وزير الصناعة في الهند كان يزور أحد المصانع، لفت انتباهه عامل يُعبّئ المسامير في العلب، وهو يغني ووجهه يطفح بعلامات السعادة.
فاقترب منه وسأله مستغرباً سعادته: ماذا تفعل؟
فأجاب: أصنع الطائرات!!
فصرخ به متعجباً وموبخاً: طائرات؟!!!
فرد الرجل بكل هدوء وثقة بالنفس:
نعم سيدي طائرات. هذه الطلبية لشركة تصنيع طائرات، والطائرات التي تسافر عليها لا يمكن أن تطير من دون هذه المسامير الصغيرة!
هذا العامل البسيط كشف لنا سر قيمتنا ونظرتنا لأنفسنا، وبين أحد أهم أسباب سعادتنا.
ثمة فرق كبير، بين من يرى نفسه جامع مسامير… وبين من يرى نفسه شريكاً في صنع الطائرة.
فرق كبير بين مَن لا يرى من وظيفته إلا الأجر الذي يجنيه… وبين من يرى الأثر الذي يتركه.
أنت لست مجرد عامل وطن في الطريق، أنت تساهم في تجميل وجه المدينة.
أنت لست مجرد خياط، أنت تهب الناس لمسة أناقة.
أنت لست مجرد خطيب على المنبر، أنت تمهد طريق الناس إلى رب العالمين.
أنت لست مجرد مُدرّس أولاد، أنت صانع أجيال.
أنت لست مجرد طبيب، أنت مخفف لآلام البشر.
أنتِ لستِ مجرّد ربة أسرة، أنتِ أول وأهم مُربٍ. فليس ثمة أهم من صناعة الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه