فن التغافل والتجاهل الإيجابي

 

في إحدى المحاضرات، طرح الدكتور المحاضر على طلابه سؤالاً معبراً: "إذا كان لديك 86400 دولار وسرق أحدهم منك 10 دولارات، هل ستلاحقه وأنت ما زلت تحمل 86390 دولارًا، أم ستتركه وتكمل طريقك؟" أجاب جميع الطلاب: "بالطبع سأتركه وأحتفظ بالمبلغ المتبقي".

 

ثم قال لهم الدكتور: "ولكنكم في الحقيقة تفعلون العكس تماماً. تضيعون 86390 دولاراً بسبب 10 دولارات فقط".

 

فقال له الطلاب كيف ذلك يا دكتور؟

 

فقال لهم ان الـ 86400 دولار، هي في الحقيقة عدد الثواني في اليوم الواحد، وأنت مقابل كلمة قالها لك أحدهم وأزعجتك، أو موقف أغضبك في 10 ثواني، ستبقى تُفكر في ذلك الموقف لبقية يومك، وتجعل الـ 10 ثواني تُضيّع لك الـ 86390 ثانية المتبقية، وقد يمتد تفكيرك وانزعاجك لليوم الثاني والثالث وهكذا تغرق في بحر من الحزن والإحباط والغضب.

 

كيف يؤثر التجاهل الإيجابي على حياتنا؟

 

التجاهل ليس مجرد تجنب المشاكل، بل هو فن يمكن أن يعزز من تنميتنا الذاتية. التجاهل الإيجابي يمكن أن يساعدنا في:

 

1- التركيز على الأهداف المهمة: عندما نتجاهل الأمور الصغيرة التي قد تزعجنا، نكون قادرين على تركيز طاقتنا ووقتنا على تحقيق أهدافنا الرئيسية.

2- تحسين الصحة النفسية: التغافل عن المواقف السلبية يساعد في تقليل التوتر والقلق، مما يحسن من صحتنا النفسية بشكل عام.

3- تعزيز العلاقات الاجتماعية: تعلم فن التجاهل يمكن أن يعزز من علاقاتنا مع الآخرين، حيث نتجنب الجدالات والمشاكل الصغيرة التي قد تؤثر سلباً على علاقاتنا.

 

وبالتالي فإننا نؤكد على أهمية التدريب على التفكير الإيجابي وكيفية مواجهة المواقف السلبية، وأيضا من المهم الابتعاد عن الشخاص السلبيين وأيضا ان نعرف كيف نتحكم في ردود افعالنا وكذلك ان نعرف كيف نفرق بين المور المهمة والأمور التافهة.

 

إننا عندما نتعلم فن التجاهل، نتمكن من استثمار وقتنا وطاقتنا بشكل أكثر فعالية. التغافل عن الأمور السلبية يساعدنا في الحفاظ على تركيزنا وتحقيق أهدافنا بطريقة أكثر سلاسة وكفاءة.

 

في النهاية، إن التجاهل هو أداة قوية يمكن أن تساعدنا في تحسين حياتنا وزيادة إنتاجيتنا. من خلال التركيز على الأمور المهمة وتجنب الاستنزاف العاطفي والذهني في الأمور السلبية، نكون قادرين على بناء حياة أفضل وأكثر إيجابية.