مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأحد، 28 مارس 2021

من نوادر أشعب


 
من هو أشعب أطمع العرب؟
 
أشعب بن جبير، مولى عبد الله بن الزبير ، ولد سنة تسع من الهجرة ، ونشأ بالمدينة ، وكان من القراء ، حسن الصوت ، شديد الطمع ، حتى ضرب به المثل ، فقيل : « أطمع من أشعب » وله في ذلك نوادر وملح ، نورد لك طرفا منها :
 
قيل له : ما بلغ من طمعك ؟ قال : ما نظرت قط إلى اثنين يتساران في جنازة إلا قدرت أن الميت قد أوصى لى من ماله بشيء ، وما أدخل أحد يده في كمه إلا ظننت أنه سيعطيني شيئا .
 
ومر برجل يصنع طبقا فقال له : أسألك بالله إلا في سعته طوقا أو طوقين ، قال : ولم ؟ قال : عسى أن يهدي إلى فيه شيء .
 
واجتمع عليه يوما غلمان المدينة يعابثونه ، فقال لهم : إن في دار بنی فلان عرسا ، فانطلقوا وتركوه ، فلما مضوا قال : لعل الذي قلت من ذلك حق ، فمضى في إثرهم نحو الموضع ، فلم يجد شيئا .
 
ودعا الى طعام رجل من أهل المدينة نفرا من خلانه إلى مأدبة من حيتان ، فبينا هم يأكلون إذ استأذن أشعب ، فقال أحدهم : إن من شأن أشعب أن يعمد إلى أجل الطعام . فاجعلوا كبار هذه الحيتان في آنية بناحية ، ويأكل معنا الصغار ، ففعلوا وأذن له . فقالوا : ما رأيك في الحيتان ؟ قال : والله إن لي عليها لحردا(الغضب) شديدا وحنقا لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان ، فقالوا له : دونك فخذ بثأر أبيك . فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير ، ووضعه عند أذنه ، وقد نظر إلى الآنية ذات الحيتان الكبيرة .
 
فقال أتدرون ما يقول لي هذا الحوت ؟ قالوا : لا ، قال : يقول إنه لم يحضر موت أبي ، ولم يدركه ، لأن سنه تصغر عن ذلك ، ولكن قال لي : عليك بتلك الكبار في زاوية البيت فهي التي أدركت أباك وأكلته .
 
وحدث مرة قال : امرأتی اطمع منی ، قيل له : وكيف ذلك ؟ قال : إنها قالت لي : لا يخالج قلبك من الطمع شيء يكون بين الشك واليقين إلا تيقنته .
 
وقيل له : هل خُلق خلق أطمع منك ؟ قال : نعم ، أمي ، فإني كنت إذا جئتها بفائدة قد أعطيتها ، قالت : ما جئت به ، فأتهجي لها الشيء حرفا حرفا ، ولقد أهدى إلينا مرة غلام فقالت : ما أهدى إلينا ؟ قلت . « غين » قالت : ثم ماذا ؟ قلت : «لام»، قالت : ثم ماذا ؟ قلت : « ألف » قالت ثم ماذا ؟ قلت : « میم » فأغمی عليها ، ولو لم أقطع الحروف لماتت فرحا .
 
ودعاه بعض إخوانه إلى طعام ، فقال أخاف أن يجيء ثقيل ، فقال له : ليس معنا ثالث ، فمضى معه ، وحضر الطعام ، فإذا بداق يدق الباب ، فقال : ترى أن قد صرنا إلى ما نكره . قال : إنه صديق وفيه عشر خصال إن كرهت واحدة منهن لم أذن له ، قال : هات ، قال : أولاها أنه لا يأكل ولا يشرب ، قال : التسع لك ، قل له يدخل .
 
وساوم رجلا بقوس فقال له : ثمنها دینار ، فقال أشعب : والله لو أنك رميت بها طائرا في السماء ، فوقع مشويا بين رغيفين ، ما اشتريتها منك بدينار أبدا .
 
وسأله رجل أن يسلفه ويؤخره ، فقال : هاتان خصلتان ، فإذا قضيت إحداهما فقد أنصفت ، قال الرجل : رضيت ، فقال أشعب : فأنا أؤخرك ما شئت ولا أسلفك .
 
وسألته امرأة خاتما فقالت : أذكرك به ، فقال : اذكري أنك سألتيني ومنعتك.
 
وقيل له : ما حفظت من الحديث ؟ فقال : حدثنی نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « من كان فيه خصلتان كتب عند الله خالصا مخلصا » . قيل له ما هاتان الخصلتان ؟ قال : نسی نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى .
 
ونظر الى رجل قبيح الوجه، فقال له : ألم ينهكم سليمان بن داود عن ان تخرجوا بالنهار؟
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات