مدونة ثقافية تعنى بالإبداع والابتكار والتنمية البشرية

اخر الأخبار

Post Top Ad

الأربعاء، 27 يناير 2021

كيف تختار مهنتك ؟



من أهم ما يواجه الشباب في مطلع حياتهم ، اختيار الطريق الذي يسلكونه حينما يقفون حائرين أمام أبواب المستقبل، مقدرين أن القرار الذي يتخذونه، سيكون ذا آثار نفسية ومادية عليهم ، في سائر أيام الحياة .

ولذلك ينبغي أن يعرف الشاب أين يضع قدمه، قبل أن يختار لنفسه مهنة يزاولها، ويكسب عيشه عن طريقها . ينبغي أن يتعرف على خصائص نفسه ، وما لديه من نواحي القوة والضعف ، وأن يتأكد من ميوله ، ويعرف ما يحب مزاولته من الأمور ، وما يكرهه . دون أن يتأثر بالنزوات الطارئة عليه ، أو المظاهر المحيطة به ، أو الأفراد المخالطين له : وأن تضع في حسبانه وسائل معاشرته للناس ، واختلاطه بهم ، وتعامله معهم ، واستعداده لتنفيذ ما يتلقاه من الأوامر والتعليمات ، وقوة صبره و احتماله ، فإن ذلك كله - إذا صدق الإنسان مع نفسه في تقديره - يعينه كثيرا على أن يختار مهنة المستقبل ، وهو مطمئن إلى حسن الاختيار.

وبعد أن يتعرف الشاب على نفسه وصفاته . ينبغي له أن يلم بالمعلومات الكافية عن عدد من المهن ، ليوازن بينها ، ويختار منها ما يناسبه . ويتلاءم مع قدراته . وليس ذلك بالأمر الهين . فربما لا يجد المهنة التي يراها مطابقة لاستعداداته ومميزاته . وقد تجد العديد من المهن يتفق - إلى حد كبير - مع ميوله و رغباته .

ولكن يصل الشاب إلى قرار سليم يجب أن يتصف بالمرونة، وأن يدرك أنه يستطيع النجاح في أنواع متعددة من المهن . إذا أخذ نفسه بالتدريب والإعداد اللازمين للمهنة التي يريدها . غير أن هناك مهنا يستطيع أن يتقنها أكثر من سواها ، وهنا أخرى لا يقدر على إجادتها، مهما يبذل فيها من جهد ، فيجب أن يوازن مميزاته بمطالب المهنة، ليتعرف على ما يحسين أداءه.

والشاب محتاج إلى التدرب على المهنة، التي يعتقد أنها تناسب استعداداته وإلى اكتساب الخبرة فيها ، حتى تتكون لديه المهارات الأساسية لها، والمعلومات الكافية عنها، بطريقة عملية ، وبذلك يعد نفسه للمهنة إعداد كافيا .

ومما يجدر بالشباب ملاحظه ، أن المنافسة تكن على بعض المهن دون بعضها الآخر : وأن لبعض المهن بريقا خاطفا ، غير أنه لا يدر على معظم العاملين فيه غير الكفاف ، فيجب أن يكون الشاب على بصيرة من ذلك ، حين يختار مهنته ، وأن يقدر ممیزاتها الحقيقية.

والشاب الذي يعرف نفسه حق المعرفة ، و يعرف ميادين العمل المختلفة عن يقين ، يصبح من اليسير عليه أن يوازن بين ماله من الصفات ، وما تتطلبه المهنة منها ، فيجيء اختياره قريبة من الصواب .

وعلى كل شاب أن يدرك أن الصفات الشخصية والميول ، تتصف كلها بالمرونة ، وأن الشاب قد يتغير رأيه في نفسه ، وفي المهنة التي يتطلبها، نتيجة لعمل مؤقت يقوم به ، أو خبرة جديدة يكتسبها ، أو ثقافة بحصل عليها ، أو معاشرته أناسا لم يعاشرهم من قبل .

وهكذا نجد أن من الخبر العميم للشاب - في أثناء در اسنه - أن يهتم كثيرا بالدرس والتحصيل . قبل أن يصل إلى قرار حاسم في اختبار مهنة له، وأن يضع لنفسه خطة مرنة ، تسمح بالتعبير والصرف ، على ضوء ما يجد من خبرة وعلم.


مصدر الصورة
pixabay.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ادعم إضاءات بالتعليق على المواد المنشورة واعادة نشر موادها في شبكاتكم الاجتماعية
سيتم نشر التعليق بعد الاطلاع عليه

Post Top Ad

الصفحات