مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الخميس، 10 سبتمبر 2009

محاذير ونصائح طبية خاصة بمرضى السكري في شهر رمضان


تحتل منطقة الشرق الأوسط المرتبة الثالثة بالنسبة لمرض السكري في العالم

إيناس بركات *

مع تسارع انتشار هذا المرض في العصر الحديث إلا انه مرض قديم مزمن ينتج مرض السكري عن نقص نسبي أو كلي لهرمون الأنسولين أو عن مقاومة خلايا الجسم للأنسولين وكلا الأمرين يؤديان إلى ارتفاع سكر الجلوكوز في الدم ويفرز الأنسولين من خلايا بيتا في البنكرياس .

إن كل خلية في جسم الإنسان تحتاج إلى الجلوكوز كمصدر للطاقة حتى تقوم بأعمالها الحيوية والأنسولين يساعد الخلايا على استخلاص الجلوكوز من الدم واستغلاله .
تتمثل أعراض هذا المرض بما يلي :-

1.       العطش والجوع الشديد وزيادة في التبول .
2.       نقص في الوزن التعب والإرهاق .
3.       الزيادة في نسبة الجلوكوز في الدم .
4.       الخدر في الأطراف وكثرة الإصابة بالالتهابات المختلفة .
5.       صعوبة في التئام الجروح .
    
ومن أهم العوامل المساعدة على الإصابة بالمرض الوراثة والبدانة والشيخوخة والعوامل النفسية والعصبية وتعدد الحمل وتناول أقراص منع الحمل .

أنواع السكري

النوع الأول : ويسمى أيضا السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الشبابي أو الطفولي حيث يكون إفراز الأنسولين في هذا النوع معدوما أو قليلا جدا وعادة ما يظهر المرض قبل سن البلوغ  وأحيانا بين 6-8 سنوات ونادرا بعد الأربعين  وتبدأ الأعراض فجأة مثل كثرة التبول والعطش ونقص الوزن رغم الشهية الجيدة وربما الغيبوبة نتيجة ارتفاع السكر الشديد وهي ما تسمى بغيبوبة الحامض السكري الكيتوني ، يعتبر هذا النوع من أمراض المناعة حيث يهاجم خلايا بيتا في البنكرياس والتي تنتج الأنسولين إلى أن يدمرها وتسهم بعض الأمراض الفيروسية كالنكاف أو التعرض لبعض السموم وعوامل بيئية أخرى في تنشيط جهاز المناعة للقيام بتدمير الخلايا المنتجة للأنسولين وتشير آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعا في العالم حيث يبلغ عدد المصابين به على مستوى العالم حسب أخر إحصائية لعام 2000 حوالي ربع مليار نسمة 10 % منهم يشكون من النوع الأول .

النوع الثاني : يسمى أيضا السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الكهلي ويصيب السمان عادة بنسبة تصل إلى 80 % منهم وغالبا فوق سن الأربعين وتظهر الأعراض السابقة بالتدريج أما الغيبوبة أقل حدوثا بل إن كثيرا من المرضى لا تظهر الأعراض عندهم البتة ، وللوراثة دور في الإصابة بالسكري خاصة النوع الثاني .

وتؤكد إحصائيات إنه يمكن لما يقرب 50 % من مرضى السكري النوع الثاني ضبط السكر عن طريق تنظيم الغذاء فقط حيث لا يوجد مرض من الأمراض يعتمد علاجه على تنظيم الغذاء مثل مرض السكري .

النوع الثالث : ويسمى السكري الحملي ويصيب المرأة عادة أثناء الحمل حيث يصيب حوالي  3 % من الحوامل في العالم وهو إنذار للحامل بإمكانية إصابتها بمرض السكري الدائم ويختفي غالبا بعد الولادة ليعود ويظهر بعد 10-15 سنة في حوالي 60-70 % منهن لذا يجب أخذ الحيطة والحذر وممارسة الرياضة وعدم زيادة الوزن وتناول الطعام الصحي وعمل الفحوصات المخبرية كل ستة أشهر .

النوع الرابع : ويسمى السكري الثانوي وينجم عن استئصال البنكرياس أو جزء منه أو نتيجة فرط في إفرازات الهرمونات المضادة للأنسولين كمرض العملقة وأورام الغدة الكظرية أو قد ينجم عن استعمال بعض الأدوية كالكورتيزون .

تختلف نسبة حدوث السكري بين الشعوب والأعمار والأعراق فالنوع الثاني أكثر حدوثا بين الشعوب ذات الدخل المرتفع والسمان واللذين لا يمارسون الرياضة، تحتل منطقة الشرق الأوسط المرتبة الثالثة بالنسبة لمرض السكري في العالم .

يعتبر شهر رمضان شهرا عزيزا على نفس كل مسلم يسعد بقدومه لما فيه من صيام وصلاة وعبادة ولما في هذا الشهر من عبادات وعادات تؤثر تأثيرا مباشرا على الصحة فإن على المصاب بداء السكري مراعاة ذلك التأثير من جانب الغذاء والدواء .

الصوم مع صنفين رئيسيين من المصابين بالسكري :-

إن حدة المرض ومدى تطوره ضمن الصنف الأول والثاني يختلف من مريض لآخر وهذا ما يجعل الأمر متعذرا لوجود قاعدة واحدة حول داء السكري والصيام .

أولا:الصوم مع الصنف الأول المعتمد على الأنسولين وهو ينقسم إلى قسمين حسب حدة المرض وارتباطه بكمية حقن الأنسولين اليومية:

 1- جرعة واحدة من الأنسولين باستطاعتهم الصوم فلا خطر عليهم مع تعديل بسيط وهو إن المريض قبل رمضان كان يحقن الأنسولين صباحا أما في رمضان فيجب عليه أخذ الحقنة قبل الإفطار مباشرة ، كما وعليه زيارة طبيبه عدة مرات خلال الأيام الأولى لتحديد كمية الأنسولين المثالية التي تتلاءم مع مرضه وطعامه .

2- تعدد جرعات الأنسولين يوميا بالنسبة للمرضى اللذين يحتاجون إلى عدة حقن في اليوم فإن الصيام يشكل خطرا أكيدا على صحتهم لهذا فقد أجمع معظم الأطباء على عدم صيامهم .
ثانيا : الصوم مع الصنف الثاني غير المعتمد على الأنسولين وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام تبعا لدرجة المرض:
1-      مرضى يعتمدون على الحمية فقط حيث يمكنهم الصيام بل الصوم فائدة عظيمة لهم مع ضرورة مراعاة الحمية .
2-      مرضى يتناولون قرصا واحدا يمكنهم الصيام شريطة أن توزع كمية الطعام على الفطور والسحور بالتساوي ويكون القرص بعد آذان المغرب وقبل الإفطار مباشرة .
3-      مرضى يتناولون قرصين أو أكثر يمكنهم الصوم حيث يؤخذ القرص الأول قبل الإفطار مباشرة والقرص الثاني قبل السحور.

أما الفئات التالية فيصعب عليهم الصوم ولا ينصح الطبيب بصيامهم :-
 1- المصابين بالسكري وأعمارهم أقل من20 سنة والحوامل المصابات
  2-  المصابون بالسكري مصحوبا بأمراض غير مسيطر عليها . 

ملاحظات واجب إتباعها إذا قرر مريض السكري الصيام :-

1-  تأخير وجبة السحور إلى ما قبل الفجر .
2- الإكثار من شرب الماء أثناء الفطور لتجنب الجفاف .
3- الإقلال من النشاط الجسماني خلال فترة ما بعد الظهر لتجنب الانخفاض الحاد لنسبة السكر في الدم .
4- عدم الانتظار لموعد الإفطار عند الشعور بأعراض انخفاض السكر في الدم والمبادرة بأكل شيء من السكر .
5- تجنب المشروبات الرمضانية كشراب عرق السوس لما له من تأثير على رفع ضغط الدم وشراب التمر الهندي وقمر الدين لمحتواها العالي من السعرات الحرارية .
6- التقليل من ملح الطعام عند تناول الوجبات لما لها من أثر على احتباس السوائل في الجسم ومن ثم رفع ضغط الدم .
7- عدم الإكثار من تناول القطايف ويفضل حشوها بالجبن الأبيض المحلى وشويها بدل من القلي واستعمال المحلي الصناعي لتحليتها بدل من القطر العادي .    
وأخيرا أحب أن أنوه لما للصوم من فوائد كبيرة لمرضى السكري , حيث يقلل من نسبة السكر بالدم بدرجة ملحوظة ويساعد على التخلص من جزء من الدهون المتراكمة في الجسم مما يؤدي إلى خفض الوزن وتجنب السمنة وبالتالي يساعد على سرعة الاستجابة لأدوية السكري وإنقاص مستوى السكر في الدم والبول مما يترتب على ذلك إنقاص جرعات أدوية السكري .
برنامج مقترح لمرضى السكري في رمضان
ينصح بتناول وجبتي الإفطار والسحور ووجبة خفيفة بعد صلاة التراويح .

وجبة الإفطار :-

حبتين تمر أو نصف كوب عصير فاكهه ثم أداء صلاة المغرب ففي هذه الفترة يتوفر مصدر للطاقة وترتفع نسبة السكر بالدم ويزيد الشعور بالشبع مما يؤدي إلى تناول كمية طعام أقل كما وتخف حموضة المعدة.

بعد ذلك تناول طبق من الشوربة ( خضار مسلوق ) أو سلطة ثم تناول الطبق الرئيسي والذي يشمل اللحوم والنشويات والألبان .

في حال تناول شوربات أو أطباق تحتوي على البطاطا أو الفريكة أو العدس لا بد من تقليل كمية النشويات المسموح بتناولها .

بعد صلاة التراويح ( على الأقل بعد الإفطار بساعتين ) :-

يمكن تناول الفواكه أو الخضار أو حلوى محضرة بطريقة مناسبة لمرضى السكري .

السحور :-

هذه الوجبة تمد الجسم بالطاقة اللازمة خلال فترة الصيام لذلك يفضل أن تكون خفيفة تحتوي على كوب لبن أو حليب وقطعة توست ونوع من الفاكهة وطبق سلطة لأن الخضار يبقى في المعدة مدة أطول .

مع مراعاة تناول الماء خلال فترة الإفطار لمنع حدوث نقص السوائل أثناء الصيام .

* ماجستير الغذاء الصحي والحمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات