المهندس أمجد قاسم
كاتب علمي
يعكف مجموعة من الخبراء والباحثين على إيجاد علاقة بين بصمات الأصابع ونمط الحياة للأفراد ، وذلك في محاولة لتضيق لائحة المشتبه بهم في بعض الجرائم .
ويؤكد هؤلاء الخبراء على إن بصمات الأصابع تتغير قليلا مع التقدم في العمر ، وأيضا تتغير تبعا لبعض العادات الخاصة بأصحابها ، كتعاطي المخدرات والتدخين وبعض أنماط الحياة والسلوكيات اليومية المتكررة ، من جهة أخرى تجرى حاليا دراسات خاصة للتعرف على بصمات الأصابع التي مضى عليها أسابيع وأشهر طويلة دون أن يتم أخذها من مسرح الجريمة مثلا ، كما تتركز بعض الأبحاث على الكشف عن بصمات الأصابع الموجودة على شظايا القنابل والطلقات النارية المستخدمة .
هذه الأبحاث يتم حاليا أجراؤها في جامعة كينغز في لندن وتشرف عليها الدكتورة سو جايكل ، وقد توصلوا إلى حقيقة أن المكونات الكيميائية المأخوذة من بصمات الأصابع تتغير مع مرور الزمن ، فمن المعروف أن بصمة الإصبع تتكون أساسا من مجموعة من المركبات الكيميائية أهمها الليبيدات وهي عبارة عن دهون وشموع عضوية تحتوي على الكثير من المواد ، ومن أهمها مادة السكوالين والتي توجد بكثافة في كافة بصمات الأصابع ، وتكمن المشكلة في أن هذه المادة تتحلل بسرعة خلال بضعة أيام مما يجعل عملية التعرف على أصحابها أمرا في غاية الصعوبة نظرا لفقدان الكثير من معالم تلك الأدلة الهامة .
من جهة أخرى ، فإن بعض العادات والسلوكيات اليومية تؤثر بشكل واضح في التركيب الكيميائي لهذه البصمات ، فتدخين التبغ يغير كثيرا من العمليات الحيوية لأجسام المدخنين ، ونظرا لإستقلاب مادة النيكوتين الموجود في دماء هؤلاء الأشخاص ، فإن أجسامهم تفرز مادة تدعي بالكوتانين والتي تبدو واضحة وجلية في بصمات أصابعهم .
فريق آخر من العلماء في جامعة ويلز بإشراف البروفيسور نيل ماك موراي يعكف على إيجاد طريقة للتعرف على بصمات الأصابع المأخوذة عن الطلقات الرصاصية وعن شظايا المتفجرات والتي يستحيل التعرف عليها بالطرق التقليدية المتبعة حاليا ،وهم يستخدمون لهذه الغاية جهاز يدعى (( مستشعر كالفن الماسح )) والذي يقيس التغيرات الدقيقة في الطاقة الكامنة الكهربائية الناجمة عن ردود الأفعال ، وعن طريق هذا الجهاز تم الكشف عن بصمات الأصابع الموجودة على سطوح معدنية قد تعرضت لدرجة حرارة تصل إلى 600 درجة سيلسيوس ، ويأمل هؤلاء الباحثون في اختراع جهاز نقال صغير للكشف عن بصمات الأصابع مباشرة في مسرح الجريمة ورسم صورة كاملة لأصحاب تلك البصمات وعاداتهم السلوكية وأنماط حياتهم وبعض الصفات الجسدية الخاصة بهم مما يسهل كثيرا من مهمة رجال التحقيق الجنائيين والذي يسعون للكشف عن الحقيقة والقبض على المجرمين وعلى كل من يهدد امن وسلامة المجتمع .
ردحذفتبقى اسرار الانسان عظيمة ، ويبقى ابداع الخالق شاهد على عظمته ، في كل يوم يكتشف المزيد من الارتباطات بين حواس الانسان وبين اجهزته الداخلية والعلاقات الأخرى ، تشعر انها نسيج بالغ في التعقيدورغم ذلك يتحرك بدقة شديده
بارك الله فيك اخي ، وامتعتنا بالجديد والمفيد
اخوك صريح
كل عام وانتم بخير
ردحذفوكا لحظة والعلم يتطور
نتمنى ان تكون لاجل خير البشرية دائما