صباحك طفولة وتسامح

 

بقلم: دانيا عناية

 

كل شيء يا جميلتي يبدأ ... بكِ

وينتهي عندك

فلماذا تكلّفيني مالا أستطيع ...

أنتِ طفلة مدلّلة ,, وأنا لا أجيد التعامل مع الأطفال

أحبّك .. على طريقتي ..

ببراءتي ...بغرابتي .. بتفرّدي .

 

أحبّك بأعصابي.. ودماء عروقي ..

وأقف أمام عينيك الداكنتين ... حائرا

فهلّا عذرتِ جهلي ..

أحاول غسل يديّ بالماء والصابون.. وأعجنهما بكل أنواع العطور

أحاول تصفيف شعري ... وأرتدي قميصي الأبيض الأنيق

أضحك عندما تضحكين.. وأبكي عندما تريدين

أملأك غرورا.. أملأك شعورا ..

كي أكون على مستوى ...طفولتك الجامحة ..!!

وعند أول خطأ مني ..

عليّ تثورين..

تعتبيـن ..

تدمعين ..

وتتركيني .. لتلبّكي..

لتورّطي ...فيك ...

لحزني و ظنوني

أفكر ...كيف يكون إرضاء امرأة ببراءة طفلة..؟؟!!

 

وأنت تنامين ... في سريرك الدافئ .. كأميرة يصلها فطورها الصباحي ..

وحليبها المحلّى بالعسل ..

تفتح عينيها ... لتذكر كلّ أخطائي وترتبها بحسب ترتيبها الأبجديّ ...

تسجلهم على ورقة زرقاء وترسلهم بالبريد...

أجرّب كل وصفات العشاق .. وصفات المجانين...وصفات الأولياء والصالحين

كي أجيد التعامل معكِ ...

عندكِ كل شيء بمذاق آخر ...!! بلون آخر..!!

وأنا مهزومٌ مهزوم ,,

متورّط حد العشق.. حد الهوى ... حدّ الشجون..

معكِ أتعلّم.. أن أنسّق كلماتي ... أرتّب مشاعري ...

بالطريقة التي ...ترضي ضمير هواكِ

وأقبل كلّ ذلك بمنتهى السعادة والسرور ...

يا طفلتي الجميلة المدلّلة ...

هذه قبلة الصباح .... مغزولة بطلب السماح..

فهل رضيتِ؟؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال أحدهم ذات يوم

الحب ...مدرسة تجبر المرأة على تصفيف شعرها ... وتجبر الرجل على تصفيف مشاعره