وليد
الشوبكي *
لهؤلاء الذين يخشون أن يكون انحسار
المطبوعات الورقية نذيرًا بأفول الكلمة المكتوبة عامة، ثمة جيل جديد من التقنيات
ربما يحمل لهم أخبارًا سعيدة.
للكتّاب ولعٌ مفهوم بالأسطر المنسابة على
الورق. وهو ولع يشوبه القلق الناتج عن تراجع مستمر للكتب والمطبوعات الورقية عامة.
ويلخص الصحافيّ المرموق محمد حسنين هيكل هذا الشعور في تصدير سلسلته "عمر من
الكتب": "الكلمة المكتوبة على الورق باقية؛ والكلمة المسموعة على
الإذاعة والتليفزيون عابرة؛ والكلمة المكهربة على الكمبيوتر فوارة، وهي مثل كل
فوران متلاشية".
ولهذا القلق ما يبرره، ليس فحسب للكتّاب (الذين يكسبون من الكتابة رزقهم)، وإنما أيضا للمهتمين بدور الصحافة عامة. فالصحيفة الجيدة- كما قال المسرحي الأمريكي آرثر ميلر- "نتاج أمة في حوار مع ذاتها".
ولكن معدل التراجع في توزيع الصحف الورقية أو مبيعات الكتب لا يعني بالضرورة تراجعًا موازيًا لعادة القراءة.
ولهذا القلق ما يبرره، ليس فحسب للكتّاب (الذين يكسبون من الكتابة رزقهم)، وإنما أيضا للمهتمين بدور الصحافة عامة. فالصحيفة الجيدة- كما قال المسرحي الأمريكي آرثر ميلر- "نتاج أمة في حوار مع ذاتها".
ولكن معدل التراجع في توزيع الصحف الورقية أو مبيعات الكتب لا يعني بالضرورة تراجعًا موازيًا لعادة القراءة.
فحسب ما ذكرت "الإكونومست" أيضًا
يقتطع البريطانيون في الفئة العمرية 15-24 عاما نحو 30% من وقت قراءة الصحف
المحلية لقراءة الصحف على الإنترنت. وليس سبب ذلك أن النسخ الإلكترونية من الصحف
مجانية (كما هو الحال غالبًا). فقد أجرت "واشنطن بوست" استطلاعا لآراء
عينة عشوائية من الأمريكيين، وتبين أن نسبة كبيرة منهم ترفض الحصول على اشتراك
سنوي للصحيفة المرموقة، وإن كان مجانيًا، فهم يفضلون قراءة النسخ الإلكترونية من
الصحف.
وتدعم هذه النتيجة دراسة أخرى نشرها في
سبتمبر 2003 اتحاد ناشري الإنترنت، وخلصت إلى ترتيب للأولويات الإعلامية للأفراد
في المرحلة العمرية بين 18 و34 عاما على النحو التالي: الإنترنت (46%)؛ التلفاز
(35%)؛ الكتب (7%)؛ الصحف والراديو (3% لكل منهما)؛ ثم المجلات (أقل من 1%).
وليس السبب الوحيد للإقبال المتعاظم على
شبكة الإنترنت -خاصة لقراءة الصحف أو الكتب- أن الحواسيب صارت وجهًا لنمط الحياة
اليومي. صحيح أنه صار للحواسيب حضور راسخ في العمل وفي المنزل وما بينهما، ولكن
التقاء الصحف والكتب بالحواسيب والإنترنت أجلّ من أن ينظر إليه كوجه آخر
لـ"موضة" إنشاء نسخ "إنترنتية" لمحال البقالة ونوادي كرة
القدم ومصنّعي الطلاء، وما إلى ذلك. إنه التقاء ابتكاري، ربما يجعلنا نود لو أن
الصحف والكتب الورقية اختفت منذ أمد بعيد.
من أجل الأشجار
لنعرف أهمية هذا اللقاء بين الكلمة المكتوبة
والحواسيب، لا بد من إلقاء نظرة تاريخية سريعة على تطور طريقة تسجيل البشر
لأفكارهم وتاريخهم. في البدء كان الحجر، حفرًا ونحتًا، رسمًا وكتابة. ولوقت طويل
من وجود البشر على الأرض ظل الحجر أكثر وسائل التسجيل كفاءة، إلى أن اخترع
الصينيون الورق، قبل نحو 105 أعوام من مولد المسيح عليه السلام، وذلك حسب دائرة
المعارف البريطانية.
وانتشر الورق خلال القرن الثامن الميلادي في
العالم الإسلامي (في ظل حكم الدولة العباسية)، وبحلول القرن الرابع عشر بدأت مطاحن
الورق الانتشار في أوروبا. ثم كانت القفزة الكبرى في أواسط القرن الخامس عشر
(1450) عندما اخترع جوتنبرج ماكينة الطباعة. خلال الأعوام الخمسمائة والخمسين
التالية، تطورت صناعة الورق والمطبوعات بقفزات وقفزات. ولكن لتوفير الألياف
اللازمة لصناعة الورق كان لا بد دوما من قطع المزيد من الأشجار.
ثم سطعت شمس يوم حار من صيف العام 1995 لتجد
مسار القرون الخمسة الماضية قد انعطف. في ذلك اليوم طرحت شركة متصفح الإنترنت
نتسكيب (Netscape) أسهمها للاكتتاب العام في بورصة ناسدك الأمريكية، لتبلغ قيمتها
السوقية في أول أيام التداول نحو 2.2 مليار دولار.. بعد 16 شهرا فحسب من بدء
نشاطها.
أهمية ذلك اليوم أنه فتح الأعين للآفاق
الكبيرة لوسيط التواصل الآخذ في البزوغ -الشبكة العالمية للمعلومات (اختصارا: WWW)- والذي صار استخدامه في متناول الجميع عبر
نافذة متصفح نتسكيب البسيطة، بعد أن كان مقصورا على المبرمجين والعارفين بهذه
التقنية. واعتَمد متصفح الإنترنت واستفاد من تقنية الشبكة العالمية (التي طورها
تيم برنرز لي عام 1990)، والتي توفر المعايير اللازمة لتناقل جميع أنواع الملفات،
كالنصوص والصوت والصورة وغيرها عبر الحواسيب المتصلة ببعضها بعضا.
أظهر نجاح نتسكيب الاستثنائي لفئات واسعة من
عموم المستخدمين، ومن الساسة وصناع القرار والأكاديميين وخبراء الأعمال، أنه صار
بالإمكان تناقل المحتوى المعلوماتي (رسائل أو كتب أو صحف، أو ما سواها) دون الحاجة
لقطع المزيد من الأشجار. (لم يتوقع أحد أن يحقق "مبرمجون" هذا الإنجاز
البيئي الكبير؟!).
أظهر ذلك اليوم أيضا تدني كفاءة الورق كناقل
وحافظ للكلمة المكتوبة. فبدلا من قطع الأشجار، ثم عملية صناعة الورق، ثم الأحبار
وماكينات الطباعة والتغليف والشحن -وما يتبع ذلك من كلفة- بدت الإنترنت، والمتصفح
ذي الألوان الجذابة، كحل سحري. فعبر حاسوب متصل بالإنترنت، يستطيع المرء إنشاء
النصوص وحفظها واسترجاعها وتبادلها مع آخرين يبعدون عنه آلاف الأميال، بمقابل لا
يذكر تقريبًا.
يوم التاسع من أغسطس بالعام 1995 كان إذن
بداية النهاية لـ"حقبة الورق" من تاريخ البشر. ولم يكن ذلك لأن الورق قد
نضب -تمامًا كما لم تكن الأحجار نضبت حين اختُرع الورق- ولكن لأن وسيطا جديدا بزغ،
يفوق سلفه بدرجة فارقة.
ليس حبرًا على ورق
ومع الاقتراب من نهاية العقد الأخير من
التسعينيات، تأكد الإدراك أن الإنترنت "قناة" مثالية لنقل وتبادل ملفات
النصوص. فالأخيرة لا تستغرق مساحة تخزينية كبيرة (مقارنة بملفات الصوت أو الصورة)،
ومن ثم لا تحتاج وقتًا طويلًا نقلها بين الحواسيب عبر الشبكة العالمية، فكتاب كامل
في نحو 300 صفحة من القطع المتوسط ربما لا يحتاج مساحة تخزينية أكثر من 1 ميجا بايت
(1000 كيلو بايت)، ويمكن نقله كاملا خلال أقل من دقيقتين بسرعات الإنترنت هذه
الأيام، ونحو ربع الساعة بسرعة الإنترنت أواخر التسعينيات.
ونتج عن ذلك التطور أن حلت واجهات عرض
(شاشات) الحواسيب محل صفحات الكتب (ولاحقا الصحف) لدى فئات من المستخدمين، فتوجهت
الأنظار لتحسين قدرة الشاشات على عرض النصوص، فأدمجت شركة مايكروسوفت في إصدار 98
من نظام تشغيل ويندوز تقنية "كلير تايب" (ClearType) التي توفر أحرفا أكثر وضوحا، وكانت شركة
"آبل" قد سبقتها إلى ذلك بتقنية (TrueType)، ثم ظهرت الحاجة لمعيار لعرض ملفات النصوص
على الإنترنت بصورة صحيحة على كل الحواسيب، أيا كانت لغة المستخدم، فبزغ معيار PDF
(portable document format) من شركة أدوبي الأمريكية، الذي يعرض النصوص والصور معا بكفاءة،
وييسر البحث داخل النصوص، وصاحب ذلك تطوير مستمر لشاشات أكثر كفاءة، فتزايد
استخدام شاشات البلورات السائلة (liquid crystals)، خاصة في الحواسيب المحمولة، على حساب
الشاشات التقليدية.
أما آخر التطورات في ذلك المضمار فتقنية
الحبر الإلكتروني التي تتيح محاكاة إلكترونية فائقة للصفحات المطبوعة ورقيًا، وقد
استخدمت هذه التقنية شركتا سوني وأمازون في أجهزة قراءة الكتب التي طرحتها
الشركتان عام 2007.
وبينما أخذت هذه التطورات طريقها، كانت
الصحف على موعد مع الإنترنت، في البدء لم يكن واضحا لدى الصحف الكبرى ما جدوى
إنشاء نسخ إنترنتية، وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على عوائد الإعلانات، إحدى مصادر
التمويل التقليدية والأساسية للصحف، ولكن سرعة إقبال المستخدمين على الإنترنت
(مثلما بدا مثلا من إحصاءات المشتركين في خدمة مثل أمريكا أون لاين) لم تدع للصحف
فسحة للتفكير، فاستجابت المؤسسات الصحفية الكبرى، واحدة تلو الأخرى، للتيار الجارف
وبدأت نشر نسخ إنترنتية من صحفها: نيويورك تايمز، واشنطن بوست، جارديان، وغيرها.
وغني عن البيان أن الصحف قطعت رحلة طويلة من
التجربة والخطأ خلال محاولتها التأقلم مع الوسط الإعلامي الجديد، فمع الإنترنت
تدهورت مبيعات صحف عدة، وانتهى بها المصير في ملكية شركات كبرى تعتبر الصحف
منتجًا، شأنه شأن المنظفات أو المحركات (مثلما حدث لصحيفتي لوس أنجلوس تايمز
وشيكاجو تريبيون).
ولا تسمح حدود المقال (ولا معرفة كاتب
السطور) بمناقشة محاولات التجربة والخطأ للصحف كافة، ولكن ربما يكون مفيدًا أن
نلقي نظرة على الصحف التي حافظت على حضورها لدى القراء وجودة موادها الصحافية،
لنستجلي المشترك بينها ونستشف أسباب نجاحها.
أبعاد جديدة للنشر الإلكتروني
من العناصر المشتركة بين الصحف الأكثر
ازدهارا إدراكها جميعا أن لحقبة الإنترنت أبعادًا تختلف عن تلك المعروفة لحقبة
الورق. أولها أن النصوص المطبوعة على الورق محددة في صلاتها مع بعضها بعضا بالغلاف
الذي يجمعها (كتابا أو مجلة أو غيرها). أما النصوص المنشورة على الإنترنت فتتصل
ببعضها عبر "روابط إنترنتية" (hyperlinks) تُدمج في المقال الواحد لتربطه بعدد غير
محدود من المواد الأخرى ذات الصلة، بحسب الموضوع أو المؤلف، أو المجال، وغيرها.
فبينما القراءة على الورق ذات بعد واحد،
تقودك جملة لجارتها، وصفحة لتاليتها حسب ترتيب الطباعة، فإن القراءة على الإنترنت
(وبفضل الروابط) ثلاثية الأبعاد، إن جاز القول، لأنها تأخذك في مسارات متعددة في
التعرف على الموضوع محل القراءة، وتعطيك خيار القراءة النمطية أو القراءة
المتشعبة. أدركت صحف عدة هذا مبكرًا، فبدأت تضمين مقالاتها روابط لمقالات أخرى ذات
صلة، إما من نفس الصحيفة أو من مصادر أخرى.
إذًا أدركت صحف مثل نيويورك تايمز
والإكونومست أنه ليس كافيا إعادة إنتاج نسخة مطابقة للورقية على الإنترنت. فدأبت
في الاستفادة من كل ما يوفره الوسط الجديد. من ذلك مثلا أن الانخفاض الشديد لكلفة
نشر المزيد من النصوص على الإنترنت (مقارنة بالطباعة على الورق) شجع الصحف على نشر
مواد أطول، مثل فصول كاملة من كتب، أو أبحاث ودراسات، تعضد وتدعم المقالات
المنشورة.
ثم تنامى إلى وعي هذه الصحف أن ثمة قراء
يشكون من أن القراءة ذاتها ترهق أعينهم. فأضافت صحيفة هيرالد تريبيون (المملوكة
الآن لشركة نيويورك تايمز) وقاعدة بيات الصحف "برس دسبلاي" (Press
Display) ومجلة
"تكنولوجي ريفيو" خدمة القراءة الآلية لمقالاتها المنشورة على الإنترنت.
وهي تقنية تحول النصوص المكتوبة آليا إلى نصوص مقروءة بصوت آدمي، وبجودة مقبولة
غالبا (عبر تقنية تسمى text-to-speech).
ثم ظهرت تقنية النشر المتزامن (RSS) التي تمكن القارئ من اختيار مواد بعينها
لتصله، عبر البريد الإلكتروني أو برنامج مختص، بصورة متجددة ودون الحاجة لزيارة
الموقع مرة أخرى. فيستطيع المرء الاشتراك مثلا في باب الكتب بمجلة الإكونومست
لتصله بانتظام روابط لكل ما تنشره المجلة تحت هذا الباب (قد يكون المقال ذاته
مجانيا أو مقابل اشتراك مدفوع).
واستفادة أخرى من إمكانات الإنترنت، شجعت
الصحف صحافييها على إنتاج برامج قصيرة، بالصوت أو الصورة أو كليهما (تسمى بودكاست
"podcasts") يعرضون فيها في دقائق معدودة خلفيات لمقالاتهم أو يضيفون
لما ورد بها. وتدمج في ذات الصفحات الإنترنتية التي تنشر فيها مقالاتهم.
وإضافة إلى ذلك سعت الصحف لإفادة قرائها من
نشاطهم الجمعي، فصحيفة النيويورك تايمز مثلا تتيح لقارئي موقعها المسجلين (بغير
مقابل) أن يحفظوا المقالات المفضلة على موقع الصحيفة ليتيسر الرجوع إليها. وكلما
حفظت واحدة من هذه المقالات، يخبرك الموقع أن القراء الذي حفظوا هذا المقال في
قوائمهم المفضلة احتفظوا أيضا بمقالات كذا وكذا. وتُطلع صحيفة الواشنطن بوست
قراءها على النقاشات الدائرة حول مقالاتها، سلبا أو إيجابا، بإضافة روابط لمدونات
الإنترنت التي تعلق على تلك المقالات.
وربما أهم من ذلك كله أن الإنترنت أعادت
الصحف لحلبة المنافسة مجددا مع التليفزيون. فالشبكات التليفزيونية العاملة على
مدار الساعة (مثل CNN والجزيرة) حازت على السبق في التغطية بقدرتها على متابعة الأحداث
ليلا ونهارا منذ بزغت أوائل التسعينيات الماضية. أما الصحف (الورقية) فكان لا بد
أن تنتظر دوما لليوم التالي. أما على الإنترنت، فالتغطية مستمرة ومتجددة على مدار
الساعة أيضا. وهو ما جعل النسخ الإنترنتية للصحف مصدرا أسرع (وربما أعمق) للأخبار،
وهو ما نراه منعكسا في إحصائيات الإكونومست السابق الإشارة إليها.
نصوص مرنة وأخرى جامدة
ما الفارق الرئيس إذن بين الكلمة المطبوعة
على الورق والكلمة المخزنة في صورة رقمية على حاسوبك الشخصي (أو هاتفك النقال
مثلا)؟ يجيب على هذا السؤال نيكولاس نجروبونتي، العالم الذي شارك في تأسيس مختبر
الإعلام التابع لجامعة (MIT)، في كتابه "الحياة على الطريقة الرقمية" (Being
Digital) الصادر
عام 1995. يقول نجروبونتي: إن المعلومات تظل مرنة وقابلة للتشكل إلى صور عدة طالما
ظلت في صورتها الرقمية.
فلو أن لديك مقالا، تستطيع أن تحوله إلى ملف
صوتي (عبر برنامج القراءة الآلية)، أو إلى خريطة تبين العلاقات بين الكلمات ومرات
ورودها من خلال برامج المعالجة الإحصائية والتنقيب في النصوص، أو إلى نص مطبوع على
الورق، وهنا يكون النص قد تحول لصورته الجامدة.
وثمة مثال آخر. من الشائع الآن استخدام
برامج الجداول المحاسبية (مثل "إكسل" من مايكروسوفت) لتحويل عدد كبير من
المدخلات العددية إلى رسوم بيانية. وهنا أيضا تمثل الأرقام المادة الخام التي تقبل
التشكل إلى أشكال توضيحية. ويعرف المتعاملون مع "إكسل" فائدته في
استكشاف علاقات جديدة وغير متوقعة بين المدخلات العددية.
حتى اللحظة، لا تزال إمكانات التكنولوجيا
المتاحة عاجزة في الاستفادة من النصوص المرنة عن إثارة دهشتنا بأنواع غير متوقعة
من المنتجات المعرفية (كالنصوص المقروءة آليا). ولكن يبدو أن هذا بعينه الطريق
الذي تنحوه صحف المستقبل، أي باتجاه تسخير نصوصها المرنة في إتاحة مواد معرفية
جديدة، ربما بحسب رغبة كل مستخدم على حدة. أكان ممكنا تخيل هذه الآفاق عبر النصوص
الجامدة إبان حقبة الورق؟
*
كاتب علمي وعضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه