مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأربعاء، 17 يوليو 2024

قصة تيدي ستودارد أشهر طبيب بالعالم ومالك مركز ستودارد لعلاج السرطان

 في يوم من الأيام، وقفت معلمة الصف الخامس وأعلنت لتلاميذها حبها لهم جميعًا، رغم أنها كانت تستثني في قلبها تلميذًا يدعى تيدي.

 

تيدي كان معروفًا بملابسه المتسخة ومستواه الدراسي المتدني، وكان يبدو دائمًا منعزلًا وغير مهتمًا بالدراسة.

 

هذه النظرة السلبية تجاهه كانت نتيجة لملاحظات المعلمة طوال العام؛ فقد كان تيدي لا يشارك في اللعب مع الأطفال، وكانت ملابسه متسخة، ويبدو دائمًا في حالة كآبة.

 

كانت المعلمة تجد متعة في تصحيح أوراقه بقلم أحمر، تملأها بعلامات "X" وتكتب كلمة "راسب" بأعلى الصفحة.

 

لكن الأمور تغيرت عندما طُلب منها مراجعة السجلات الدراسية السابقة لكل تلميذ. عندما فتحت ملف تيدي، فوجئت بما وجدت.

 

كتب معلم الصف الأول: "تيدي طفل ذكي وموهوب، يؤدي عمله بدقة ونظام." معلم الصف الثاني كتب: "تيدي تلميذ نجيب ومحبوب بين زملائه، لكنه منزعج بسبب إصابة والدته بالسرطان."

 

أما معلم الصف الثالث، فذكر: "وفاة والدته كانت صدمة كبيرة له، وقد بذل كل جهده، لكن والده لم يكن مهتمًا به، ومنزله غير مستقر." معلم الصف الرابع كتب: "تيدي منطوي على نفسه، لا يبدي اهتمامًا بالدراسة، وليس لديه أصدقاء، ويغفو خلال الدروس."

 

أدركت المعلمة تومسون هنا مشكلة تيدي، وشعرت بالخجل من نفسها. تأزمت مشاعرها أكثر عندما قدم التلاميذ هدايا عيد الميلاد لها، بينما كانت هدية تيدي ملفوفة في كيس بقالة.

 

تألمت وهي تفتح هديته، وضحك التلاميذ عندما رأوا عقدًا مكونًا من ماسات ناقصة وزجاجة عطر شبه فارغة.

 

لكن عندما شكرت تيدي بحرارة، توقف التلاميذ عن الضحك. ارتدت العقد ووضعت قليلاً من العطر على ملابسها.

 

بعد الدوام، انتظر تيدي ليقول لها: "رائحتك اليوم مثل رائحة والدتي." انفجرت المعلمة بالبكاء لأن تيدي أحضر لها عطر والدته الراحلة، ووجد فيها رائحة أمه. منذ ذلك اليوم، أولت اهتمامًا خاصًا به، وبدأ يستعيد نشاطه الأكاديمي.

 

بنهاية العام الدراسي، أصبح تيدي من أنجب التلاميذ في الفصل.

 

سنوات مرت، وتلقت المعلمة دعوة لحضور حفل تخرج دفعة من كلية الطب، موقعة باسم "ابنك تيدي". حضرت الحفل مرتدية نفس العقد ومعطرة بنفس العطر.

 

تيدي ستودارد اليوم هو أحد أشهر الأطباء في العالم ومالك مركز ستودارد لعلاج السرطان.

 

هذه القصة تطرح تساؤلات هامة: كم طفل دمرته مدارسنا بسبب سوء التعامل؟ كم تلميذ حطمنا شخصيته؟ لدينا آلاف التلاميذ مثل تيدي، لكن كم معلمة لدينا مثل السيدة تومسون؟

 

قصة تيدي تذكرنا بقوة التعاطف وتأثيره الكبير في التنمية الذاتية وتغيير حياة الأشخاص للأفضل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات