أعلان الهيدر

الجمعة، 26 مارس 2021

الرئيسية أبو حامد الغزالي .. مولده وحياته ومؤلفاته

أبو حامد الغزالي .. مولده وحياته ومؤلفاته

مولد الغزالي
حياة الغزالي ونبوغه
مؤلفات الغزالي
أخلاقه وفضله وآثاره


مولد الغزالي :

ولد أبو حامد محمد بن محمد الغزالي في عام 450 م / 1059 م في بلدة طوس بخراسان . وكان أبوه فقيرا يغزل الصوف ويبيعه في دكانه . ومن هنا أخذ لقبه الغزالى وهي مهنة أبيه ( يقول بعض الرواة أن الغزالي ولد في بلدة غزاله في أعمال طوس ( شمال شرق ايران ) فنسب اليها فقيل له الغزالي ) .

ويحكي عن أبيه أنه كان صالحا لا يأكل إلا من کسب يده . وكان يطوف على المتفقهين ويجالسهم ويخدمهم ويحسن إليهم وإذا سمع كلامهم بكى . وكان يطلب من الله أن يرزقه ولدا واعظا فاستجاب له دعوته بأن رزقه الغزالى . هذا ولقد توفي الأب ولا يزال الابن صغيرا .

حياته ونبوغه :

يمكن تقسيم حياة الغزالي إلى عدة مراحل نجملها فيما يلي :

1- حياته في طوس :

دخل الغزالى المدرسة فحفظ القرآن وتعلم القراءة والكتابة والنحو والصرف وعلم اللغة والحساب . ودرس الفقه على يدي أحد علماء طوس وفقهائها . ثم ذهب إلى جرجان حيث درس على يدي الشيخ الإسماعيلى .  وفي عام 470 هـ عاد إلى طوس و مكث فيها ثلاث سنوات .

2- حياته في نيسابور :

ذهب عام 473 هـ إلى نيسابور ( قرب طوس ) و درس على إمام الحرمين عبد الملك الجويني الملقب بأبي المعالى ، وكان حجة زمانه في الفقه و علوم العصر من فلسفة ومنطق . وقد أعجب بالغزالى لتفوقه في مجلسه حتى أطلق عليه البحر المغدق  . وفي نيسابور اطلع الغزالى على مذهب الأشاعرة والمذاهب الكلامية و الفلسفة .

3- حياته في بغداد وما بعدها :

ذهب عام 478 هـ إلى بغداد واتصل بنظام الملك وعينه مدرسا في المدرسة النظامية عام 484 هـ ويمكن القول عن تلك المدرسة أنها أول جامعة أنشئت في العالم . وكان عمر الغزالى آنذاك 34 سنة . وكان هذا التعيين على إثر مناظرته للعلماء الذين كانوا في مجلس نظام الملك وظهوره عليهم .

لقد ظهر نبوغ الغزالي في بغداد و علا شأنه هناك وذاع صيته ، فأصبح مرجعا للناس في أمور دينهم ودنياهم . وقد وفد عليه الطلاب من كل حدب وصوب .

أخذ الغزالى في هذه الفترة يؤلف كتبه في الفقه التي انتشرت بين القاصي والداني .

وبعد بضع سنوات غادر بغداد بالرغم من هذه الشهرة والجاه الذين حصل عليهما تاركا التدريس ومتوجها إلى مكة المكرمة حاجا . ولم يجد المؤرخون سببا لتركه بغداد سوي ما قاله هو عن نفسه في كتابه المنقذ من الضلال ، من أن كل ما حصل عليه من الشهرة لا يفيده في طريق الآخرة وفي مرضاة الله . ولذا فقد صمم أن ينقطع لعبادة الله ويترك زيف الدنيا وغرورها جانبا .


خرج من بغداد على قدميه يتبصر في مخلوقات الله عز وجل متأملا السماء وما حوت والأرض وما أنبتت مستدلا بكل ذلك على قدرة الخالق جلت عظمته .

عاش الغزالي في البيت الحرام سنة كاملة منصرفا إلى النسك والعبادة . وبعد أن حج الغزالي ، ذهب إلى دمشق وجلس في زاوية الشيخ المقدسي بالجامع الأموي وهو لابس زى الفقراء ، يكنس وينظف ويخدم النازلين ولم يكن أحد يدري أنه هو الغزالي العالم العظيم . ولما كان يأتي القرويون إلى الجامع الأموي لسؤال أو أداء فريضة ، كان الغزالي يسألهم عن شأنهم ويجيبهم على أسئلتهم تلك الإجابات التي أعجب بها. وهنا اندفع الناس يسألونه عن حقيقة شخصيته . ولما عرفوه أصروا عليه أن يعقد لهم مجلسا فوعدهم خيرا . ولما خشي الغزالى أن يداخله العجب ، فر من دمشق يتجول في أرض الله ويشق على نفسه بالسفر من مكان لآخر .

