تحتوي الطحالب على نسبة مرتفعة من البروتينات |
المهندس.أمجد قاسم/الأردن
متخصص في تكنولوجيا الصناعات الكيميائية
يعتبر تأمين الغذاء الكافي والمناسب للإنسان في المستقبل القريب، أحد أهم التحديات التي تواجه البشرية، ففي عام 2050 يتوقع العلماء أن يتجاوز تعداد البشر 9 مليارات نسمة، وهذا يعني تضاعف الطلب العالمي على مصادر المواد الغذائية التقليدية.
من هنا كان تفكير الباحثين منصبا لاستغلال موارد غير تقليدية لإنتاج الغذاء المناسب للإنسان والذي يلبي الطلب المتزايد على الأغذية، فاستحدثت وطورت تقنيات جديدة للإنتاج الغذائي، ومنها تقنية زراعة الطحالب الصالحة للاستهلاك الآدمي.
فوائد متعددة
تحتوي الطحالب على 45-60% من وزنها بروتينا، وهي تستخدم في الكثير من أماكن العالم كغذاء للحيوانات والطيور والأسماك، وقد أثبتت الدراسات والأبحاث الطبية، احتواء بعض أنواع الطحالب على مضادات للفطريات والبكتيريا، إذ تم استخراج بعض العقاقير والأدوية الهامة منها، كبعض علاجات مرض السرطان والإيدز وغيرها الكثير، وتجدر هنا الإشارة إلى الأبحاث التي أجراها فريق من العلماء في معهد البحوث التابع لكلية الطب في جامعة كاليفورنيا، حيث أثبتت دراستهم، أن بعض أنواع الطحالب مثل ( سبيرولينا) لها تأثيرات إيجابية على الجهاز المناعي للجسم وتحفز جسم الإنسان على التغلب على بعض الأمراض الخطيرة، ومن جانب آخر حذرت الدراسة من احتواء الكثير من الطحالب على مواد سامة وضارة، مثل مادة ( مايكروكستين).
ويتم زراعة الطحالب في بعض المزارع السمكية حيث تعمل كمصاف حيوية لامتصاص النيتروجين، وهناك بعض أنواع الطحالب التي تستخدم في معالجة مياه الصرف الصحي وإدمصاص المعادن الثقيلة منها ثم يجري معالجتها ببعض أنواع الحوامض للتخلص من هذه السموم الخطيرة.
كما تعمل بعض أنواع الطحالب على تجديد الأوكسجين في مياه الأنهار والبحيرات والسدود والبحار، ومن جانب آخر فإن بعض أنواع الطحالب، والزيادة غير المنضبطة في نموها، يؤديان إلى حدوث مشاكل بيئية معقدة للغاية، حيث قد يتعكر لون الماء، وتنبعث منها روائح كريهة ومواد سامة وقاتلة، كذلك قد تمنع كثافتها وصول الأوكسجين إلى الأسماك والكائنات الحية الأخرى الموجودة في الماء، مما يؤدي إلى قتلها وتعفنها في الماء.
ماهي الطحالب
تنتمي الطحالب إلى المملكة النباتية، ويتعذر تميز أجزاؤها إلى جذور وأوراق وسيقان، وتنمو بشكل طبيعي في البيئة المائية، وتكون مستعمرات ضخمة يصل طولها إلى 50 مترا، وتتنوع أشكالها وألوانها وأحجامها.
تم تقسيم الطحالب إلى ثلاثة فصائل رئيسة تبعا للونها وهي الخضراء والحمراء والبنية اللون، وينطوي تحت هذا التقسيم العام، أنواع أخرى، أما التقسيم العلمي للطحالب، فيشمل ثمانية فصائل وهي
الطحالب الخضراء المزرقة.
الطحالب الكارية.
الطحالب السوطية.
الطحالب البيرية.
الدياتومات ( الطحالب الذهبية).
الطحالب الخضراء.
الطحالب البنية.
الطحالب الحمراء.
زراعة الطحالب
تعود فكرة زراعة الطحالب واستغلالها كمصدر هام للمواد الغذائية، إلى مئات السنين، حيث تم زراعتها أولا في الصين واليابان على ضفاف الأنهار والبحيرات الداخلية والبحار، ويبلغ إنتاج الصين من الطحالب حوالي 70% من الإنتاج العالمي.
ويتم زراعة الطحالب عن طريق ربطها على الأفرع المرجانية الميتة أو الصخور، أو قد تعلق على عوامات موضوعة داخل الماء، كما قد تثبت على شباك داخل الأنهار والبحيرات، ويتم تسميدها باليوريا، حيث يوضع هذا السماد في أوعية مثقبة، وتدفن بالقرب من الطحالب المزروعة.
كما تم استخدام خزانات المياه في المناطق الصحراوية والتي تعتمد على مياه الأمطار المتجمعة فيها لإنتاج واستغلال بعض أنواع الطحالب الغير ضارة بصحة الإنسان، كمواد أولية للصناعات الغذائية البشرية.
إن استغلال هذا المصدر الغني بالبروتينيات للإنتاج الغذاء المناسب للإنسان، يعتبر أمرا هاما وحيويا، ومزيدا من الأبحاث والدراسات، ستوفر للإنسانية مصدر متجدد يلبي بعض حاجة البشرية الملحة للغذاء والدواء أيضا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه