوجيا العصبية يفترضون أنه يتم إفراز الاوريكسين عندما نفكر في التحلية : يكفي التفكير في طبق حلو لتفعيل نظام التعديل هذا وتحفيز الشهية .
للمزيد من الاطلاع
T. Shiuchi et al., Hypothalamic orexin stimulates feeding-associated glucose utilization in skeletal muscle via sympathetic nervous system, Cell Metabolism, n°10, pp. 466-480, 2009
6. هل يمر الوقت أسرع مع تقدم العمر؟
كل شيء يعتمد على مفهوم الوقت المعني: في عمر السبعين، تبدو الأيام أطول مما في سن العشرين، لكن تقصر السنوات.
ربما نلاحظ بالفعل جميعا أن الوقت يمر بسرعة أكبر مع تقدم العمر.هذا الأمر مشترك ، إلى حد أن المراهقين يتوقعون اجتياز التجربة في المستقبل. ما حقيقة هذا الشعور؟
لنحدد أولا مفهوم الوقت، عن طريق التمييز بين الوقت الحاضر وعن ما يعرف بالوقت الاستذكاري؛
عندما سلمنا أن الأيام تمر أسرع في سن السبعين مما في سن العشرين، فإننا اهتممنا بالوقت الحاضر.
ولكن إذا لاحظنا انه مثلا أنه، على سبيل المثال، العشر السنوات الماضية قد ذهبت أسرع من العشر السابقة، يتعلق الأمر بالزمن الاستذكاري.
ثمة مفارقة بين هذين المفهومين؛ بصفة عامة، الوقت الراهن يبدو لنا يمر ببطء عندما نكبر، ولكن عند استعراض الماضي، كلما كبرنا كلما بدت المراحل الجديدة من الحياة أنها مرت بسرعة.
هذه هي الاتجاهات العامة.
الآليات العصبية المعنية في قياس الوقت يمكن أن يصيبها الاختلال. وعلاوة على ذلك، فإن إدراك الوقت مرتبط بالحياة العاطفية وعرضة للتباينات.
وقد تناول علماء النفس الموضوع،في القرن التاسع عشر ، مثل بيير جانيت ووليام جيمس اللذان لاحظا أن الوقت السيكولوجي/النفسي ينبغي تمثله مع التقدم في السن. وهكذا، في العشر سنوات، سنة واحدة تمثل عشرة في المائة من حياة الفرد، ولكن فقط اثنين في المائة في سن الخمسين: خمس مرات اقل إذن. ربما هذا هو السبب الأول الذي يجعل الزمن يبدو يمر بسرعة أكبر مع التقدم العمر.
لكن أي وقت نعني؟
في التجارب ، أدركنا أن الطريقة المستخدمة في الحصول على أحكام –فترة الوقت- تؤثر على النتائج. الآليات العصبية المعنية في قياس الزمن ليست في الواقع هي نفسها عندما يعلم الفرد مسبقا أو لا يعلم أنه سوف يقيم فترات الوقت.
7. حب الاستطلاع، ميزة من اجل النجاح
حب المعرفة والإطلاع يحفز الذاكرة والانتباه ، كما كشفت دراسة أعدتها جامعة باسادينا في كاليفورنيا.
قام مين جاونغ كانغ وزملاؤه بإشراك أشخاص في لعبة أسئلة وأجوبة في الثقافة العامة ، مع جس نشاط أدمغتهم. هناك نواة في مركز الدماغ ، هي مجموعة من الخلايا العصبية المنثنية ، تنشط إلى الحد الأقصى عندما يكون المرشحون في موقف غامض: لديهم المعرفة في الموضوع، ولكن لا يعرفون كيف يعطون الإجابة الصحيحة، ويترددون.
في ظل هذه الظروف ، يلاحظ أن الجواب محفوظ جيدا. تعطي هذه النواة الرغبة في التحدي، الذي ينطوي على بعض المتعة في التعلم، ولكنها تحتاج إلى أن تكون في وضع توازن: يقتضي أن يكون لدى المشاركين بعض المعرفة لمعالجة هذه المسألة، ولكن أن لا يعرفوا كل شيء.تظهر الحالة التعليمية على أنها تحدي ينطوي على بعض الغموض.
