مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأربعاء، 28 يناير 2015

الدراسات والحقائق العلمية تؤكد ارتفاع درجة حرارة الأرض

الدكتور عماد سعد *

"إننا بحاجة إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة تمشياً مع متطلبات العلم. ويجب أن تؤدي جميع البلدان دوراً في ذلك، على أساس المسؤوليات المشتركة وإن كانت متباينة". (الأمين العام بان كي- مون، 17 أغسطس 2009) خلال القرن العشرين، ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بحوالي 0.74 درجة مئوية، وفقاً للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ.

وقد قطع العلم خطوات واسعة في تحديد الأسباب المحتملة لهذا التغيير. وجاء في تقرير التقييم الرابع للفريق، الصادر في عام 2007، أن احترار النظام المناخي "لا لبس فيه" وأن معظم الزيادة الملحوظة في متوسط درجات الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين "من المحتمل جداً" أن ترجع إلى الزيادة في غازات الدفيئة التي يولدها النشاط الإنساني.

وقد لاحظ تقرير التقييم الرابع للفريق أنه في الفترة بين 1970 و2004، ارتفعت انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 70 %، كما زاد غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة حوالي 80 %، وهو أكبر مصادرها على الإطلاق، حيث يشكل 77 % من إجمالي الانبعاثات. ووجد الفريق أن تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي قد ارتفعت ارتفاعاً ملحوظاً منذ عام 1750 بسبب النشاط الإنساني، وأنها اليوم تتجاوز قيمها قبل الثورة الصناعية بكثير.

وتشير التقديرات إلى أنه إذا سُمح للانبعاثات بالازدياد بمعدلها الحالي وهو ضعف معدلاتها قبل الثورة الصناعية، فمن المحتمل أن يواجه العالم ارتفاعاً في درجة الحرارة يتراوح بين 2 – 4.5 درجة مئوية بحلول عام 2100، والمرجح أن تبلغ الزيادة 3 درجات مئوية.

وثمة قبول عالمي تقريباً بأن من المستحيل الآن تجنب تغير المناخ بشكل كامل، وأنه يلزم تحسين القدرة على التكيف في كل مكان، بما في ذلك في البلدان ذات الدخل المرتفع. ويظهر الخلل في النظام المناخي بجلاء حول العالم من خلال زيادة تواتر الفيضانات وحالات الجفاف وموجات الحرارة التي لن تتجه حدتها إلا للاشتداد. وهناك مجموعة واسعة من خيارات التكيف المتاحة، ومنها جهود الحد من خطر الكوارث، والتأمين، وغير ذلك من آليات نقل المخاطر. ويلزم الاستعانة بها على نطاق واسع للحد من ضعف المجتمعات المحلية الشديدة التعرض للخطر الناجم عن التأثيرات المناخية الحتمية

أمثلة للتكيف، حسب القطاعات:

في مجال المياه: التوسع في جمع مياه الأمطار، تخزين المياه، الحفظ وفي مجال الزراعة: تعديل مواعيد الزراعة وأنواع المحاصيل، وتغيير أماكن زراعة المحاصيل. والمناطق الساحلية: إيجاد مناطق مستنقعات كحاجز لمواجهة ارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات. وفي مجال الطاقة: استخدام مصادر الطاقة المتجددة، الكفاءة في استخدام الطاقة.

وفي إطار السيناريو الصارم للغاية لخفض الانبعاثات الذي وضعه الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، لدى العالم فرصة نسبتها 50 % لقصر الزيادات الإضافية في درجات الحرارة على درجتين مئويتين. ويتطلب تحقيق ذلك جهداً شاملاً للتخفيف من حدة تغير المناخ على الصعيد العالمي، بما في ذلك المزيد من إحكام السياسات الحالية المتعلقة بالمناخ في البلدان المتقدمة النمو وإجراء تخفيضات متزامنة في الانبعاثات في البلدان النامية. وبعبارة أخرى سوف يلزم أن يرى العالم بلوغ الانبعاثات حدها الأقصى قبل عام2020 وتحقيق خفض نسبته50 % عن مستويات عام 1990 فيها بحلول عام2050. أما بالنسبة للدول الصناعية، فهذا معناه خفض الانبعاثات بحلول عام 2020 بنسبة تتراوح بين 25-40 % عن مستوياتها في عام 1990. في حين الآثار المقترنة بهذا السيناريو خطيرة ولكن السيطرة عليها تعتبر على نطاق واسع أيسر في حالة الأخذ تماماً بنهج لخفض المخاطر. غير أنه بدون اتخاذ إجراء، ثمة أدلة علمية داهمة على أن تغير المناخ سيهدد النمو الاقتصادي لأكثر فئات السكان في العالم ضعفاًً بل وبقاءها ذاته.

أمثلة على آثار تغير المناخ:

1- بحلول عام 2020، سيواجه من 75 إلى 250 مليون شخص تقريباً في أفريقيا زيادة في حالات عجز المياه. ويمكن للمحاصيل من الزراعة المعتمدة على المطر (وهي الطريقة السائدة) أن تنخفض بما يصل إلى 50 % في بعض البلدان الأفريقية.

2- من المحتمل أن تواجه نسبة تتراوح بين 20-30 % من الأنواع النباتية والحيوانية زيادة في خطر الفناء إذا تجاوزت الزيادة في متوسط درجة حرارة العالم 1.5 – 2.5 درجة مئوية.

3- سوف يُوجد ذوبان أنهار الجليد والغطاء الجليدي الواسع النطاق خطراً من حدوث الفيضانات المفاجئة، ويقلل بمرور الوقت كمية الماء الذائب سنوياً من السلاسل الجبلية الرئيسية (أي هندو- كوش، والهملايا، والأنديز)، حيث يعيش أكثر من بليون نسمة.

4- يرتبط سبع من بين كل عشر كوارث حالياً بالمناخ.

5- تعرّض أكثر من 20 مليون شخص للتشريد من جراء كوارث فجائية مرتبطة بالمناخ في عام 2008 وحده. ويقدر عدد الذين يمكن أن يتشردوا نتيجة لتأثيرات المناخ بـ 200 مليون بحلول عام 2050.

(المصادر: الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، الأمم المتحدة، ستيرن ريفيو 2006)

* كاتب علمي متخصص في البيئة، عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات