مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الاثنين، 11 مايو 2009

قصة اختراع الآلة الكاتبة

سهمت الآلة الكاتبة في نشر العلم والثقافة في العالم بشكل كبير
 
المهندس أمجد قاسم

          أسهمت الآلة الكاتبة ، وبشكل فاعل في نشر المعرفة الإنسانية ، وسهلت نقل وتبادل المعلومات ، بين الأفراد والشعوب ، وتعود المحاولات الأولى لاختراعها إلى عام 1714عندما حصل المخترع الإنجليزي ( هنري ميل ) على براءة اختراع لهذه الآلة التي كان يتطلع من خلالها إلى استحداث نظام جديد في الكتابة الآلية بدلا من النظام اليدوي التقليدي .
          وبالرغم من أهمية الفكرة ، إلا أن ميل فشل في إقناع الناس بأهمية اختراعه .
          وبعد مضي نحو قرن من الزمن وفي عام 1820 ، أعاد مخترع الدراجة ، الألماني ( كارل درايس ) إحياء فكرة الآلة الكاتبة وصمم واحدة تضم 16 حرفا ، وخلال تلك الفترة كان المخترع الأمريكي ( وليام اوستن بيرت ) ينجز آلته الكاتبة التي عرفت باسم ( تيبو غرافر ) وذلك في عام 1829 ، ليحصل بذلك على براءة اختراع لهذه الوسيلة التي ستقود مسيرة المعرفة الإنسانية لعقود طويلة من الزمن .
          الآلة الجديدة كانت مصنوعة من الخشب ، والحروف مثبته على مزلاج متحرك ، يتم سحبة ودفعه لوضع الحرف في مكانه الصحيح ، ثم يدفع نحو الورقة ليترك رسما بعد أن يكون قد غطى بطبقة من الحبر .
          الانطلاقة الفعلية للآلة الكاتبة ، كانت على يدي المخترع الأمريكي ( كريستوفر لاثام شولز ) ، حيث ادخل في عام 1867 تعديلات كثيرة على هذا الاختراع ، وساعده مجموعة من أصدقائه الذين وجدوا أن هذه الآلة سوف يكون لها اثر كبير في التقدم والتطور المعرفي.
          من أهم تلك التعديلات ، إدخال الاسطوانة المطاطية فيها ، والتي يلف عليها الورق ، ثم تثبيت تلك الاسطوانة على مزلاج متحرك يحرك الورقة نحو موضع الطباعة ويتوقف حال الوصول إلى نهاية السطر ، كما أعاد شولز ترتيب حروف الآلة الطابعة ضمن نظام جديد عرف باسم نظام QWERTY والذي اعتمد فيه على درجة تكرار الأحرف في اللغة ، وهذا النظام ما زال مستخدما حاليا في كافة أجهزة الطباعة ولوحات مفاتيح الكمبيوتر التي تعتبر تطور تقني لتلك الآلات التي سادت لعقود طويلة من الزمن .
          إن تلك التطورات التي أدخلت على الآلة الكاتبة ما كان لها أن تسهم في نشر هذا الاختراع ، لو لم يتبنى عدد كبير من المثقفين والكتاب وأصحاب الأعمال هذه التقنية الجديدة في حينه ، وقد انتشرت في عام 1873 في المكاتب التجارية ولدى بعض المحامين ، كما تبناها عدد من الكتاب ، كان من أشهرهم الكاتب الأمريكي المعروف ( مارك توين ) والذي دون عليها مخطوط روايته ( مغامرات توم سوير ) والذي يعتبر أول كتاب يتم تدوينه مباشرة على الآلة الكاتبة .
          تلك هي قصة اختراع الآلة الكاتبة ، والتي شهدت لاحقا تطورات كبيرة ، حيث تم تعديل تصميمها مئات المرات ، كما تم تحويلها من كونها آلة ميكانيكية تعتمد على الروافع والعتلات ، إلى آلة كهربائية تعتمد على التروس والمسننات ، ثم تم تطويرها إلى النظام الرقمي الإلكتروني ولتتحول لاحقا إلى لوحة المفاتيح المرتبطة بجهاز الكمبيوتر المعروفة حاليا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات