مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأحد، 20 أغسطس 2006

النسبية ومعجزة الاسراء والمعراج

مقال مرسل  من المهندس نضال المر 

الزمان في نظرية النسبية الخاصة عام 1905م ، وأعلن أنه (ليس لنا أن نتحدث عن الزمان دون المكان ، ولا عن المكان دون الزمان ، ومادام كل شيء يتحرك فلابد أن يحمل زمنه معه ، وكلما تحرك الشيء أسرع فإن زمنه سينكمش بالنسبة لما حوله من أزمنة مرتبطة بحركات أخرى أبطأ منه) . ولقد تحققت ظاهرة انكماش الزمن علميا في معامل الفيزياء ، حيث لوحظ أن الجسيمات الذرية  atomic particles)) تطول أعمارها في نظر راصدها إذا ما تحركت بسرعة قريبة من سرعة الضوء . وعلى سبيل المثال ، يزداد نصف العمر ((half - lifeلجسيم البيون (نصف العمر هو الزمن اللازم لينحل هذا الجسيم إشعاعيا حتى يصل إلى نصف كميته) في الساعة المعملية الأرضية إلى سبعة أمثال قيمته المعروفة إذا تحرك بسرعة قدرها 99% من سرعة الضوء .

وطبقا لنظرية إينشتين ، فإننا إذا تخيلنا أن صاروخا اقتربت سرعته من سرعة الضوء اقترابا شديدا ، فإنه يقطع رحلة تستغرق خمسين ألف سنة (حسب الساعة الأرضية) في يوم واحد فقط (بالنسبة لطاقم الصاروخ) !! وإذا فكرت في زيارة أطراف الكون فإنك ستعود إلى الكرة الأرضية لتجد أجيالا أخرى وتغيرات كبيرة حدثت على هذا الكوكب الذي سيكون قد مر عليه حينئذ آلاف أو ملايين أو بلايين السنين بحساب أهل الأرض الذين لم يخوضوا معك هذه الرحلة المذهلة ، وذلك إذا كنت قد تحركت في رحلتك بسرعة قريبة من سرعة الضوء ...!! وخلاصة القول : إن الزمن ينكمش مع ازدياد السرعة ، وتزداد السرعة مع ازدياد القدرة على ذلك .

هكذا أصبح من المقنع للماديين أن السرعة والزمن والقدرة أشياء مترابطة ، ولكن إذا كان هناك مخلوق أقوى من الإنسان (ينتمي إلى غير الجنس البشري ، كأن يكون من الجن أو من الملائكة) فإنه يتحرك بقوانين أخرى غـــير قوانين الإنسان ، فيقطع المسـافات ويعبر 

الحواجز ، وأشياء أخرى كثيرة لا يتخيلها الإنسان الذي يسكن كوكبه الأرضي . وطبقا للنظرية النسبية أيضا ، فإنه إذا وجد كائن يسير بسرعة أكبر من سرعة الضوء ، فإن المسافات تنطوي أمامه وينمحي الزمن في قطعه هذه المسافات

وبالرغم من أن سرعة الضوء في الفراغ (أو الهواء) هي أعلى سرعة معروفة حتى الآن ، فإن العلم الحديث لا ينكر وجود سرعة أكبر من سرعة الضوء في الفراغ ، وإن لم يصل إليها حتى الآن ، رغم سريان دقائق بيتا ( B - particles) في الماء بسرعة أكبر من سرعة الضوء فيه ، لأن هذه الدقائق اخترقت حاجز الضوء في الماء فقط وليس في الهواء أو الفراغ ، فتسببت في صدور إشعاع يدعى إشعاع كيرنكوف ..!!

لماذا نتدارس معجزة الإسراء والمعراج ؟


لقد أوردنا هذا العرض العلمي لكي نقرب للناس فهم إحدى المعجزات الحسية التي جرت لرسول الله محمد بن عبد الله صلىالله عليه وسلم، إنها " معجزة الإسراء والمعراج " . ولسنا نسعى من وراء هذا العرض وما يليه من إيضاحات أن نثبت صدق هذه المعجزة ، وإنما نريد فقط أن نقرب فهمها للذين يستبعدون حدوثها من غير المسلمين . وهذه المعجزة من الصنف الذي لم يجره الله بقصد التحدي (أي : تحدي البشر) ، وأعجب ما في هذه المعجزة (بشقيها) أنها غيب من جملة الغيوب التي يجب على المسلم أن يصدق بها ويثق فيها مطلقا .

وهذه المعجزة إذا ناقشناها ، فإنما نناقشها لإثبات استحالة وقوعها لبشر عادي ، بكل المقاييس العلمية ، أو حتى بتطبيق الفروض أو النظريات ... وإلا  لانتفت صفتها كمعجزة ، ولأمكن للإنسان العادي أن يحققها عن طريق استخدامه لأية طاقات أو سبل يخترعها العلم بمرور الزمن .

        والكلام في المعجزات الحسية لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجب أن نسرف فيه ، بل لا يجب أن نعول على هذه المعجزات كثيرا في الإقناع برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنها معجزات وقعت وانقضت ، وقد نهى رسول الله ذاته عن التعلق بهذه المعجزات المادية ، وأمرنا بالانتباه إلى معجزة واحدة باقية على مر الزمان ، هى القرآن الكريم ، الذي تنكشف وجوه الإعجاز فيه كلما تقادم الزمن وتوالت الأجيال ، وكل جيل يكشف عن وجه أو وجوه فيه لم يكن قد كشفها الجيل السابق ...فقد حدث في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم أن انكسفت الشمس عندما مات إبراهيم بن رسول الله ، فقال الناس : لقد انكسفت الشمس لموت إبراهيم ، فقال لهم الرسول : (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته) .

تشتمل " معجزة الإسراء والمعراج " ضمن ما تشتمل السرعة الخارقة والقدرة المذهلة التي انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشق الأول من المعجزة ، وهو " الرحلة الأرضية " ، من المسجد الحرام بمكة (في الجزيرة العربية) إلى المسجد الأقصى بالقدس (في فلسطين) ، ثم السرعة والقدرة اللتان لا يستطيع الإنسان - مهما أوتى من علوم وتكنولوجيا – أن يحددهما ، وذلك في الشق الثاني من المعجزة وهو " الرحلة العلوية " ، أي : الصعود من حيث انتهت الرحلة الأرضية إلى الأعلى في رحلة سماوية اخترق الرسول بها طبقات الجو كلها وعبر أرجاء الكون إلى سماء لا ولن يستطيع الإنسان أن يصل إلى تحديد أي شىء فيها ، ولن يعرف عنها أي شيء سوى ما أخبره به القرآن الكريم ...

رحلة الإسراء ( الرحلة الأرضية في عالم الملك ) : 

يقول الله سبحانه : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا ، إنه هـو السميـع البصيـر (1) " ]سورة الإسراء[. " سبحان " ، أي : تنزه الله في قولـه عن كل قول ، وتنزه الله في فعله عن كل فعل ، وتنزه الله في صفاته عن كل صفات . " الذي أسرى " ، أي : الذي أكرم رسوله بالمسير والانتقال ليلا . " بعبده " ، أي : بمخلوقه الإنسان الذي اختاره لهذه المهمة العظمى ، وهى مهمة هداية البشر جميعا . ولم يقل الله سبحانه : " بخليله " أو " بحبيبه " أو " بنبيه " ، وإنما قال : " بعبده " ، وفي هذا ملحظ هام هو أن الرسول صلى الله عليه وسلم حقق مقام العبودية الخالصة لله سبحانه ، فكان حقا " العبد الكامل " أو " الإنسان الكامل " ، ولأن المطلب الأول للإسلام هو تحقيق العبودية الخالصة لله سبحانه ... " ليلا " ، وفي هذا دلالة على أن الإسراء كان في جزء من الليل ولم يستغـرق الليل كله ، وكان الليل هو وقت الرحلتين لأنه أحب أوقات الخلوة ، وكان وقت الصلاة المفضل لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل كان هو وقت الصلاة قبل أن تفرض الصلاة بالهيئة والأوقات المعروفة عليها ، وكان الإسراء ليلا ليكون أيضا أبلغ للمؤمن في الإيمان بالغيب ...

        وأما قوله  تعالى : " من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى " فتفسيره : أن انتقال الرسول في رحلته الأرضية كان بين مسجدين ، أولهما : المسجد الحرام بمكة في أرض الجزيرة العربية ، وهو أحب بيوت الله في الأرض ، والصلاة فيه تعدل مائة ألف صلاة في غيره من المساجد ، وثانيهما : هو المسجد الأقصى بأرض فلسطين ، مهد الأنبياء والرسل ، وقد كان القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يأتيهم الأمر بالتحول شطر المسجد الحرام الذي هو قبلتهم منذ ذلك الوقت إلى آخر الزمـان ... والمسجد الأقصى من أفضل مساجد الأرض جميعا ، والصلاة فيه تعدل خمسمـائة صلاة في غيره من المساجد ... " الذي باركنا حوله " أي : الذي أفضنا عليه وعلى ما حوله بالبركات ، دنيوية ومعنوية ... " لنريه من آياتنا " أي : بعض الآيات الدالة على قدرة الله وعظمته ، وليس كل الآيات ...

هـل حدثت المعجزة بالروح أو بالجسد أو بهما معا ؟


قد يقول قائل : إن رحلة الإسراء (ومن باب أولى : رحلة المعراج) حدثت لرسول الله مناما ، أي : رؤيا منامية ، يعني بروحه دون جسده . ونحن نقول لهذا القائل : إن الرحلة الأرضية ، وكذلك الرحلة العلوية ، حدثتا معا بالروح والجسد معا ، والأدلة الدامغة على ذلك كثيرة ، وأقربها إلينا كلمات القرآن التي أوردناها سابقا ، فلم يقل الله : ( سبحان الذي أسرى بروح عبده ) ، وإنما قال : " سبحان الذي أسرى بعبده " ، أي : روحا وجسدا ... وهكذا يكون الإنسان (العبد) بشقيه الروح والجسد . وهنا أيضا دليل دامغ آخر يكمن في لفظة " سبحان " التي افتتحت بها الآية ، بل السورة كلها ، وهى تعني : يتنزه الله عن الشبيه والند والنصير ، ويتنزه الله عن العجز والضعف ، إذن تأتي هذه اللفظة للأمور العظيمة ، وتأتي في مقدمة آية أو سورة لكي تهيئ القارئ ، أو السامع ، إلى أنه سيقرأ أو سيسمع أمرا عجيبا وغريبا وعظيما في نفس الوقت ، وذلك إذا قاسه بمقاييسه البشرية ، ولكنه هين وعادى وميسور بالنسبة لإله الكون وخالقه ومدبره وخالق نواميسه وقوانينه وقادر على خرق أي ناموس في أي وقت ، وتنفيذ ما تشاء إرادته ، جلت قدرته وتعالت عظمته .

وبدراسة الجو العام لحال المسلمين ، والدعوة الإسلامية عموما ، في ذلك الوقت ، نعرف أن هذه المعجزة حدثت لغرض مهم – بالإضافة إلى أغراض أخرى – هو تمحيص قلوب المؤمنين بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ليثبت قوى الإيمان ويظهر ضعيف الإيمان ، وينكشف أمره ، وخصوصا أن الله سبحانه يعد المسلمين لحدث عظيم بعد عام واحد هو الهجرة الكبرى من مكة إلى المدينة لتأسيس أعظم مجتمع إسلامي عرفته البشرية على الكرة الأرضية .

فالماديون (قديما وحديثا) يقيسون كل شيء بالطول والعرض والعمق ، بما لديهم من مقاييس معروفة ، ويزنون كل شيء بأثقال متفق عليها فيما بينهم ، فإذا صادفوا غير ذلك في حياتهم ، حجما أو وزنا ، أنكروه ورفضوه . وهكذا أنكر الماديـون " معجزة الإسراء والمعراج " جملة وتفصيلا ، لأنها لا تخضع لقوانينهم وموازينهم .

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن الذين أفرطوا في الجانب الروحي وترهبنوا ، اختلفوا فيما بينهم حول كون المعجزة تمت بالروح فقط ، أو بالجسد فقط ، أو بهما معا ؟ وقد رددنا على هؤلاء وأولئك ، وأثبتنا أن المعجزة تمت للرسول صلى الله عليه وسلم بالروح والجسد معا ، لأنهما إن حدثتا له بالروح فقط ما استحقت أن تكون معجزة ، فالرؤيا الصادقة تحدث للصالحين من غير الأنبياء والرسل ، والإنسان العادي يرى في منامه كل شيء لا يستطيع أن يبلغه في صحوه ، فهو في منامه يطير ويتجول في أماكن بعيدة ومناطق فسيحة ، ويحصل على آمال وينال مطالب في أحلامه فقط ...

ما هو البـراق ؟


بعد أن تمت الرحلتان وعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى موطنه وبيته بمكة ، حكى للناس ما حدث ، وكان ضمن ما قاله : إن " براقا " جاءه وأمر أن يركبه . وهذا البراق هو الوسيلة التي نقلته في رحلته الأرضية من مكة إلى القدس . فما هو البراق يا ترى ؟ أفاد أهل الاختصاص في اللغة العربية بأن البراق دابة أصغر من البغل وأكبر من الحمار ، وقال بعض شراح أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم : إن البراق مشتق من البريق ، ولونه أبيض ، أو هو من " البراق " ، وسمي كذلك لشدة لمعانه وصفائه وتلألؤه أو توهجه . فلا ضير ، إذن ، أن نقترح بأن يكون البراق هو البرق الذي حمل الرسول صلى الله عليه وسلم وسار بسرعة الضوء من مكة إلى القدس في الذهاب والإياب . وتبقى المعجزة في استعمال هذه الظاهرة الطبيعية كامنة في حماية الرسول صلى الله عليه وسلم من آثارها المدمرة والوقاية من أضرارها ...

وقبل أن نغادر الرحلة الأرضية (وهى الشق الأول من معجزة الإسراء والمعراج) وننتقل إلى الرحلة العلوية السماوية ، نود القول بأن الذين يستبعدون حدوث الإسراء (ناهيك عن المعراج) عليهم أن يبحثوا في الأحداث السابقة لتاريخ هذه المعجزة ، ليقرأوا من مصادر موثوقة (وأقواها بالطبع هو كتاب الله المجيد " القرآن الكريم " ) عددا من الأحداث أو الحوادث كانتقال عرش بلقيس من مملكة سبأ باليمن (جنوب الجزيرة العربية) إلى حيث كان يقيم رسول الله سليمان (عليه السلام) في الشام ( شرق البحر المتوسط ) . وموجز هذه الحادثة هو أن سليمان أرسل إلى بلقيس (مملكة سبأ) رسالة يعرض فيها عليها الإيمان بالله وحده لا شريك له في الخلق والملك والتدبير ، وبعد مداولات بينها وبين وزرائها (أو شعبها) استقر رأيها أن تسلم لله رب العالمين . فاتجهت إلى بلاد الشام قاصدة سليمان ، وقبل أن تقترب من هذه البلاد أعد سليمان صرحا عظيما لاستقبالها ، ثم أراد أن يريها شيئا من دلائل عظمة قدرة الله ، فقرر أن يأتي بعرشها (من اليمن) لتجلس هى على هذا الصرح الذي أعده لها . فتفقد سليمان قدرات من حضر مجلسه (جنا وإنسا) وإمكاناتهم في إتمام هذه المهمة ، فقال له عفريت من الجن : أنا آتيك به – من اليمن إلى الشام – قبل أن تقوم من مقامك . وقال آخر – آتاه الله العلم والقدرة من لدنه - : أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك !! وبالفعل ، جاء هذا الذي آتاه الله العلم والقدرة بعرش بلقيس في زمن لم يتعد طرفة عين ، ولا يعرف لأحد حتى الآن كيف تم تنفيذ هذه المعجزة الخارقة . ومن نافلة القول : إن سليمان بن داود كان هو وأبوه نبيين أنعم الله عليهما بإنعامات كثيرة ، وكان سليمان يأتي الخوارق كثيرا ، ويحمد الله في كل مرة أن سخر له الكون وأخضع له الظواهر الطبيعية وخرق النواميس الكونية ...

المعراج ( الرحلة العلوية السماوية في عالم الملكوت ) :

     إن الكون الذي يستطيع الإنسان أن يبصر بعض أطرافه كون فسيح ضخم ، بالرغم من أنه بكل ما يحتوي لا يمثل سوى السماء الأولى فقط ، فلا نعلم ولا يعلم أحد مهما أوتى من العلم – إلا أن يكونه نبي أو رسول يتلقى الوحي – عن غير هذه السماء شيء ، سواء كانت السماء الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو ... إلخ .      

هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن فكرة الإله الذي يحتل مكانا محددا من الكون فكرة لا تتفق مع العقل الصحيح أو المنطق القويم ، بل ربما نعتبر – نحن أهل الكوكب الأرضي – أناسا في سماء أخرى بالنسبة لمخلوقات غيرنا تعيش في كوكب أو مكان لا نعلمه نحن في مجـرتنا أو في مجرة أخرى من مجرات الكون الفسيح ...!! إذن فالخالق العظيم ، أي : الله الواحد المالك المدبر ، له قوة مطلقة ولا يستطيع أحد أن يحدد له سبحانه مكانا أو زمانا ، بل هو سبحانه موجود قبل أن يكون هنالك زمان أو مكان ...

وقديمـا ذهب الناس إلى أن ما يرونه فوق رؤوسهم عبارة عن سماوات تسكنها الملائكة ، ولكن العلم الحديث توصل إلى أن هذا ما هو إلا ظاهرة ضوئية تحدث في جو الأرض نتيجة لتشتت وتناثر ضوء الشمس الأزرق بوفرة فيه ... وتوصل العلم الحديث بعد الخروج من الغلاف الجوي والتجول في الفضاء الكوني ، أن الأرض ما هي إلا كوكب موجود في مجموعة تابعة للشمس ، ولا يزيد سمك غلاف هذا الكوكب 1000 كيلومتر ، بما فيه تلك " القبة الزرقاء " التي ظنها الناس قديما مسكن الملائكة ، ولكنها ظاهرة ضوئية تحدث في طبقة من الغلاف الجوي للأرض لا يزيد سمكها عن 200 كيلومتر ...

والأمر الثالث هو أن تحول المادة إلى طاقة ، ثم عودة الطاقة إلى المادة ، هو أمر معلوم الآن بالكشوف العلمية الحديثة ، وهو وإن كان أمرا نظريا، فإنه مستحيل التنفيذ عمليا . إذن : فإذا قلنا بتحول جسد الرسول صلى الله عليه وسلم – وهو مادة – إلى ضوء – وهو طاقة – أو ما هو أعلى من الضوء ، حتى يخترق آفاق الكون وما بعد الكون في ساعات قليلة بحسابنا البشري ، فإننا بذلك نكون قد قدمنا اقتراحا لتقريب مفهوم الحدث ، وإن كنا لا نجزم بما نقترحه . ولعل مما يدل على قصر مدة الرحلة بجانبيها – الإسراء والمعراج – هو ما رواه الرسول بعد عودته لأم هانيء  - ابنة عمه – وما رواه لكل الناس بعد ذلك ، ومن هذه الرواية أنه صلى العشاء مع أصحابه ، ثم عاد وظهر وقت الفجر فصلى الفجر معهم ... !!

هذا مدخل ندخل منه إلى موضوع " المعراج " ، وهو الصعود (أو آلة الصعود) من سطح الأرض إلى طبقات الجو العليا ، إلى حيث الاختراق والنفاذ من أقطار الأرض وغيرها من الكواكب والنجوم ، إلى حيث لا يعلم الإنسان حتى الآن . ولكننا نرى من الأفضل أن نعجل بقراءة آيات المعراج الواردة في القرآن الكريم ، وهى الآيات التي لم تذكر " المعراج " صراحة ، بل يفهم منها : " والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحي (4) علمه شديد القوى (5

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    تحية طيبة وبعد

    احب ان اوضح انه هنالك غلظ غير مقصود قد اصبتموه في فقرة المعراج ( الرحلة العلوية السماوية في عالم الملكوت ) :


    وهي ان الله موجود الاصح ان نقول ان الله واجد الزمان والمكان

    وبارك الله في فيكم

    ردحذف

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات