أعلان الهيدر

الجمعة، 4 سبتمبر 2020

الرئيسية بالأخلاق والقيم تنتصر الأمم دائما

بالأخلاق والقيم تنتصر الأمم دائما

  


 كان في وادي حضرموت رجل صالح أقام سقاية للناس وجعلها وقفا لله رب العالمين...  وفي اليوم التالي فوجيء الناس بأن سقايتهم قد لوثها أحدا ما بالقاذورات والأوساخ.

 

فاشتكوا للرجل الصالح هذا الفعل المشين ، فقال لهم الرجل:

 

أعيدوا ترتيبها وبنائها.

 

فلما فعلوا ذلك فوجيء الناس في اليوم التالي، أن سقايتهم قد تلوثت مجدداً، وأخذوا يصرخون:

 

من هذا الذي يلوث صدقة جارية للناس ؟.

 

وذهبوا للرجل الصالح فقال:

 

للعمال أعيدوا ترتيبها، واختبئوا في الليل وانظروا لي من هذا الشخص، واكتموا أمره ولا تكلموه وأعطوني الخبر.

 

وفي اليوم التالي جاء العمال إليه على استحياء وإحباط يقولون له:

 

ماذا نقول لك يا سيدي؟

قال:

 ماذا؟

فقالوا له:

إن الفاعل هو ابن عمك فلان الفلاني.

فقال:

لا حول ولا قوة إلا بالله، خلاص اسكتوا واكتموا أمره، ولا تحدثوا أحدا عن فعله.

 

ثم قال لهم وللمرة الثالثة:

أعيدوا ترتيب السقاية وبنائها..

 

ولما جنا الليل ذهب يطرق بيت ابن عمه، واخذ معه كيس من القمح وآخر من السكر واخذ معه طيبا وكيسا من النقود، ثم قرع باب بيته قال:

 

 من بالباب؟

 

 فقال الرجل الصالح:

 خويدمكم( وهي كلمة تصغير لكلمة خادم)

 

ولما فتح الباب وجد إن الطارق ابن عمه فقال له:

ماذا تريد؟

فقال له الشيخ:

جئتك يا ابن عمي معتذر لك، فانا مقصر في حقك، فلم أزورك منذ فترة طويلة، ولم اسأل عليك، أرجوك أن تسامحني، فنحن بيننا صلة رحم.

 

واخذ يلاطفه، ولم يذكر له قصة تلويثه للسقاية، بل انه أكرمه وأعطاه ما معه من الأكياس مع النقود والطيب وانصرف من عنده موقعا.

 

ثم اجتمع بعماله وأمرهم أن ينظروا الليلة في أمر السقاية، فلما انتصف الليل أتى ابن عمه مجددا، ولكنه هذه المرة ليس ملوثا السقاية، بل مبخرا إياها بالطيب الذي أعطاه ابن عمه الرجل الطيب.

 

فإنبهر العمال من التحول العجيب ذي حصل لهذا الرجل الذي أصبح في لحظة من عدو إلى صديق...

 

الحكمة:

 

  إننا إذا أردنا التخلص من المشاكل التي تواجهنا مع الآخرين، علينا أن نحسن في تعاملاتنا حتى لمن أساء إلينا، وان لا نواجه الإساءة بالإساءة .. فبالأخلاق والقيم تنتصر الأمم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

يتم التشغيل بواسطة Blogger.