فذهب إلى بيت المقدس وجلس في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ، كما ذهب إلى الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بفلسطين واعتكف فيه على طريقة الفقراء . ثم ذهب إلى مكة والمدينة ، وفي هذه الفترة وضع كتابه إحياء علوم الدين .

وفي عام 490 هـ عاد إلى بغداد و لكن بعزيمة الاستمرار على ما هو عليه من الزهد والعبادة والنسك . ولكن لم يتركه الناس دون تدريس فاضطر إلى ذلك . ولم تمض على إقامته ببغداد ثلاثة أعوام حتى تركها إلى همدان ثم إلى طوس و مكث فيها مدة طويلة . ثم انتقل إلى التدريس بالمدرسة النظامية في نيسابور بناء على طلب من نظام الملك نفسه ولكنه كان مشغول القلب .

وبعد أعوام قليلة ترك التدريس عائدا إلى بلدة طوس حيث اتخذ بجوار داره مدرسة للفقهاء وزاوية لأهل التصوف ، وزع أوقاته بين العبادات وقراءة القرآن ومجالسة أرباب القلوب والتدريس لطلبة العلم . وبقي على هذا الحال حتى وافاه الأجل المحتوم يوم الاثنين 14 جمادى الثانية سنة 505 هـ /1111 م في مسقط رأسه طوس .

مؤلفات الغزالي:

من المتفق عليه أن الغزالي كان من أكثر كتاب العالم إنتاجا وتنوعا فوصفه أحدهم بأمير الكتاب . وقد تناولت مؤلفاته الفقه وأصوله ، والمنطق والفلسفة والرد على الفلاسفة والرد على الباطنية ، والأمور الدينية ، وتاريخ حياته وكتبا تتضمن آراءه الخاصة و دراسات أخرى متفرقة . ولقد أوصل بعض المؤرخين عدد كتبه إلى 300 کتاب .

ما يلفت النظر في مؤلفاته غزارة الإنتاج وتنوعه ، سهولة عبارة الافكار. الاعتماد على دحض الحجة بالحجة وأحسن دليل على طريقته الجدلية كتابه «تهافت الفلاسفة». كان يراعي السن الزمنية لمن يخاطبهم .

ومن أهم مؤلفات إحياء علوم الدين في أربع مجلدات . وتهافت الفلاسفة أي تناقضهم وسقوط أدلته و جواهر القرآن ودرره والمنقذ من الضلال ( وهي أهم آثاره العلمية ) . ومنهاج العابدين إلى الجنة . والمستصفى في أصول الفقه و أيها الولد ( وهي رسالة في التربية والتعليم ) .

ومن آثاره المترجمة : مقاصد الفلاسفة وترجم إلى اللاتينية . والدرة الفاخرة وترجم إلى الفرنسية ، وكيمياء السعادة وترجم للإنجليزية ، ونصائح الملوك وترجم إلى التركية .

لذا فلا عجب أن تبوأ الإمام الغزالي - رحمه الله - مكانة رفيعة ليس في الفكر الإسلامي فحسب ، بل في الفكر الإنساني العالمي أيضا .

لقد كان الغزالي عالما ، موسوعيا يحيط إحاطة الخبير المتبحر بعلوم شتي دفعه لطلبها حرصه على المعرفة عن اليقين .

أخلاقه وفضله وآثاره :

كان الغزالي شديد الذكاء ، سديد النظر ، مفرط الإدراك ، قوي الحافظة ، بعيد الغور لاستخراج المعاني الدقيقة وكما سبقت الإشارة إلى ذلك فقد وصفه إمام الحرمين بالبحر المغدق ، كما اعتبر أبو حامد الغزالى إمام عصره ووحيد زمانه في علوم الدين الإسلامي الحنيف . كان مصلحا دينيا واجتماعيا فقد ثار على المجتمع وندد بما وصل إليه حال المسلمين من الانحراف عن أصول الدين القويم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله .

فعمل على إيقاظ الفضيلة بين المسلمين ودعا إلى اصلاح المجتمع الإسلامي إصلاحا شاملا لأنه وصل إلى درجة من الانحلال والتفكك في حين كان المجتمع الصليبي في أوروبا يستعد لاكتساح العالم الإسلامي ، والغزالى هو الذي طلب إلى الخليفة العباسي أن يقر يوسف بن تاشفين على ملك المغرب لانتصاره على المسيحيين في معركة الزلاقة لأنه بذلك رفع من مكانه المسلمين في العالم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.