لتحقيق أقصى قدر من الاستذكار لدى طلاب المدارس، فإنه ينبغي تقطير المعرفة لديهم على شكل أحاجي، وطرح الأسئلة التي هي أعلى قليلا من مستواهم المعرفي، ولكن ليس كثيرا. ليبقى دور المعلم هو تقييم درجة من عدم التأكد الناجم عن أسئلته، حتى لا يكون للطالب أي انطباع سواء في معرفة الجواب، أو في جهله تماما. انه في هذه اللحظة بالذات تنشط تلك النواة وتكون الذاكرة في مستواها الأمثل.
للمزيد من الاطلاع:
M.J. Kang et al.,The wick in the candle of learning: epistemic curiosity activates reward circuitry and enhances memory, inPsychological Science, vol. 20, p. 963, 2009
8. النوم، هل مسالة جينات؟
رصد بعض علماء البيولوجيا العصبية ، لدى امرأتين ليسا في حاجة سوى إلا لست ساعات من النوم يوميا لكي تحافظا على لياقة جيدة، تحولا جينيا خاصا محددا.
يحلم الكثيرون لو يتمكنوا من النوم لفترات أقل قصد التمتع أكثر باليوم، مع البقاء في وضع مرتاح. بعض الأشخاص قادرون على ذلك، فهم يحتاجون إلى ساعات نوم أقل من غيرهم لكي يشعروا أنهم بحالة جيدة ويكون أداؤهم جيدا كامل اليوم.
فقد اطهر يينغ وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو ، أن شخصين يحملان تحولا جينيا معينا ينامون قليلا ومع ذلك لا يشعرون بالإعياء الناتج عن قلة النوم.
كم من الوقت نحتاج لنومنا ؟ يظهر أن هذه المسألة لا تزال بعيدة عن الحل، سواء الآليات التي تشارك في النوم، أو حتى وظائفها لا تزال غير مفهومة تماما. بيد أننا نعرف أن المدة المثلى للنوم تخضع لكل شخص ، البعض ينام أقل من ست ساعات في الليلة وغيرهم أكثر من تسع ساعات. فترة النوم الضرورية للإحساس الجيد باقي اليوم تختلف كثيرا من شخص لآخر.ويبدو أن لهذه الخاصية الفيزيولوجية أسسا وراثية.فبصفة عامة ، وقت النوم اللازم للشعور الجيد هو مشابه لعدة أفراد من الأسرة الواحدة ، مما يشير إلى أن للتراث الجيني تأثيرات على فترة النوم.
أخصائيو البيولوجيا العصبية من سان فرانسيسكو وجدوا شخصين -- أم وابنتها – لا يناما سوى ست ساعات وست ساعات ونصف لليلة مع الحفاظ على لياقة جيدة لبقية اليوم ؛ بينما ينام سائر أفراد الأسرة في المتوسط أكثر من ثماني ساعات.
بعد دراسة مختلف الجينات المرشحة، أظهر يينغ وزملاءه أن هاتان المرأتان تحملان تحولا في جين ترميز يدعى" DEC2 " ، هذا الأخير يعمل في الظروف الطبيعية ، على منع تعبير الجينات التي لها دور في الساعة البيولوجية. هذه الساعة تسيطر على التناوب بين اليقظة والنوم تحت تأثير عوامل مختلفة مثل الضوء.
ومع ذلك، فإن الدور الدقيق لجين DEC2 ما يزال مجهولا.
عمل الباحثون فيما بعد على تهيئ فئران تحمل هذا التحول الجيني ومقارنة دورات النوم لديها مع فئران عادية. فكانت الفئران الطافرة/المتحولة جينيا تبقى مستيقظة في أغلب الأحيان (نشيطة حوالي 14 ساعة بدلا من 12 يوميا) ، واحتاجت وقتا أقصر للانتعاش/للاسترجاع بعد الحرمان من النوم.
من شان تحديد هذه الطفرة -- نادرة لدى البشر بما أنها تمس أسرة واحدة من أصل 60 – أن تمكن لفهم أفضل لتأثير النوم على الصحة.
للمزيد من الاطلاع:
للمزيد من الاطلاع:
1.Y. He et al., The transcriptional repressor DEC2 regulates sleep length in mammals, Science, vol. 325, pp. 866-870, 14 août 2009.
9. طريقة جديدة لمكافحة نقص النوم ؟
الحرمان المتكرر من النوم يؤثر على السلوك،وليس من النادر أن "يغفو" الأشخاص المعنيون خلال النهار.
عزل بعض أخصائيي الأعصاب إنزيما يتدخل في الاضطرابات المعرفية الناتجة عن الحرمان من النوم.
الحرمان المطول من النوم له عواقب وخيمة: صعوبة التركيز والتذكر، أو صعوبات التعلم التي هي الآثار الأكثر شيوعا. عادة ما تكون عابرة ، ولكنها تصبح معيقة عندما يكون الحرمان من النوم مزمنا.
قام تيد ابيل وزملاؤه من قسم علم الأحياء ، بجامعة بنسلفانيا في فيلادلفيا ، بتوضيح هذا الميكاميزم/ الآلية.
فقد بينوا أن الفئران التي حرمت من النوم يظهر لديها زيادة في تركيز أنزيمPDE4 في الهيبوكامب-- وهي منطقة من الدماغ أساسية للذاكرة والتعلم – بتزامن مع انخفاض في تركيز مادة AMPc ،ويتمثل دور هذه المادة في المحافظة على الارتباطات المتشابكة في الهيبوكامب ، وهي عملية ضرورية للتعلم.
ثم قام الباحثون باختبار الذاكرة السياقية لدى الفئران -- تلك التي تتيح اكتساب المعلومات المكانية مجيبة عن أسئلة "أين؟ "متى؟ "" كيف؟". فقد قاموا بتحريك الفئران إلى قفص جديد ذا حجم ورائحة مختلفة، ثم بعد بضع دقائق، أخضعوها لتفريغ ضوئي لإحداث الإجهاد، وأخيرا حرموها من النوم لمدة خمس ساعات.
وبعد بضع ساعات، أعطى الباحثون نصفها مادة مثبطة للأنزيم PDE4.فلاحظوا أن تلك التي تلقت العلاج استردت العجز المعرفي (من التوتر والجمود) الناجم عن الحرمان من النوم. وعلاوة على ذلك ، استرجعت التركيز العادي الجزيئي لمادةAMPc .
يعمل إذن مثبط إنزيم PDE4 على مجابهة التأثيرات على الذاكرة من جراء الحرمان من النوم.
وفقا للباحثين ، هذه الدائرة الجزيئية -- المسئولة جزئيا عن العجز المعرفي الناتج عن قلة النوم -- تقدم مسلكا لعلاج اضطرابات الذاكرة لدى المرضى الذين يعانون من نقص مزمن في النوم. وتعطي هذه الدراسة الأولى على الفئران نتائج مشجعة.
هل سيوفر هذا العلاج مسارا للتخفيف من الأرق؟ سيكون من السابق لأوانه ،بل من الخطأ تأكيده.بالفعل، وفقا لطبيبة الأعصاب إيزابيل أرنولف ، رئيسة وحدة اضطرابات النوم في المستشفى الشهير dela Pitié-Salpêtrière -فرنسا، يهتم الباحثون هنا بآثار الحرمان الإرادي من النوم على أشخاص عاديين ، وليس على المصابين بالأرق – أشخاص في حالة يقظة مفرطة.
وفقا للباحثين ، هذه الدائرة الجزيئية -- المسئولة جزئيا عن العجز المعرفي الناتج عن قلة النوم -- تقدم مسلكا لعلاج اضطرابات الذاكرة لدى المرضى الذين يعانون من نقص مزمن في النوم. وتعطي هذه الدراسة الأولى على الفئران نتائج مشجعة.
هل سيوفر هذا العلاج مسارا للتخفيف من الأرق؟ سيكون من السابق لأوانه ،بل من الخطأ تأكيده.بالفعل، وفقا لطبيبة الأعصاب إيزابيل أرنولف ، رئيسة وحدة اضطرابات النوم في المستشفى الشهير de
ويتميز مجتمع الأفراد المصابين بمواصفات وأسلوب حياة محدد. الأشخاص الذين يعانون الحرمان المزمن من النوم هم في غالبيتهم مراهقون أو شبان بالغون يميلون لأنواع الترفيه الليلي (التلفزيون، ألعاب الفيديو، والمراسلة عبر الانترنيت، الخ.) بدلا من النوم ، بينما مصابو الأرق هم أشخاص يسعون للنوم دون التوصل إليه على نحو فعال.
للمزيد من الاطلاع
T. Abel et al., Sleep deprivation impairs cAMP signalling in the hippocampus, Nature, vol. 461, pp. 1122-1125, 2009.
10. المنطقة الدماغية للكتابة
لقد تم تحديد منطقة الدماغ التي تترجم التمثيل الإملائي لكلمات في حركة لرسم الحروف.(صورة عن معهد INSERM)
ظهرت حوالي 3300 قبل الميلاد. الكتابة ليست مهارة فطرية. فخلال مرحلة التعلم،تتخصص المناطق الدماغية المخصصة لها في هذه الوظيفة. منطقيا، فهي تقع في المناطق المسئولة عن الرؤية والحركة. ولكن ما هو موقعها بالضبط؟ لقد توصلفريق جان فرانسوا ديموني من معهد INSERM بفرنسا بتحديدها في عام 2009.
لهذا فقد اختبرت فرضية أطلقت في عام 1881 من قبل عالم فيزيولوجي نمساوي سيغموند ايكسنير. ووفقا له ، يتواجد مركز الكتابة في التلفيف الأمامي الأوسطgyrus frontal moyen ، وهي منطقة من القشرة ما قبل الحركية. وقد توصل إلى هذا عن طريق فحص -ما بعد الوفاة- لأدمغة مرضى الأورام ، والذين كانوا يعانون اضطرابات الكتابة. ظلت فرضيته مثيرة للجدل نظرا لوجود عدد قليل فقط من الحالات التي تم تحليلها. وقد أراد الفريق الفرنسي التحقق منها بواسطة طريقتين مشتركين: الجراحة المستيقظة والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (1).
لهذا فقد اختبرت فرضية أطلقت في عام 1881 من قبل عالم فيزيولوجي نمساوي سيغموند ايكسنير. ووفقا له ، يتواجد مركز الكتابة في التلفيف الأمامي الأوسطgyrus frontal moyen ، وهي منطقة من القشرة ما قبل الحركية. وقد توصل إلى هذا عن طريق فحص -ما بعد الوفاة- لأدمغة مرضى الأورام ، والذين كانوا يعانون اضطرابات الكتابة. ظلت فرضيته مثيرة للجدل نظرا لوجود عدد قليل فقط من الحالات التي تم تحليلها. وقد أراد الفريق الفرنسي التحقق منها بواسطة طريقتين مشتركين: الجراحة المستيقظة والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (1).
القشرة ما قبل الحركية. فقد درست أولا دور التلفيف الجبهي لدى اثني عشر متطوعا يعانون من أورام في الدماغ. وأثناء عملية إزالة الورم ، أبطل الباحثون تفعيل أجزاء صغيرة جدا من القشرة ما قبل الحركية عن طريق تنشيطها بواسطة قطب كهربائي. بتزامن مع ذلك ،كان على المرضى المستيقظين أثناء الإجراء أن يؤدوا عدة تمارين لغوية ، بما في ذلك نص للقراءة والإملاء. عندما لمست الأقطاب عدة أجزاء من التلفيف الأمامي الأوسط ، لم يكن في مقدور ستة أشخاص كتابة الحروف. إلا أنهم واصلوا القراءة والكلام.
ويوضح فرانك ايمانويل احد منجزي الدراسة، انه للتأكد من أن التنبيه لم يؤثر على أي حركة لليد ، فقد طلبوا من المختَبرين قبض أيديهم ، الشيء الذي استطاعوا القيام به دون صعوبة"
ثم استخدم الباحثون التصوير الطبي لدى أشخاص سليمين. اخضعوا اثني عشر شخصا أيمن واثني عشر أعسر للتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وطلبوا منهم كتابة إملاء ثم تكرار كلمات بصوت عال.
النتيجة : خلال الإملاء ، تم تفعيل نفس المنطقة من التلفيف الأمامي لدى جميع المتطوعين. في المقابل، خلال التكرار للكلمات، ظلت المنطقة غير نشطة. غير أن هذا المنطقة تقع في نطاق من بضع ملليمترات مربعة ، التي كانت قد حددت لدى مرضى بفضل التنبيه بالأقطاب الكهربائية.
ويتدخل لورانس كوهين ، أستاذ علم الأعصاب في مستشفى pitié - Salpetrière."هذه الدراسة تجمع بيانات من التحفيز القشري لدى مرضى مع بيانات التصوير على مواضيع في حالة صحية جيدة ، وهو ما ليس اعتيادا وله كل أهميته"
ويتدخل لورانس كوهين ، أستاذ علم الأعصاب في مستشفى pitié - Salpetrière."هذه الدراسة تجمع بيانات من التحفيز القشري لدى مرضى مع بيانات التصوير على مواضيع في حالة صحية جيدة ، وهو ما ليس اعتيادا وله كل أهميته"
هل المنطقة التي تم تحديدها هي خاصة تماما بالكتابة ؟
لتأكيد ذلك على وجه اليقين، ينبغي أن نتأكد من أن هذه المنطقة لا تشارك في أية أشكال أخرى معقدة لحركات اليد، على سبيل المثال لدى العزف على العود أو استخدام لغة العلامات.
(1) F.-E. Roux et al., Annals of Neurology, doi:10.1002/ana.21804, 2009
11. إنتاج الكلام
صورة NED T. SAHIN, PHD BRAIN. IMAGE RECONSTRUCTION©
من الفكرة إلى الكلام ، ما هو مسار الكلمات في أدمغتنا؟ بتفصيل هذه العملية ، قام فريق أمريكي بإعادة النظر في الدور الموكول للمنطقة الدماغية الشهيرة "بروكا".
عندما نتكلم، يتم تعبئة ثلاثة وظائف معرفية كبرى:
عندما نتكلم، يتم تعبئة ثلاثة وظائف معرفية كبرى:
ذاكرة الكلمات والتمثلات الذهنية المرتبطة بها،
معرفة قواعد اللغة،
وأخيرا القدرة على إنتاج الأصوات بطريقة منظمة.
منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، ساد الاعتقاد أن هذه العمليات تتم معالجتها بشكل رئيسي من منطقة بروكا في القشرة الأمامية،وبدرجة اقل من منطقة فيرنيك ، التي تقع إلى الوراء، والمتخصصة في فهم الكلمات. ولكن كيف تجري هذه العملية؟ هذا ما توصل إليه نيد ساهين وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو.(1)
للحصول على دقة عالية مكانية وزمانية ، قام الباحثون باستخدام تقنية كهروفيزيولوجية لدى ثلاثة مرضى مصابين بالصرع. أثناء عملية جراحية لتحديد المنطقة المسئولة عن النوبات، وضعوا أقطابا كهربائية في منطقة بروكا لتسجيل النشاط الكهربائي للخلايا العصبية.
إنتاج كلمة. كان الأمر يتطلب عزل كل من العمليات الثلاث المؤدية إلى إنتاج الكلام. للقيام بذلك، وضع علماء الأعصاب المرضى أمام شاشة يظهر عليها فعل أو اسم. طلبوا منهم أولا تكرار الكلمة في صمت، ثم تصريف أو تكوين جملة معينة بالكلمة.وبهذا ميزوا بين الجملة المعجمية والجملة النحوية.
ثم فيما يخص علم الأصوات ،كان الباحثون أمام حالتين اثنين : كانت الكلمة المعروضة تنطق كما في شكلها الأصلي –مثل Every day they walk أو أن نطقها كان مختلفا كما في Yesterday they walked.في هذه الحالة الثانية ، تنظيم الصوتيات يتطلب جهدا إضافيا من الدماغ ، مما يسمح بتسليط الضوء على الجانب الصوتي للعملية.
ماذا كان نشاط منطقة بروكا خلال هذه المهام؟ تكشف التسجيلات عن وجود ثلاث قمم-على المنحنيات- أعلى لشدة النبضات العصبية بسرعة 200 و 320 و 450 ميلي ثانية/جزء من الألف من الثانية/ بعد ظهور الكلمة على الشاشة.
القمة الأولى تطابق المرحلة المعجمية. وهي تحدث عندما تتزامن منطقة بروكا مع منطقة الدماغ المخصصة للتعرف البصري للكلمات، والمتواجدة في القشرة الجانبية السفلى.
القمة الثانية تطابق المرحلة النحوية: إنها أكثر أهمية عندما يُركب المريض جملة من الاسم أو يصرف الفعل.
وأخيرا قمة تمثل المرحلة الصوتية : ومداها يكون أكبر عندما يكون للكلمة المعروضة نطق يختلف عن شكله الأصلي.
وعلاوة على ذلك، فإن هذه القمم الثلاث من النشاط تجري في مناطق مختلفة عن منطقة بروكا، متباعدة ببضعة ملليمترات.
المعالجة الدماغية. وفقا لشروحات فرانك ايمانويل ، جراح الأعصاب في مستشفى بوربان بتولوز-فرنسا:
"إنها المرة الأولى التي نصف فيها بكذا دقة المعالجة الدماغية للغة"
فالنتائج تظهر أنها سلسلة عمليات مجزأة،مراحلها مفصلة بوضوح في الزمان والمكان.
وتوضح الدراسة أيضا وظيفة منطقة بروكا:
"دورها هو أوسع مما كان يعتقد سابقا : إنها تتكلف أيضا ببعض الجوانب المعجمية المنسوبة سابقا إلى المنطقة الدماغية الأخرى فيرنيك "
[1] Ned T. Sahin et al., Science, 326, 445, 2009.
12. الوعي بالفعل
احدث بعض أخصائي الفيزيولوجيا العصبية لدى بعض المرضى وهم أداء حركات،وذلك بتنشيط كهربائي للقشرة الدماغية الجانبية .
أين تتواجد في الدماغ الرغبة في التحرك؟ كشفت تجربة أجراها فريق مايكل ديسمورجي ، جامعة ليون 1 ، للمرة الأولى تورط القشرة الجدارية في نية أداء الحركات [1]. دور القشرة الأمامية قبل الحركية المعروف بإرسال الأوامر الحركية للعضلات، تم توكيده أيضا من خلال هذه الأعمال.
أين تتواجد في الدماغ الرغبة في التحرك؟ كشفت تجربة أجراها فريق مايكل ديسمورجي ، جامعة ليون 1 ، للمرة الأولى تورط القشرة الجدارية في نية أداء الحركات [1]. دور القشرة الأمامية قبل الحركية المعروف بإرسال الأوامر الحركية للعضلات، تم توكيده أيضا من خلال هذه الأعمال.
قام الباحثون بتنفيذ تحفيزات كهربائية في أدمغة سبعة متطوعين خاضعين لعملية لإزالة ورم -تحت تخدير موضعي- وكان عليهم التصريح بالأحاسيس التي شعروا بها. أفاد أولئك الذين حفزت قشرتهم الجدارية أنهم شعروا بالحاجة إلى تحريك بعض الأجزاء من أجسادهم. بل إن احدهم، الذي خضع لنبضات اشد قوة، صرح انه حرك شفتيه وأعرب عن قلقه مما أمكن قوله،بالرغم من عدم صدور أية حركة. لقد كان لديه وهم بالتحرك!
ويجب ربط هذه النتائج بتلك ، المذهلة أيضا ، والتي تم الحصول عليها عن طريق تحفيز قشرة الفص ما قبل الأمامي وحده. كان المرضى الملاحَظون يحركون الأصابع ، يرفعون أحيانا حتى أياديهم ، شدة الحركة تزداد مع زيادة شدة التحفيز ، ولكنهم لا يذكرون أية ذكرى. حتى أنهم يدعون أنهم لم يتزحزحوا.
تشدد هاتان الملاحظتان الإضافتان على مدى الأهمية الأساسية لكذا منطقة للتماسك العام لكامل الدماغ. ، وفقا لبروتوكول لا يزال غامضا، تعمل مناطق الدماغ المختلفة حسب نظام شبكات.
بيت القصيد من هذه الدراسة هو في عزل المساهمات الخاصة بكل جزء وتحديدها بالنسبة إلى العمل العام. وفقا لانجيلا سيريغو ، التي شاركت في هذه التجربة ،"نية القيام بحركة إدارية تسبب نشاطا دماغيا في المنطقة الجدارية ، التي تتصل مع القشرة الأمامية قبل الحركية. في المقابل، تشير هذه الأخيرة إلى أنه تم تنفيذ الحركة.
بيت القصيد من هذه الدراسة هو في عزل المساهمات الخاصة بكل جزء وتحديدها بالنسبة إلى العمل العام. وفقا لانجيلا سيريغو ، التي شاركت في هذه التجربة ،"نية القيام بحركة إدارية تسبب نشاطا دماغيا في المنطقة الجدارية ، التي تتصل مع القشرة الأمامية قبل الحركية. في المقابل، تشير هذه الأخيرة إلى أنه تم تنفيذ الحركة.
وهذا ما يسمح للشخص المختَبر بالوعي بذلك. هذه الدائرة تدخل فارقا زمنيا بين البدء الحركي وظهور نيته على مستوى الوعي ،فارق زمني سبق تسجيله في أعمال بنيامين ليبيت من جامعة كاليفورنيا [2] ، ثم تشون سيونج سون من معهد ماكس بلانك في لايبزيغ [3].
والأبحاث مازالت جارية للكشف المزيد من خبايا الدماغ.
[1] M. Desmurget et al., Science, 324, 812, 2009
[2] B. Libet et al., Behav. Brain Sci., 8, 529, 1985.
[3] C.S. Soon et al., Nature Neuroscience, 11, 543, 2008.
[2] B. Libet et al., Behav. Brain Sci., 8, 529, 1985.
[3] C.S. Soon et al., Nature Neuroscience, 11, 543, 2008.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه