مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأربعاء، 24 يوليو 2024

لسنا وحدنا في معاناتنا.. قصة امرأة صينية تبحث عن السعادة

 


عاشت امرأة صينية مع ابنها الوحيد حياة مليئة بالفرح والسعادة حتى جاء اليوم الذي اختطف فيه الموت ابنها. غرقت الأم في حزن شديد لفقدان فلذة كبدها، وشعرت أن عالمها قد انهار. 

 

في محاولة يائسة لاستعادة ابنها، قررت اللجوء إلى حكيم القرية، على أمل أن يمنحها وصفة سحرية تعيد الحياة إلى جسد ابنها.

 

استمع الحكيم إلى قصة الأم بحنان، وبعد تفكير عميق، قال لها: "أنت تبحثين عن وصفة لاستعادة ابنك؟ حسنًا، أستطيع أن أعطيك واحدة.

 

أحضري لي حبة خردل من بيت لم يعرف الحزن قط." شعرت المرأة بالأمل مجددًا، وبدأت رحلتها في البحث عن تلك الحبة السحرية.

 

زارت المرأة بيتًا بعد بيت، تبحث عن المنزل الذي لم يعرف الحزن أبدًا. في أحد الأيام، طرقت باب منزل ففتحته امرأة شابة. سألتها الأم: "هل عرف هذا البيت الحزن من قبل؟" ردت المرأة بابتسامة مليئة بالمرارة: "هل عرف بيتي سوى الحزن؟ توفي زوجي منذ سنة، وتركني مع أربعة أطفال.

 

لقد اضطررت لبيع معظم أثاث المنزل لتوفير الطعام." شعرت المرأة بالحزن لأجل هذه العائلة وحاولت تخفيف آلامهم بما استطاعت.

 

واصلت المرأة رحلتها، وزارت منازل أخرى، وفي كل مرة كانت تسمع قصصًا مؤلمة عن الفقر والمرض والخسارة. أدركت بمرور الوقت أنها لم تجد المنزل الذي لم يعرف الحزن، بل وجدت نفسها تغمر في مشاكل الناس وتساعدهم بقدر استطاعتها.

 

كانت تقدم المساعدة للآخرين، سواء بالطعام أو بالدعم العاطفي، وبدأت تشعر بأن حياتها قد اكتسبت معنى جديدًا.

 

مع مرور الأيام، أصبحت المرأة صديقة لكل بيت في القرية. لم تعد تفكر في حبة الخردل التي كانت تبحث عنها، بل أصبحت جزءًا من حياة الآخرين، تساندهم في أفراحهم وأحزانهم.

 

وهكذا، دون أن تدرك، أعطاها الحكيم الوصفة التي كانت تبحث عنها: وصفة للتغلب على الحزن من خلال التعاطف مع الآخرين ومشاركتهم في حياتهم.

 

الرسالة التي نقلها الحكيم كانت عميقة وبسيطة في الوقت نفسه: لسنا وحدنا في معاناتنا. عندما نخرج من إطارنا الضيق ونشارك الآخرين في أعباء الحياة، نجد أن مشاكلنا تصبح أخف وألمنا يتضاءل.

 

هذه القصة ليست مجرد درس في الأخلاق، بل دعوة لنتجاوز حدودنا ونمد يد العون للآخرين، فبذلك نصنع مجتمعًا أكثر ترابطًا وتفهمًا.

 

في النهاية، اكتشفت المرأة أن السعادة الحقيقية تكمن في القدرة على مشاركة الآخرين في حياتهم، سواء في لحظات الفرح أو الحزن. كانت تلك هي حبة الخردل التي وجدت في قلبها، وليس في أي بيت من بيوت القرية.

 

جَهلَت عيونُ الناسِ ما في داخلي . . . . . . . فوجدتُ ربّي بالفؤادِ بصيرا

يا أيّها الحزنُ المسافرُ في دمي . . . . . دعني, فقلبي لن يكون أسيرا

ربّي معي, فمَن الذي أخشى إذن . . . . . مادام ربّي يُحسِنُ التدبيرا

وهو الذي قد قال في قرآنه . . . .. وكفى بربّك هادياً ونصيرا

 

قال صالح الدمشقي لابنه :

 

يا بني ، إذا مرَّ بك يوم وليلة قد سلم فيهما دينك ، وجسمك، ومالك ، وعيالك فأكثِر الشكر للَّه تعالى ،

فكم من مسلوب دينه ، ومنزوع مُلكه ، ومهتوك ستره ، ومقصوم ظهره في ذلك اليوم ، وأنت في عافية ..

 

(حركوا ألسنتكم بشكر الله وأحمدوه)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات