أعلان الهيدر

الأربعاء، 7 يناير 2015

الرئيسية لتغير أنفسنا ونتفهم الآخرين

لتغير أنفسنا ونتفهم الآخرين


في إحدى ليالي الخريف أثناء إبحار إحدى السفن الحربية ، وقف القبطان ينظر في ليلة مقمرة إلى صفاء النجوم ويحدق في الكواكب اللامعة ، ويسمع صوت هدير محركات سفينته التي تمخر عباب البحر.

وفجأة ؛ رأى من بعيد ضوءً يسطع ، وهذا الضوء يتجه مباشرة إليه.

انتبه إليه القبطان ، وأخذ يتابعه ، فشعر بالخطر لأنه إن كان سفينة ، فسيصطدمان معا ، ويغرقان ، ويكونان بخبر كان.

فما كان منه إلا أن صاح بصوته الأجش المرتفع : أرسلوا رسالة إلى ذلك القبطان ، وقولوا له أن يتجه شمالاً 30 درجة ، وكان ما أراد.

وبعد لحظة جاءه الجواب يا سعادة القبطان : لماذا لا تتجه أنت نحو اليسار 30 درجة ؟ فنحن لا نستطيع ، وننصحك بتغيير الاتجاه بمقدار 180 درجة.

القبطان : قولوا له أن ينحرف هو بمقدار 30 درجة ، أما عن سفينتي فليس ذلك من شأنهم !

وبعد لحظة جاءه الرد : لماذا يا قبطان تجادل وتصر على إصدار الأوامر؟ دون أن تقوم أنت بتفادي التصادم بالمقدار ذاته؟

وهنا غضب القبطان ثم قال : قولوا له إذا لم ينحرف هو ، فسأقصفه بالمدافع.

وبعد لحظة جاءه الرد : يا قبطان ، أمامنا حقل بترول عائم ! ولا نستطيع تغيير اتجاه الحركة !!

لكن الوقت قد استنفذ في هذا الحوار اللاسلكي غير المثمر ، واصطدمت السفينة بالحقل البترولي العائم.
  
الدرس الذي نتعلمه من هذه القصة

هو ألا تفترض أن الآخرين لهم مثل مواصفاتك ، وعندهم نفس أفكارك ، وأن ما نفهمه جيداً نعبّر عنه بوضوح ، وتأتي الكلمات لتقوله وتشرحه بسهولة.
  
وحتى نفهم الآخرين ، ونفسر مواقفهم نحتاج :

1. أن نفكر بعقولهم هم لا بعقولنا نحن ، وأن نقيس الأمور من خلال منطلقاتهم هم ، لا منطلقاتنا نحن.

2. أن نفرق بين موقفنا من رأيهم وطريقة تفكيرهم ، وبين تفسيرنا لمواقفهم.

3. أن تتسع صدورنا لمن يخالفنا الرأي ، وألا نأخذ كل كلمة بحساسية وعلى أنها موجهة لنا وتستهدفنا ، وإلا فلن نغير أنفسنا نحو الأفضل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.