إضاءات - اعتاد
فلاح أن يبيع منتجات مزرعته من الزبدة التي يصنعها هو وزوجته إلى تاجر في المدينة،
حيث كان يذهب كل أسبوع إلى احد التجارة فيبيعه كرات الزبدة التي تزن كل واحدة
كيلوغراما، وبثمنها كان يشتري السكر والأرز والزيت والشاي وغيرها من المواد.
وفي احد الأيام خطر على بال التاجر أن يتأكد
من وزن قطع الزبدة، فوزن إحداها، فوجد أن وزنها 900 غراما وليس كيلوغراما كما
اخبره المزارع، ووزن الثانية والثالثة وكل القطع، فوجد أنها جميعا تزن 900 غراما
بالتمام والكمال.
فانتظر التاجر زيارة الفلاح له في الأسبوع
القادم، وعندما حضر الفلاح ومعه كرات الزبدة لكي يبيعها، استقبله التاجر بالصراخ
وكيل الاتهامات له بأنه غشاش ونصاب، واخبره أن كرات الزبدة التي يشتريها منه لا
تزن 1000 غرام بل أن وزنها 900 غرام، واخذ منه احد كرات الزبدة الجديدة التي
احضرها الفلاح الطيب معه ووزنها فوجد أن وزنها أيضا 900 غرام.
نظر الفلاح الطيب إلى التاجر، وفي عينيه
نظرة حزن وأسى وهز رأسه وقال له ( يا سيدي لا تسيء الظن بي أو بزوجتي فنحن أناس فقراء
ولا يوجد لدينا مال لكي نشتري ميزان لوزن كرات الزبدة، ولكي نزن كرات الزبدة نأخذ
كيلو السكر الذي تبيعه لي أسبوعيا ونضعه في كفة وفي الكفة الأخرى نضع الزبدة لكي
نزنها، فلا تسيء الظن بنا ).
فلا تدينوا كي لا تدانوا فالحياة ليست كما
تبدوا وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه