أعلان الهيدر

السبت، 29 أبريل 2023

الرئيسية أهمية التغافل الذكي والتجاوز عن الأخطاء في حياتنا اليومية

أهمية التغافل الذكي والتجاوز عن الأخطاء في حياتنا اليومية

 


يشير التغافل الذكي إلى الفعل المتعمد والمتمثل في ترك بعض التفاصيل وتجاوز بعض الهفوات بشكل متعمد والتغاضي عن بعض العيوب لدى الآخرين من منطق اننا كلنا نخطأ وكلنا لنا عيوبنا.

 

في الاتصال مع الآخرين سواء في مجال العمل او العائلة او بين الأصدقاء، يمكن استخدام الحذف الذكي لتبسيط الرسائل المعقدة ، وتجنب الحجج غير الضرورية أو سوء الفهم. على سبيل المثال، قد يختار المتحدث عدم ذكر تفاصيل معينة في خطاب لتجنب الجدل أو البقاء على الموضوع.

 

وينطوي فن تجاهل الأخطاء على الاختيار الواعي لتجاهل أو مسامحة الأخطاء التي يرتكبها الآخرون. يمكن أن يكون أداة قوية في الحفاظ على العلاقات الإيجابية ، وتعزيز العمل الجماعي ، وتجنب الصراع غير الضروري.

 

إن التغاضي عن الأخطاء لا يعني تجاهلها تمامًا أو السماح باستمرار نمط من الأخطاء المتكررة. بدلاً من ذلك ، فهذا يعني الاعتراف بأن الناس يرتكبون أخطاء ، واختيار التركيز على الصورة الأكبر بدلاً من التعلق بكل خطأ صغير.

 

من أجل التغاضي عن الأخطاء بنجاح ، من المهم أن يكون لديك حكم جيد والقدرة على تمييز الأخطاء التي من المهم حقًا معالجتها وأيها يمكن التخلي عنه. من المهم أيضًا التواصل بوضوح واحترام مع الشخص الذي ارتكب الخطأ ، مع الاستمرار في تحديد التوقعات للأداء المستقبلي.

 

يمكن أن يكون فن التغاضي عن الأخطاء مفيدًا بشكل خاص في الأدوار القيادية ، حيث قد يحتاج القائد إلى إعطاء الأولوية لمعنويات الفريق وتحفيزهم على تجاوز كل خطأ صغير. ومع ذلك ، من المهم تحقيق توازن بين تجاهل الأخطاء والحفاظ على معايير التميز ، بحيث يستمر الفريق في التحسن والتعلم من أخطائه بمرور الوقت.

 

تاليا قصة لمدير في أحد الشركات خسر موظفا لديه نشيطا لأنه لم يتقن فن التغافل الذكي

 

عندما ترقيت إلى منصب "مدير"

كان من ضمن الموظفين شابٌ نشيطٌ جداً، وناجحٌ في عمله، وكان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ، كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً، لكنه كان لعوباً إلى حد ما..

 

كان يغادرُ مقرَّ عملهِ كثيراً بدون إذن، إجازاتُه وأذوناتُه أكثر من المُعتاد.

ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة ..

لكنني رفضتها .. !!!

 

فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ، واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور ... ولأنني أعرف أنه ليس مريضاً ؟!...

 

ذهبتُ صباحاً إلى بيته وانتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته وهو يحمل عدّة الرحلات .. !! كاد الموظف يذوبُ خجلاً ، ووجههُ يتقلّب بين الخجلِ والحرج ...

 

بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي ، وأنني لستُ بتلك السذاجة التي يظنُّها .. وبرهنت له أنه كاذب ، وخصمتُ عنه أجرَ اليوم مضاعفاً ..

 

لكن ماذا حصل بعد ذلك ؟!!!!!*

 

بعد أيامٍ ، تقدَّم الشابُّ باستقالته ...!!!

 

من جهتي ، خسرتُ جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها ، ولم يعُد بالإمكان أن أرفع لإدارتي العليا نسبَ الإنجاز السابقة ، وصرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز وهم قليل ...

 

كان غباءاً منقطعَ النظير ، ما الذي استفدتُه من ذلك؟

 

يومها ، اكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا ، يكون بسبب التضييق على الآخرين ، وإغلاق منافذ الهروب

ما يجعل الطرف الآخر أمام خيارين :

 

إما أن يهربَ مِنك وتَخسر جهده ..

أو يتخذك عدواً فيكيدُ لك ، ويدعو عليك وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس

 

وفي كلا الحالتين تكونُ خاسراً

 

لذلك أجدُ من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ ، لتسمحَ للطرفِ الآخر أن يتراجَع ، أن يهربَ بِكرامة ، فبعضُ التغافل مفيدٌ جداً...

لن تكون منتصراً فعلياً فيما لو كشفتَ المرء أمامكَ وأمام نفسه حد التعرية ، حيث لن يجد بداً من المواجهة أو الهروب ...

 

التجمُّل و التّغافل هو ورقة التوت التي تسترنا وتحمينا...

 

ليس الغافل بسيد في قومه

لكن سيد قومه المتغافل

 

الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك ، بدل أن تُحرجه فيُعادِيك

 

لا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة ..

ولا تُحرق مراكبكَ أبداً ... فقد تحتاجها قريباً .

لابد أن تكسب الجميع بنوع من التغافل الذكي والتجاوز وذلك ليس غباء

 

هناك تعليق واحد:

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.