م . خالد عماد عبد الرحمن
- لا شك أن الدراسة الأكاديمية تحتوي على جانب نظري كبير خصوصا في
عالمنا العربي وتشير دراسات كثيرة ومؤكدة أن الاهتمام بالجانب العملي في كلياتنا
وجامعاتنا ضعيف ومتدني بل ولا يواكب سوق العمل بالمطلق وأي كانت الأسباب التي
تبررها الجامعات والكليات العربية إزاء عدم الاهتمام بالجانب العملي والميداني
للخريج والتي اعتقد جازما أنها بحاجة إلى مراجعة شاملة وكاملة ودراسة مستفيضة فإنني
اليوم أركز جل اهتمامي في مقالتي هذه على الخريج , الشاب الذي أنهى دراسته
الجامعية بمجملها النظري إن صح التعبير ولابد له الآن
أن ينطلق فيسوق نفسه في ميدان العمل ويبحث عن الوظيفة المناسبة لتخصصه وقدراته
وهنا يكمن مربط الفرس ؟؟
فكم من شاب تقدم لوظيفة في مجال تخصصه ولم ينجح في
الامتحان المبدئي للقبول أو بعبارة أخرى لم يتأهل للمقابلة فما العمل ؟؟ وهل يترك
نفسه ومستقبله وأحلامه وطموحاته للسير مع الرياح ولتتقاذفه الأمواج تارة هنا وتارة
هناك أم يقف مع نفسه بلا أدنى يأس أو تذمر أو لوم للمجتمع والآخرين ؟؟
إن اختار الخيار الأول فقد أضاع مستقبله وكم من الوقت يمكث مختارا له وفاقدا لإرادته سيبقى
في مستنقع الفشل والإحباط ودائرة السلبية وإطلاق الأعذار وكيل الاتهامات , أما إن وقف مع نفسه ليفتش عن قوته وطاقاته الكامنة ويستغل
قدراته ويبني عليها فسيكون وبلا شك قد وضع أولى خطوات نجاحه أمام عينيه
, فعوضا عن القول بأنني كنت أتلقى العلم النظري فلينظر إليه من جانب آخر , إن هذا
العلم النظري وعاء لكل علم بما فيه العملي , وانه بفضل هذا العلم النظري لديه قدرة واستعداد أكثر من أي إنسان آخر لخوض
غمار التدريب والواقع العملي متسلحا بما حصل عليه من العلم النظري وهنا لابد أن
يبدأ التفكير أيضا بخطة مدروسة لاكتساب المهارات الفنية والخبرات العملية في مجاله
شيئا فشيئا وخطوة بخطوة فسلم النجاح يبدأ بدرجة وطريق الألف ميل يبدأ بميل واحد ,
ولا يتوقع المهندس الخريج أن يجد نفسه مهندسا خبيرا أو استشاريا عظيما بين ليلة
وضحاها بل يستمر في العمل والجهد الدءوب فمن سار على الدرب وصل .
- وقبل أن أختم موضوعي هذا فإنني سأركز على سؤال لطالما أثاره
الخريجون وتذمروا منه لاسيما في العالم العربي , فكثيرا منهم يدعي أنه لا يملك
المال ليلتحق بدورة عملية هنا أو هناك وآخرون يشتكون من جهات التدريب ومعاملتها
لهم وهنا لابد أن أتقدم بنصيحة لهم أملا أن تنال منهم الاهتمام ويأخذوها على محمل
الجد , إن من أراد الغاية لا يعدم الوسيلة أبدا , فإذا كنت تعاني أزمة مالية بحيث لا
تستطيع دفع تكاليف دورة عملية فهل تقف هنا وتسلم بالواقع أم تبحث عن بدائل وهنا
اسأل كم من الساعات عزيزي الشاب تهدرها وتضيعها في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي
والفيس بوك واليوتيوب دون جدوى ودون
الاستفادة منها
فعلى سبيل المثال لا الحصر اصبح
موقع اليوتيوب يفيض الآن بقنوات التعليم عن بعد وهناك محاضرات عملية في
كل جانب وميدان , فسترى محاضرات عظيمة وقيمة في مجال الحاسبات وتكنولوجيا
المعلومات والجرافيك وسترى محاضرات في الطب وقنوات متخصصة في كل علم تقريبا ومعظمها
بل جلها متاحة لك وبين يديك لتطور من نفسك وتعزز دراستك النظرية وتربطها بالجانب
العملي وجانب الإنتاج .... وان تعذر عليك هذا وذاك فعليك بالالتحاق بمؤسسات دعم
الخريجين وهي كثيرة الآن , عليك أن تتدرب فحسب الآن وأن تكتسب خبرة عملية ولا تنظر
إلى العائد المالي الآني مهما كان ضئيلا أو حتى معدوما فما تكتسبه من خبرة عملية
هي في الحقيقة رأس مالك القادم ومستقبلك المشرق بلا شك , عزيزي الشاب العربي إياك وأن تخلد للراحة وترتهن لليأس وتقع
ضحية الأعذار والشكاوي فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم والحياة ليست مليئة
بالورود والرياحين , فكن عصاميا قويا , ابني على ما عندك مهما قل وبسط , تقدم وأخطو
إلى الأمام ولا تتراجع أبدا ولا تعرف اليأس واعلم أن الفرص لا تأتي للقاعدين
والمستسلمين أبدا ...
أخوكم / م . خالد عماد عبد الرحمن
https://www.facebook.com/dcdkhaled
https://www.facebook.com/ebda3khaled?ref=hl
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه