كيف تحافظ على رصيدك العاطفي مع الآخرين؟

 

من المثير للدهشة أن نرى بعض العلاقات تنتهي فجأة بعد مرور سنوات طويلة، سواء كانت هذه العلاقات زواجاً استمر لعقود أو صداقات دامت لسنوات.

 

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تستمر هذه العلاقات لفترة طويلة ثم تنتهي فجأة؟ وما هي الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى قطع هذه الروابط؟

 

مفهوم الرصيد العاطفي:

 

في جميع العلاقات الإنسانية، هناك ما يمكن أن نسميه "الرصيد العاطفي". هذا الرصيد يشير إلى مقدار المحبة والاحترام والتقدير الذي نحتفظ به لشخص معين.

 

عندما يتعامل الشخص معنا بطريقة إيجابية، فإن هذا الرصيد يزداد، وكلما كان التعامل سيئًا، يتناقص هذا الرصيد تدريجياً.

 

أهمية التعامل الراقي في زيادة الرصيد:

 

التعامل الراقي والمحترم هو العامل الأساسي في تعزيز الرصيد العاطفي بين الأفراد، فعندما نشعر بالاحترام والتقدير من الآخرين، نميل إلى زيادة هذا الرصيد لديهم.

 

على العكس من ذلك، عندما نتعرض لمواقف سلبية أو تصرفات غير لائقة، يتآكل هذا الرصيد ببطء.

 

يجب علينا أن نتذكر أن هذا الرصيد ليس لانهائيًا، وعندما يصل إلى الصفر، تصبح العلاقة معرضة للانهيار.

 

التصرفات غير اللائقة وتأثيرها على العلاقات:

 

من المؤسف أن البعض قد يتمادى في تصرفاته السلبية معتقدًا أن الرصيد الذي بناه لديهم يمكن أن يغفر لهم كل شيء.

 

هذه التصرفات تؤدي في النهاية إلى استنفاد الرصيد بالكامل، مما يجعلنا غير قادرين على تحمل المزيد، وبالتالي يتم اتخاذ قرار نهائي بقطع العلاقة.

 

حالات استثنائية لإعادة بناء الرصيد:

 

هناك بعض الحالات الاستثنائية التي قد نقرر فيها إعادة شحن الرصيد العاطفي، وذلك بدافع من الحب أو المسؤولية.

 

على سبيل المثال، قد يقوم الزوج أو الزوجة بإعادة شحن رصيد العلاقة بسبب الأبناء أو لأسباب تتعلق بصلة الرحم بين الإخوة والأقارب.

 

ولكن إذا استمر الطرف الآخر في التمادي، فإن هذا الرصيد الجديد سيتآكل بسرعة، مما يؤدي في النهاية إلى قطع العلاقة بشكل نهائي.

 

العلاقات الإنسانية ودائرة الثقة:

 

مع مرور الوقت وتراكم التجارب الحياتية، نجد أن دائرة العلاقات التي نحافظ عليها تضيق.

 

هذا ليس تكبرًا، بل نتيجة لفهم أعمق لمعايير اختيار الأشخاص المناسبين للحفاظ على العلاقات معهم.

 

التجارب تمنحنا القدرة على تقييم الأشخاص بدقة أكبر، وبالتالي نختار من نستمر في التواصل معهم ومن نبتعد عنهم.

 

إن العلاقات الإنسانية تحتاج إلى رعاية مستمرة وجهد للحفاظ على الرصيد العاطفي.

 

لا تعتمد على طول العلاقة أو مدتها، بل على مقدار الحب والاحترام والتفاهم المتبادل.

 

احرصوا على زيادة هذا الرصيد بالتعامل الراقي، والتقدير، والإحساس بالآخرين، حتى تبقى علاقاتكم قوية ودائمة.